رمضان بوجهه اللاروحاني .. كيف تم استغلال الشهر الكريم وتحويله لموسم السبوبة؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ثلاثون يومًا من الصيام والروحانيات والعبادات خلال رمضان هذا الشهر الكريم الذي يُنعش أرواحنا الهشة المتعطشة للتقرب من الله، ولمظاهر الفرحة، ولوصل صلة الرحم التي انقطعت، وللتجمعات الأسرية حول الموائد العامرة، والعديد من الأشياء والمظاهر الأخرى، التي لا نعيشها سوى في شهر رمضان، والأكيد أننا جميعًا نفرح بقدوم هذا الشهر الكريم المبارك، ولكن لسنا جميعًا ننتظره لجانبه الروحاني فقط، فهناك جانب لا روحاني ينتظره أصحاب المهن التي تنشط في رمضان، والذين احترفوا تحويل الشهر الفضيل لسبوبة، لذا فأسباب الفرح تختلف من شخص لآخر، كلًا حسب رؤيته الخاصة، فنحن جميعًا نعيش الثلاثون ليلة ذاتها ولكن بطقوس مختلفة.
- رمضان الصائمين.. شهر الصوم والخيرات
هؤلاء هم من يفهمون رسالة الشهر الكريم ويتدبرون حكمة الله من الصيام، وينتظرون ذلك الشهر بفارغ الصبر من العام للعام، لينهلوا من خيراته ورزقه وفضله، يدعون الله أن يتقبل صيامهم وأعمالهم، فلا يضيع وقتهم في المسلسلات والبرامج، بل يمضي في قراءة القرآن والصلاة، وقيام الليل والاعتكاف في المساجد، وتكثر أعمالهم الخيرية في ذلك الشهر، ويؤدون فريضة الزكاة بكل حب، وهم يرجون من الله أن يغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر.
- رمضان الفقراء.. فرج ورزق عظيم
الفقراء يبقون طوال العام في معاناة من الغلاء وقلة الحيلة، ولكن يدخل عليهم شهر رمضان بالطمأنينة والخيرات، حيث يكثر الناس من أعمال الخير والتصدق والتبرع، وتنتشر موائد الرحمن في كل حدب وصوب، وتقدم وجبات الإفطار المجانية لكل من يحتاج، كذلك يكثر المتبرعون بإعداد الطعام وتوزيع وجبات إفطار على الفقراء والمحتاجين، ومن سعة الرزق في ذلك الشهر، قد يخرج منه الفقير بفائض يكفيه لعدة شهور قادمة، لذا ينتظر الفقراء ذلك الشهر بفارغ الصبر، حيث يقيهم من الحاجة والعوز.
- رمضان المتسولين.. المتاجرة بالقلوب والمشاعر
ظاهرة منتشرة للغاية في شهر رمضان، وهي التسول سواء في الشوارع أو على شاشات التلفاز، هؤلاء الذين يستغلون حالة الورع التي تصيب الصائمين، ورغبتهم في التصدق والتبرع، ويتاجرون بمشاعرهم ليربحوا الأموال، فنرى المتسولين ومدّعي الفقر منتشرون في الشوارع بكل مكان، ونرى سباق بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية وحربًا خفية، للفوز بأكبر عدد من المتبرعين، ويبثون إعلانات مليئة بمشاهد قاسية ومؤلمة تحرق القلوب وتؤلمها، وذلك للتلاعب بمشاعر المشاهدين لإجبارهم على التبرع بجنيهات قليلة، في مؤسسات صرفت ملايين على الإعلانات!.
- رمضان الدراما.. ماراثون كبير للفوز بالمشاهدين
رغم انتشار فكر جديد في الآونة الأخيرة، حيث بدأ المنتجون والمخرجون في بث أعمالهم على مدار العام، إلا أن شهر رمضان سيظل هو الموسم الأكثر قوة، الذي يبدء فيه سيل من المسلسلات والبرامج المختلفة، والتي تُذاع على مدار اليوم بأكمله، للفوز بأعلى نسبة مشاهدين، والغريب أن المشاهدين في رمضان يكونون على استعداد تام لتقبل كافة الأعمال، حتى لو كانت دون المستوى المطلوب، وبإمكانهم تحمل فقرات إعلانية قد تتخطى الساعة، فقط طمعًا في التسلية وتضيع الوقت، وهذا ما يستغله المخرجون والمنتجون بالطبع، لذا ينتظرون ذلك الشهر بفارغ الصبر من العام للعام، وبالنسبة للممثلين والممثلات، فذلك الشهر هو فرصة عظيمة لهم ليثبتوا أنهم الأفضل والأقوى، كما يسعى الشباب لفرض وجودهم في المسلسلات، ليحصلوا على المزيد من الفرص وتنتشر أسمائهم.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال