همتك نعدل الكفة
254   مشاهدة  

رمضان وجهاد النفس

رمضان وجهاد النفس
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لقد كان من الطبيعي أن يكون رمضان شهر الخشوع والانتصارات، وأن يفرض الصوم على الأمة التي فُرض عليها الجهاد في سبيل الله والمقصود بالجهاد هنا جهاد النفس، لتقرير منهجه في الأرض والقوامة به على البشرية، والشهادة على الناس.

فالصوم هو مجال تقرير الإرادة العازمة الجازمة و مجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد كما أنه مجال الاستعلاء على ضرورات الجسد كلها، واحتمال ضغطها وثقلها، إيثارًا لما عند الله من الرضا والمتاع.

فإذا ذُكرت الشهور فمرحبًا بشهر رمضان هو تاجها وذروة سنامها هو شهر العطاء بلا حدود، والخير بلا قيود وإذا كانت الأزمنة تقاس بما تعطى من الخير، فإن شهر رمضان تفتح عن خير شمل الدنيا كلها، والإنسانية،  وإذا كانت الذكريات في حياة الأمم مرابع للخير والنور فإن ذكريات رمضان في منبع الهدى ومصدر الحياة الكريمة للإنسان، ولقد بات من الخير للمسلمين أن يفتحوا قلوبهم وبصائرهم ووعيهم ليتفاعلوا مع تاريخهم.

الفرحة الأولى

ترى قبل المغرب مجتمعًا صائمًا صامتًا يستعد للفرحة الأولى؛ فرحة الفطر للصائم، حيث قال صلى الله عليه وسلم:”  فرحتان يفرحهما المسلم ؛ فرحة عند فطره وفرحة بلقاء ربه”.

ومن مظاهر البهجة والجمال في شهر رمضان أن ترى الطرقات تموج بالناس والمساجد تعج، بعباد الله، ثم تتثاقل الأقدام لتسكن في البيوت ويتحول المجتمع إلى هدوء يقطعه مدفع الإفطار، ثم الإقبال على صلاة المغرب والدعاء والابتهال.

ولم تقتصر الفرحة على البالغين فالأطفال الصغار لهم في شهر رمضان تقاليد وعوائد طيبة يمهدون بأصواتهم المدفع الإفطار، فإذا أقبل الليل كان لهم لعب  ولهو، ومنهم من يذهب إلى التراويح، ومنهم من يحاكي المسحراتي ليقلده وينادي مثله.

كما أن رمضان  أن يبعث الوعي في حياة المسلمين الوعى بماضيهم وتاريخهم ويضعه أمام أعينهم، فرمضان هو الذي شهد كلمة السماء إلى الآن ؛معركة الفرقان التي فرقت بين الحق والباطل وهو الذي شهد فتح مكة، وتخليص الكعبة من كل ما ألصق بها من الوثنية .

إن رمضان مدرسة بل هو جامعة وحيدة في العالم لا نظير لها، لقد قدمت ألاف النماذج العملية لكل فضيلة، ولكل خلق كريم، فكان صيام رمضان سلوكًا وعملًا، واستعلاء على غرائز الدنيا واستعلاء على ضرورات الحياة التي تستعيد الناس وتذلهم.

وشاء الله عز وجل أن يضئ ليل الظلام الحالك يوم كانت الدنيا تتخبط في متاهات الحيرة والضلال وحين يظل جو رمضان هذه الدنيا نحس  بالفضائل كلها مجتمعة تروح وتغدو، وعندها تبصر الإنسانية كلها مائلة بعقلها وإدراكها وسائر مقوماتها أي نعمة وأي فضل تكرم الله به على هذه الدنيا وأي عطاء سانه إليها، فهل يعقد شعاع رمضان إلى نفوسنا فيصوغها صياغة جديدة توجهنا شعر الحقيقة من جديد؟ وهل تخلص منه بدرس محاسبة النفس ووضع كل أمر في موضعه؟ إن الأمر جد لا هزل فيه، وحق لا باطل فيه ومستقيم لا اعوجاج فيه وواجب على المسلمين وهم يعانون في الوطن العربي والإسلامي متاعب وضياعا وتمرنا أن يكون حديثهم عن رمضان ومآثره وما صنع للناس حديث الحركة واليقظة والانطلاق والجهاد والصير والمصابرة والمرابطة.

أعظم ليلة 

رمضان هذا الشهر الذي يضم بين جناحيه أعظم ليلة وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر رمضان هذا جدير بأن يفتح عيون المسلمين على ماضيهم المجيد وعندها سيعرفون حقيقة الواقع الذي وصلوا إليه وعندها تهتز قلوبهم وتتحرك عزائمهم، إن حقا علينا وواجبا لازمًا أن تعرف موقعنا في التاريخ، وكيف جمع القرآن كلمتهم، وربط قلوبهم ووجههم إلى سبيل العزة والسيادة، وقضي أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وفي نقل القرآن وتحت رايته ساس المسلمون العالم و قادوه ورفعوا شانه ما ساسها قيصر من قبل أو شاه.

رمضان والمنزلة العظمى

إقرأ أيضا
سماح ممدوح

لقد احتل رمضان المبارك المنزلة العظمي في الإسلام فهو شهر القرآن وشهر الخير والبر، وشهر الفضل والمرحمة شهر اجتمعت فيه كل مقومات الرقي والسمو الروحي والأخلاقي، ولقد استحق رمضان هذه المنزلة لأنه: أولا كان نزول القرآن الكريم فيه أعظم نعمة وأكبر يقول الشاعر مقومات الفضائل، كما جاء في القرآن الكريم  في سورة البقرة قال تعالى :”شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”.

ولقد ورد أن صحف إبراهيم عليه السلام أنزلت في أول ليلة منه، وأن التوراة أنزلت على  موسى عليه السلام بعد ست مضين منه وأن الإنجيل أنزل على عيسى عليه السلام لثلاث عشر خلت منه، والقرآن الذي أنزل في هذا الشهر هو كتاب هذه الأمة؛  الكتاب الذي أخرجها من الظلمات إلى النور القلوب.

صيام القلوب 

تصوم عن إغراقها في الدنيا وكراهيتها للموت، فأنشأها هذه النشأة وبدلها من خوفها أمناء ومكن لها في أن الفترات المقفرة من النصر و التي تمر بتاريخ هذه الأمة،  الأرض، ولم تكن من قبل شيئا، فلا أقل من شكر الله على لا يمكن أن تطمس حقيقة الإسلام الكبرى، تلك الحقيقة التي نعمة القرآن بالاستجابة إلى الصوم والطاعة والعبادة قياما تقول إن هذه الأمة هي خير أمة أخرجت للناس وهي الجديرة يحمل الأمانة وهي الأمينة على ركب الإنسانية وهي التي فريضة الصيام من خصائص، جعلتها عبادة خالصة من أي تقدم أعز ما تملك إلى ساحات الجهاد والبذل والعطاء، وحملة المنهج الرباني لهذه الدنيا من جديد.

الكاتب

  • رمضان وجهاد النفس مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان