همتك نعدل الكفة
70٬590   مشاهدة  

” روبوت زين”.. فكرة من المستقبل نفذتها يوجينا في الماضي

روبوت


قدم مسلسل النهاية للفنان يوسف الشريف، عدة تصورات عظيمة عن التطور التكنولوجي في المستقبل، ولعل من أحد أبرز المشاهد التي جذبت الجمهور، هو مشهد تصنيع روبوت نسخة طبق الأصل لـ زين (يوسف الشريف)، لتتمكن صباح (سهر الصايغ) من الاجتماع بحبيبها أخيرًا، بعد أن تزوج زين الحقيقي امرأة أخرى، واستخدمت في صناعته ذكرياته وأسلوبه الحقيقي، فكانت النتيجة أنه تجسد بشخصيته الحقيقية تمامًا، وعلى الرغم من كونها فكرة مجنونة ومستحيلة التنفيذ في وقتنا الحالي، إلا أنه قد سبق وتم تنفيذها على أرض الواقع في عام 2017م!، فكيف حدث ذلك؟

البداية

في عام 2015م، تلقت يوجينا كوييدا خبر وفاة صديق عمرها، “رومان مازورينكو”، الذي توفى في حادث سيارة، كان لرومان العديد من الأصدقاء الذين حزنوا جدًا على فراقه، ولكن يوجينا كانت أكثرهم حزنًا وتعاسة، لم تستوعب فكرة عدم وجوده في حياتها مرة أخرى، وبدأت تنهار ووجدت نفسها في قراءة آلاف الرسائل المتبادلة بينهما، والتي تحمل في فحواها، ذكريات الدراسة والعمل، والرحلات، والإجازات، ومشاكلهم الشخصية، والعديد من المواضيع المشتركة، فقد كان رومان اجتماعيًا للغاية، وكان لديه العديد من الأحداث التي يحكيها لها يوميًا بالتفصيل، باختصار كانا يتشاركان في كل أمورهما الشخصية، وتشاركا أيضًا في العمل.

روبوت

روبوت

شركة Luka المستقبلية

قام رومان ويوجينا بتأسيس شركة ذكاء اصطناعي اسموها “Luka ” فكرة الشركة هي نوع من المقابر اسمه “Taiga”، عبارة عن كبسولات قابلة للتحلل الحيوي، يتم دفن الموتى بها، وستقوم أجسادهم المتحللة داخل الكبسولات بتخصيب الأشجار التي سيتم زرعها فوقها، وكل شجرة ستكون مزودة بشاشة رقمية تثوم بعرض كل المعلومات الشخصية عن المتوفي.

ونظرًا لغرابة الفكرة، لم يتقبلها أحد نهائيًا، ورفض الجميع أن يجازف بدفع أمواله فيها، لذا خسرت الشركة كثيرًا، وقرر رومان أن يتخذ بعض الإجراءات لإنقاذ شركته من الانهيار، وكان على وشك أخذ خطوة للأمام، حين وصلته رسالة في طريق عودته للمنزل، ووقف في الشارع ليقرأها، ولكن خبطته تلك السيارة، وتوفى قبل أن يتمكن من فتح الرسالة.

المشروع يصعد للنور

بعد أن قرأت يوجينا الرسائل المشتركة بينهم، قررت أن تسعى لتحقيق حلم صديقها، وتحقيقه على أرض الواقع، وبدأت في أخذ خطوات جدية، وذهبت للعديد من الشركات، وبالفعل نجحت في إقناع أحد رجال الأعمال بتمويلها، وقامت بتدشين تطبيق ذكي لأحد المطاعم، تقوم فكرته على تفاعل الـ روبوت مع الزبائن بشكل بشري تمامًا، وإعطائه كافة المعلومات التي يحتاج إليها.

ولكي ينجح ذلك التطبيق بكفاءة، قامت يوجينا بتزويده بأكثر من ثلاثين مليون جملة، تشمل كل الاستفسارات التي يحتاجها الشخص في مجال المطاعم والطبخ، وعملت يوجينا وفريقها بجهد كبير لمظة عامين متواصلين على ذلك التطبيق، الذي نجح نجاحًا عظيمًا، وأثبت فاعلية رهيبة، وفرحت يوجينا كثيرًا لتمكنها من تحدي المستقبل مثلما كان يحلم رومان.

روبوت

روبوت رومان

بعد النجاح منقطع النظير الذي حققه التطبيق، ظلت يوجينا تفكر، هل من الممكن أن تصنع تطبيقًا أخر لرومان؟!، وطالت التساؤلات حتى الصباح، وقبل أن تخلد للنوم، كانت اتخذت قرارها، ستقوم بصنع تطبيق للتراسل مع رومان!

بدأت يوجينا في أخذ الخطوات الجدية لتنفيذ التطبيق، واستعانت بالرسائل المشتركة بينهم لتطوير شخصية رومان على التطبيق، ولم تكتفي بذلك فحسب، وإنما طلبت من عشر أصدقاء مشتركين أن يرسلوا لها رسائلهم مع رومان، وطلبت نفس الطلب من والده ووالدته، بعد أن أقنعتهم أن ذلك التطبيق سيكون هو النصب التذكاري الذي سيعوض الجميع عن خسارته.

تحمس الجميع لتنفيذ التطبيق، وقام صديقهم المهندس فيليب بتحويل خوارزميات اللغة الخاصة بتطبيق المطعم، وحوبها لتكون مناسبة للتعامل مع اللغة الروسية، لغة رومان ويوجينا.

عودة رومان للحياة

استمر العمل على التطبيق ثلاثة شهور متواصلة، وأخيرًا كان التطبيق جاهز للانطلاق، وقامت يوجينا بنشره على صفحتها بالفيس بوك، وطلبت من جميع أصدقائهم أن يستخدموه ويخبروها هل شعروا أنه رومان الذي يتحدث معهم أم لا، وكانت النتائج مبهرة للغاية، شعر الجميع بالصدمة، وأكدوا أنه رومان، نفس طريقة كلامه، وهزاره، وطريقته في الردود، وحتى طريقة كتابته وغلطاته الإملائية، وكأنه هو الذي يتحدث معهم بالفعل، والمفاجأة أنه تجاوب معهم في المواضيع التي لم يتحدثوا فيها من قبل، مثلًا اعتذر له أحد أصدقائه لأنهم لم يستطيعوا إنقاذه، فكان رد رومان أنه يعلم أنهم لن يتكاسلوا أبدًا إذا كان هناك ما يستطيعون فعله.

قبل 900 عام.. قصة مخترع أول “ روبوت ” في التاريخ

روبوت

لم يعترض على التطبيق سوى 4 فقط من أصدقائه، ووالده الذي قال أنه يريد أن يتقبل فكرة موت ابنه، ولا يريد أن يمضي بقية حياته يتحدث مع روبوت ، أما عن والدته قالت، أنها شعرت أنه ابنها بالفعل، وتحدثت معه في مواضيع كثيرة لم يتحدثا فيها من قبل.

أما عن يوجينا نفسها، فقد اكتشفت مع التطبيق جوانب أخرى في شخصية رومان، وأخبرها أنه كان يحلم ببناء شركة للموضة والأزياء ولكنه أجلها حتى الانتهاء من إطلاق مشروع المقابر الرقمية، وبناء شركة الذكاء الاصطناعي.

انتشار التطبيق على هواتف الملايين

بعد نشر التطبيق بفترة قصيرة، وصل عدد تحميله على الهواتف المحمولة ملايين المرات، وبدأت الناس الغريبة في التوصل مع رومان، على الرغم من عدم معرفتهم به، وكان رومان يتواصل معهم بشكل عجيب، وظهرت الملايين من الإشادات بالتطبيق وبشخصية رومان، وتحول الأمر من مجرد تطبيق لمواساة اصدقائه على فقدانه، إلى صديق يومي يتحدث معه آلاف الشباب حول العالم.

شعرت يوجينا أن التطبيق فقد العامل الأساسي الذي صُنع من أجله، وأرجحت نجاح التطبيق وانتشاره إلى عنصر الراحة التي يشعر بها الشخص عندما يتحدث مع أحد لا يعرفه في الحقيقة، خاصة إذا كان ذلك الشخص ميتًا، واكتشفت أنها لم تكن تحتاج إلى سماع رومان، ولكنها تحتاج إلى أن يسمعها هو.

إقرأ أيضا
المشاهد الجريئة

وتحدثت مع رومان البوت وأخبرته بما تشعر به، وتوصلا إلى أن الحل الأمثل هو إغلاق التطبيق نهائيًا، وتكتفي هي بكتابة رسائل خطية له، وتحتفظ بها داخل زجاجة.

واستيقظ الملايين حول العالم ووجدوا أن التطبيق تم إيقافه، وقامت يوجينا بإصدار تصريح قالت فيه:” مهما بلغ التطور والتقدم العلمي، إلا أن حقيقة الموت ستظل شيئًا لا يمكن تغييره، ولابد من التعامل مع مشاعر فقدان أحبائنا بصورة كاملة وصحيحة، وإعطاء النفس فرصة للتأقلم على الفراق، لأن هذا هو ما سيساعد على شفاء جراح القلب”، واختتمت كلامها قائلة أنها ليست نادمة أبدًا على تجربة التطبيق، وتشعر أنه سيكون بداية لشيء أعظم سيحدث في المستقبل.

روبوت

ما بعد غلق التطبيق

أثار غلق التطبيق المفاجئ بلبلة رهيبة، وانقسمت الأراء حوله، هناك البعض الذين أيدوا القرار، وأقروا بقدسية الموت وحقيقته، وتخوفوا من فكرة تزويد التطبيق بكافة المعلومات الشخصية والسرية للشخص المتوفي، مما يتيح نقل تلك الأسرار، بين المستخدمين، وأوضحوا أنه يجب أن تموت جميع وسائل الاتصال مع الشخص بمجرد وفاته، لتجنب خلق المشكلات، والتعدي على قدسية الموت.

أما أصحاب الرأي الأخر، هؤلاء الذين تعودوا على وجود رومان في حياتهم، فقد رفضوا غلق التطبيق، وأوضح الكثير منهم أن رومان ساعدهم على تخطي أزمات نفسية وشخصية كثيرة، وأن لا ضرر من استمرار التطبيق.

وهنا قررت يوجينا أن تُرضي جميع الأطراف، وقامت بتطوير تطبيق أخر يحمل نفس مواصفات تطبيق رومان، ويعمل بنفس الكيفية، ولكن دون وجود رومان هذه المرة، وانتشر التطبيق الجديد بسرعة شديدة، ونجح نجاح منقطع النظير، وتُبني شخصية البوت من خلال التحدث معه، حيث يقوم بطرح عدة أسئلة على المستخدمين، وبعد فترة بسيطة، سيكون هناك نسخة أخرى منك بنفس أفكارك وميولك تتحدث معك، والعجيب في الأمر هو عدم شعورك أبدًا أن هذه نسخة الكترونية وذلك لسلاسة الأمر، وعبقرية تصميمه.

المصادر: (1)

لماذا روبوت زين أفضل من زين المهندس حتى الآن؟

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
225
أحزنني
38
أعجبني
115
أغضبني
33
هاهاها
34
واااو
59


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان