رواية أفراح القبة بين جدلية المضمون وتعبيرات الغلاف
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
و “أفراح القبة” رواية مسرحية مقسمة إلى أربع فصول كل فصل يحكي عن شخصية من شخصيات العمل، ويدور الحوار في فلك” البوليفونية” أي الأصوات المتعددة وبالمناسبة” محفوظ” هو أول من استخدم هذه التقنية الروائية أعقاب نكسة 1967م، حيث يروي” محفوظ” الحدث الواحد بواسطة شخصيات أربعة تعبر عن الحال الثقافي والاجتماعي والسياسي في المجتمع فلا صوت واحد قادر على حل الأزمات.كما استخدم” محفوظ” في روايته أسلوب تقني يعرف بـ” السرد القصصي التجريدي” يجعلك تعيش في عالم الرواية بذهنية حرة وينقلك بسلالة بين الأحداث التي تحمل رمزيات قابلة لتأويلات محتملة ومختلفة حينما تبحث كل شخصية من الشخصيات الأربعة عن مخرج لمشكلاتها النفسية بالإضافة إلى مشكلات الحياة البائسة، وتتعدد الاختيارات وتختلف النتائج لكن الثيمة الأساسية في النتائج أن العدل ليس إحداها.
بين المضمون وطبعات غلاف الرواية
طبعت رواية ثرثرة فوق النيل طبعات عديدة أبرزها طبعة مكتبة مصر وطبعة دار الشروق وطبعة دار ديوان خلاف طبعات لبنان الصادرة للرواية، ويمكننا أن نتوقف عند كل غلاف وما يحمله من مضمون للرواية وتجسيد لصراعاتها وأحوال شخصياتها.
غلاف مكتبة مصر وعلاقته بشخصيات الرواية
صمم غلاف أفراح القبة الصادرة عن مكتبة مصر الفنان التشكيلي الكبير جمال قطب، فحمل الغلاف ألوان عديدة متداخلة بين الأحمر والبرتقال والأخضر القاتم والأسود والأبيض والأزرق، وكل لون يحمل انفعال نفسي لشخصية من شخصيات العمل، فمثلا اللون الأحمر لون دافئ يحمل الصفة الإيجابية في النفس البشرية، واختلط باللون الأحمر اللون البرتقالي الذي يحمل معنى نفسي معنى الدفء والإثارة وحسن الظن ومع دمج اللونين نستطيع أن نرى الداخل الذي رسمه محفوظ في حياة عباس.
وتتداخل الألوان البرتقالي والأخضر والأزرق وعلى هذا تتداخل العواطف والانفعالات المعبرة عن كل لون، ثم نرى مجموعة من الأشخاص يحملها كف وكأنه يعصرهم وهذه رمزية أخرى تعبر عن مفرمة الرأسمالية لحياة الفقراء، كما تتنوع بعض النظرات التي تعبر عن مكنونات الشخصيات من شر وغضب وهدوء وخوف، بالإضافة إلى رمزية المكان التي تدور فيه الرواية وهو المسرح، لتكون اللوحة النهائية جزء معبر عن مضمون الرواية كفارقة ساخرة لواقع المجتمع إبان النكسة.
غلاف دار الشروق وفلسفة اللون الواحد
صدرت رواية أفراح القبة عن دار الشروق بغلاف مختلف عما كانت عليه الرواية، فحمل الغلاف توقيع الفنان التشكيلي حلمي التوني حيث اعتمد على اللون الواحد في تشكيل الغلاف وهو اللون البني وهو يحمل انفعالات كثيرة فهو لون الحياة عمومًا لون الأرض والتراب لون جذوع الأشجار وعلى هذا يحمل دلالات النماء والاستقرار والدفء.
وفي أسفل الغلاف امرأة ترتدي ثوب الزفاف في ظني تمثل “حليمة الكبش” القائلة: لم لا نسجل اللحظات السعيدة لندقها فيما بعد؟ وتلك الجملة معبرة عن الفستان الأبيض، وعلى لسان نفس المرأة تقول : لا علاقة بدوري في المسرحية وبين الواقع ، وتكون المحصلة النهائية مفارقة كما جاءت في أحداث الرواية.
غلاف ديوان
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال