رمضان 1996 والبطل المثالي في دراما أسامة أنور عكاشة

رمضان 1996، يكون بالظبط تم 10 سنين علي الجزء الأول، وعلى التعرف الأول بين الجمهور والبطل المثالي في مجموعة أبطال أسامة أنور عكاشة ” أبو العلا البشري”، اللي شوفناه لأول مرة في مسلسل رحل السيد أبو العلا البشري سنة 1986، وبعدين اختفى عننا حوالي 10 سنين ورجع تاني في رمضان 1996، تحت اسم أبو العلا 90، علشان يأكد على فكرة البطل المثالي لاسامة أنور عكاشة، ايوة بس إيه هو البطل المثالي ده ؟

أسامة أنور عكاشة عنده كام سؤال شاغلين حياته وتفكيره ودماغه وبسببهم طلع كل الإبداع الدرامي اللي عايشين عليه لغاية النهاردة ده، ويمكن أهمها على الإطلاق سؤال احنا مين؟ ايه هويتنا؟ أصلنا فصلنا؟ والسؤال التاني بقينا كدة إزاى وايه التغيرات اللي حصلت لنا؟ هاتلاقيه بيحاول يطرح الأسئلة دي ويدور على اجابتها في اغلب مسلسلاته وها تلاقي حيرة الانسان في البحث عن اصله وفصله واضحة بشدة حتى لو كان المسلسل بيسأل السؤال التاني “أيه التغيرات اللي حصلت لنا؟”، واسامة أنور عكاشة في السؤالين دول تحديدا له نموذجين بيطرحهم من خلالهم.

النموذج الأول وهو نموذج البطل المثالي، بمعنى أبو العلا البشري، الراجل المتمسك بكل القيم والمُثل والأخلاقيات إللى خلاقها ربنا في الإنسان، وبينادي بيهم وبالمبادئ في ظل عالم اختلفت معايره وأتقلبت ثوابته وتغيرت لغته وطريقة التعامل فيه، بيدافع عن تلك الثوابت والمبادئ في مقابل جحافل من أجيال اتغيرت وانحرفت عن الطريق القويم بالنسة له.

اعتقد ان اكتر شخصية تعبر عن شخصية البطل المثالي هي شخصية دون كيشوت وبالمناسبة محمد فاضل في رحلة أبو العلا البشري حط صورة دون كيشوت على التيتر، لكن الفرق أن بين دون كيشوت وبين أبو العلا البشري، أن دون كيشوت المفروض أنه مصاب بخلل ما في عقله يخليه يقوم يحارب طواحين الهواء، عن سذاجة وليس عن حكمة، لكن أبو العلا البشري مفروض أنه بيحارب قيّم هدامه عن وعي وحكمة.

عموما في نظرية البطل المثالي دي، ها تلاقي إن أبو العلا بيحاول يغير حياة كل اللي حواليه، بلا استثناء علشان تتوافق مع أفكاره هو الشخصية دون النظر أو اعتبار لأفكار الأخرين أو معتقداتهم أو رغباتهم الشخصية، ورغم كدة بيحاول أسامة أنور عكاشة أنه يخرجه من دور الوصي لكن مبيعرفش لان غصب عنه تركيبة الشخصية بتاخده للحتة دي تحديدا، حته الوصي، والوصاية دي كمان بتخليه يدخل في مشاكل ومعارك يمكن هو في غنى عنها أصلا.

الشخصية دي تحديدا في دراما أسامة أنور عكاشة لازم تلاقيها على طول، ها تلاقيها في أي عمل كتبه أسامة أنور عكاشة إلا حاجات بسيطة يمكن على راس المسلسلات اللي كانت من غير شخصية البطل المثالي مسلسل “لما التعلب فات”، لكن أغلب الاعمال الشخصية دي موجودة وبقوة، ها تلاقيها واضحة ومزهزة في ارابيسك بالعكس مقسومة على شخصيتين كمان وهما شخصية أستاذ رجائي وشخصية دكتور برهان، وفي المقابل بيكون في حسن أرابيسك، أو اللي ممكن نسميه النموذج الأكثر حيوية في دراما أسامة أنور عكاشة، وهو نموذج البطل غير المثالي بس بصراحة مش حسن ارابيسك هو اللي حابب أتكلم عنه في البطل غير المثالي في دراما أسامة أنور عكاشة لكن الكلام هايكون عن حد تاني خالص بقى، يالا نشوفكوا الحلقة الجاية.

إقرأ أيضا

من شوارع عين الصيرة إلى التيك توك .. جاءت قصة وليد ونعمة ( حوار )