رغم كل الكوارث المحيطة بنا.. أوقات في التاريخ البشري نحمد الله أننا لم نعاصرها
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شهد التاريخ البشري على مر العصور أحداثًا عنيفة ومأساوية للغاية، من الأوبئة المدمرة إلى الحروب المستمرة، في بعض الأوقات رأى أسلافنا المزيد من الإجراءات المتشددة والصعبة خلال أسبوع واحد أكثر مما قد يراه معظمنا في حياته، وهذه بعض الأحداث الكارثية والمؤسفة التي وقعت في الماضي:
حرب الثلاثين عامًا في القرن السابع عشر
كانت حرب الثلاثين عامًا جزءًا مظلمًا من التاريخ البشري لفترة طويلة، فبسببها تدمرت البلاد الأوروبية، وظلوا في خراب مدة ثلاثين عامًا، فقد كانت أكثر فتكًا من أحداث سوداوية أخرى مثل الطاعون الأسود أو الحرب العالمية الثانية، فقد قُتل حوالي ثمانية ملايين شخص خلال هذه الحروب، مما جعلها واحدة من أكثر الأحداث فتكًا في التاريخ، وكان السبب الرئيسي في تلك الحرب هو الخلاف الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا في ذلك الوقت، وقد شاركت جميع القوى الكبرى تقريبًا، مما جعلها حربًا واسعة النطاق، كما أنها ترافقت مع مجاعة شديدة وتفشي لعدد من الأمراض، فضلاً عن عمليات السرقة والنهب للقرى الصغيرة من قبل وحدات الجيش المرتزقة، وباختصار لم يسلم أي شخص أوروبي من توابع تلك الحرب.
الأنفلونزا الإسبانية من 1918 حتى 1919
في ذلك العام بالتحديد، كان هناك الكثير من الأشياء المرعبة التي تدور حول العالم، بداية من الثورات المنتشرة في جميع أنحاء العالم، مرورًا بالحرب العالمية الأولى، وصولًا لوباء الأنفلونزا الإسبانية، باختصار شديد كان وقتًا عصيبًا للغاية، تنتظرك مهمة كل يوم، وهي أن تبقى على قيد الحياة فقط، أما عن ذلك الحدث الذي كان أكثرهم تدميرًا، وهو الأنفلونزا الإسبانية، فقد أصابت حوالي ثلث السكان في العالم، وكان إجمالي الضحايا من 20 مليون إلى 50 مليون، قد يبدو كل هؤلاء مجرد أرقام، ولكن لا تتخيل منظر الشوارع، حيث بقيت الجثث ملقاه على جوانب الطريق، واصبحت منظر معتاد بالنسبة للمارين، لقد كان الأمر كابوسًا للصحة العامة في جميع أنحاء العالم، وكان الفيروس ينتشر بسرعة رهيبة، ويتمحور داخل الجسد سريعًا، لدرجة أن هناك بعض الضحايا توفوا في غضون ساعات قليلة من الإصابة، ومما زاد الطين بلة هو الإمكانيات الطبية البدائية في ذلك الوقت، حيث لم يكن لدى الأطباء في معظم الأحيان أي فكرة عما يقدمونه لمرضاهم.
غارات القنابل الحارقة في الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية كان التواجد في أي مكان في العالم أمرًا غير آمن لمعظم الناس، خاصة تلك البلاد التي خسرت، حيث تم تسوية المناطق الرئيسية في كل من ألمانيا واليابان بالأرض، وعلى الرغم من أننا نعلم أن الأسلحة النووية هي التي قادرة على إحداث أكبر قدر من التدمير، إلا أن غارات القنابل الحارقة في طوكيو لا تزال تُعرف بأنها أكثر غارات القصف دموية في التاريخ بأكمله، وربما قتلت أكثر بكثير من الأسلحة النووية مجتمعة، حيث تم استخدام المواد الحارقة مثل النابالم بشكل عشوائي في المناطق المدنية، كانت هذه الأحداث بالنسبة لسكان طوكيو هي مشهد من فيلم رعب، حيث يوجد بقايا متفحمة لأشخاص في الشوارع، وأُضرمت النيران في المنازل الخشبية في كل مكان، وأصوات القاذفات تعوي باستمرار، وقد قُتل ما يصل إلى 100 ألف مدني حتى الموت في ليلة واحدة من القصف، وتشوه أكثر من مليون.
المصدر
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال