روحانيات في معنى التلبية (5-5) آل البيت ونظرتهم إلى لبيك اللهم لبيك
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
“انظروا بيت ربّكم فلا يخلونّ منكم فلا تناضروا”
بهذه الجملة التي قالها الإمام علي بن أبي طالب ارتبط آل البيت بالحج والتلبية، وزخر تراثهم بأقوال عدة عن الحج لكن يبقى شعورهم بالتلبية مختلفًا بعض الشيء.
علي زين العابدين والتلبية
من مواقف آل البيت مع التلبية رأي الإمام علي زين العابدين حيث روى أنه لما حج وأراد أن يلبي أرعد واصفر وخر مغشياً عليه، فلما سئل قال: إني أخشى إذا قلت لبيك اللهم لبيك أن يقول لي لا لبيك ولا سعديك، فشجعوه وقالوا: لابد من التلبية، فلما لبى غشي عليه حتى سقط من الراحلة، وكان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة، وكان رضي الله عنه يقول صدقة الليل تطفئ غضب الرب عز وجل؛ كذلك كان إذا خرج من منزله قال: اللهم إني أتصدق اليوم وأهب عرضي لمن يغتابني.
جعفر الصادق وما رواه الإمام مالك
فَرْض الحج على المسلمين تكلم عنه الإمام علي بن أبي طالب في خطبة له قال بها “فرض عليكم حجّ بيته الذي جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته وإذعانهم لعزّته، فرض حجّه وأوجب حقّه وكتب عليكم وفادته”.
اقرأ أيضًا
من زاوية أخرى : الإمام علي بن أبي طالب وحتمية الهزيمة أمام معاوية بن أبي سفيان
استشف جعفر الصادق روحانيات التلبية من تلك الجملة إذ يقول الإمام مالك صاحب الموطأ “كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد – رضي الله عنه – فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرًا، ويقول: يا مالك! إني أحبك، فكنت أُسَرُّ بذلك وأحمَد الله عليه”.
كذلك كان جعفر الصادق لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائمًا وإما قائمًا وإما ذاكرًا، وكان من عظماء العباد وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عز وجل، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وآله اخضر مرة واصفرَّ أخرى، حتى ينكره من لا يعرفه! ولقد حججت معه سنة، فلما استوت به راحلته عند الإحرام، كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه يقول: وكاد يخر من راحلته، فقلت له: قل يا ابن رسول الله! فلابد لك من أن تقول، فقال لي: يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول: لبيك اللَّهم لبيك؟ وأخشى أن يقول: لا لبيك ولا سعديك.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال