روحانيات في معنى التلبية (2-5) لبيك اللهم لبيك والأصل عند قصة النبي إبراهيم
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
اهتم علماء اللغة والشرع بشرح معنى التلبية وزخرت المكتبات بالمؤلفات حولها، إلا أن أحوى هذه الكتب هو للشيخ سيد العفاني حيث استفاض في شرح التلبية لغة وشرعًا.
لبيك اللهم لبيك ومعانيها اللغوية
يذكر كتاب الرياض النضرة للشيخ سيد العفاني في معنى التلبية قائلاً “التلبية لغة إجابة المنادي، والمراد بالتلبية هنا قول المحرم: ” لبيك اللهم لبيك…” أي إجابتي لك يا رب، ولم يستعمل لبيك إلا على لفظ التثنية، والمراد بها التكثير، والمعنى: أجبتك إجابة بعد إجابة، إلى ما لا نهاية.
أما بن الملقن في كتابه ” الإعلام بفوائد عمدة الأحكام” فقال “قيل: معناها: محبتي لك، مأخوذ من قولهم: “امرأة لَبَّة”، إذا كانت محبة لولدها؛ وقيل معناها: إخلاصي لك، مأخوذ من قولهم: “حب لبَّاب”، إذا كان خالصًا، وقيل معناها: أنا مقيم على طاعتك، مأخوذ من قولهم: “لبَّ الرجل بالمكان”، إذا أقام فيه”.
معنى لبيك اللهم لبيك فقهًا
لخصت الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة معنى لبيك الله لبيك على أنها قولُ المحرِم بـ الحج أو العمرة، وهو متوجّهٌ إلى ربّه وذلك بدءاً من وقتِ إهلاله بالحجّ أو العمرة، ومروراً بأعمالهما المختلفة، وانتهاءًا بالشروع في رمي جمرة العقبة، بالنسبة للحاجّ، وإلى أن يبدأ في الطواف بالنسبة للمعتمر؛ وذكر ابن عَبْدِ الْبَرِّ: “قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: مَعْنَى التَّلْبِيَةِ إِجَابَةُ دَعْوَةِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ”.
التلبية ورمزية جوهر الدين
أُخِذَت روح معنى لبيك الله لبيك على أنها استجابة لله سبحانه وتعالى بمنتهى الطاعة ودون أدنى نقاش أو جدال أو حتى تفكيرٍ فيهما، وذلك تمثل في أسرة النبي إبراهيم عليه السلام التي سلمت أمرها لله في كل شيء.
اقرأ أيضًا
تاريخ نقل شعائر الحج على الهواء مباشرة إلى مصر “تسببت فيه شقيقة فنان مشهور”
فالنبي إبراهيم يحمل ولده الذي رزق به بعد ان بلغ من الكبر عتيا ومعه زوجته إلى أرض صحراء قحلاء لا زرع فيها ولا ماء استجابة لأمر رب الأرض والسماء، كذلك لبى نداء ربه حين أُمِر بذبح ابنه ولم يرفض النبي إسماعيل ذلك، والاثنين استجابا لنداء ربهما حين أمرهما برفع البيت، فهنا تجيء التلبية كرمزية دالة على جوهر الدين، وعلامة اليقين، وروح العبادة، وأقصر السبل إلى تحقيق السعادة بالنسبة للمسلمين بشكل عامٍ.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال