همتك نعدل الكفة
120   مشاهدة  

رواية السطان .. حينما يمتزج التاريخ بين الواقع والخيال

رواية السلطان
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



إن تاريخ الأندلس إبان الفتوحات الإسلامية تاريخ زاخر بالأحداث، وقد كان عبر قرون عديدة مادة خصبة لحلقات من الإبداع متتاليي؛ فهو أولًا نقطة مهمة لالتقاء الحضارة الغربية بالحضارة المشرقية، وثانيًا فإن تاريخ الأندلس من الفتح الإسلامي إلى سقوط غرناطة وما بينهما من أحداث وملابساته موعظة يجب وضعها أمامنا في جلّ الأحداث.

ومن منطلق هذه الرؤية فقد كانت رواية السلطان لروائي” أسامة الشاذلي”، حيث جمعت الرواية بين زمنين الأول لسرد الأحداث والثاني لاستخلاص العظات من الزمن الأول، ولعل هناك روايات عدة قد تناولت تاريخ الأندلس من الفتح للسقوط ، ومن أشهرها رواية “ثلاثة غرناطة” للروائية المصرية “رضوى عاشور” ، ورواية “راوي قرطبة”  للروائي ” عبد الجبار عدوان” و رواية” البيت الأندلسي” للروائي ” اسيني الأعرج” ، ورواية” فتح الأندلس” للروائي هي “جورجي زيدان” و رواية البشرات (النبضة الأندلسية الأخيرة) للروائي ” إبراهيم عيسى” وعدد كبير من الأعمال التي اتخذت تاريخ الأندلس وثقافته كمادة خصبة للأعمال الأدبية.

إذًا فمَا الفارق بين رواية ” السلطان”، وبين هذه الأعمال حتى يتثنى للقارئ قراءة هذه الرواية؟. إنّ جُل هذه الأعمال قد ركزت على جانبين إمّا تاريخ المعارك والحروب وسرد أحداثها، وإمّا عن طريق رواية تاريخ الملوك والصراعات السياسية، وروايات قد تناولت الحياة الاجتماعية وعلاقات الناس بعضهم ببعض داخل المجتمع الأندلسي، وتأثير الأحداث المتلاحقة على شخصيات العمل الروائي، أما رواية السلطان فقد اعتمدت على عدة تقنيات روائية لمزج الماضي بالحاضر منها تقنية الاسترداد الزماني والاسترداد المكاني ويمكن للقارئ لمس هذه التقنية بعد نهاية الفصل الثالث من أحداث الرواية التي تأخذك في حالة من الذهنية الممتعة .

عاملت رواية السلطان تاريخ الأندلس كونه جزء لا ينفصل عن تاريخ المغرب العربي ثم التاريخ المشرقي في المجمل، واعتبرتها علاقة وثيقة، عن طريق توظيف شخصية البطل “إنزا”، وربط الأحداث والتأريخ بعضه البعض، كذلك حينما ابتدأ الروائي السرد، فقد ذكر أولًا ثقافة الأمازيغ قبل الفتح الإسلامي وكيف كانت أعيادهم وعلاقاتهم بالأرض المنتمون إليها، وقد كان لها الأثر في تكوين شخصية البطل الفاتح خلال السرد الممتد على طول الرواية لاسيما بعد الهزيمة في معركة بلاط الشهداء التي شارك فيها.

وهناك إشارية هامة داخل بنية العمل الروائي، هي أن فتح الأندلس شاركت فيه جيوش البلدان التي كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية الطموحة حينها لمن بنسب متفاوته، وقد ذكر المؤلف هذه الإشارية عن طريق رمزية الشخوص، فنجد عربي الأصل المتمثل في  شخصية العربي ” عدي بن سنان”، والمصري المتمثلة في ” وسيم بن عفيفي” وأخوه “إمز” ـ إشارة إلى فتح الأندلس كان قوته وقوامه من المغرب ـ .

ولعب الروائي بالسرد لُعبةـ  أعتبرها مجازفةـ ،  ولكنه وُفق فيها بقدر كبير، وهي استخدام الواقعية السحرية التي توظف الموروث المتأصل في الذاكرة الجمعية وإسقاطه على الواقع، لذلك فإن التيمة في رواية السلطان قد لعبت على الخيال المشترك ومزجته بالواقع لكن بطريقة معكوسة، يمكن للقارئ فهما وربطها بعد أن يكتشف في النهاية علاقة تلك الأحداث بتاريخ الأندلس، واغتيال السادات عام 1981م.

رواية السلطان للروائي أسامة الشاذلي تصدر عن دار إبداع في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، نعيش فيها حكاية البطل الأمازيغي الذي حارب في الأندلس، وعاش في القرن العشرين في مصر،فكيف فعلت العرافة المغربية ذلك!

اقرأ أيضا: رواية نورماندي.. سَجن الروح الحرة 

إقرأ أيضا
الذين ضربوا السايب

 

الكاتب

  • رواية السلطان مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان