“روحية اتخطفت”.. “إحنا اللي خطفناها”.. في ذكرى رحيل عبد المنعم مدبولي تعرف على خلافه الظريف مع فؤاد المهندس

علاقة عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس علاقة قديمة وقوية للغاية ولكن أفضل الأصدقاء بل الأشقاء يتشاجرون، ولكن الشجار والخصام لا ينفي الصداقة بل أحيانا يعمقها وهذا ما حدث بين الصديقين عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس.

البداية

تعرف مدبولي بالمهندس في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، حيث شاركا سويا عقب وفاة الريحاني لفرقة ساعة لقلبك، وبدأت رحلتهما سويا على مدار 50 عاما تقريبا، حيث قدما سويا العديد من الاستشات الكوميدية التي ألفها يوسف عوف وقدمها الثنائي.

استمرت رحلة مدبولي مع فؤاد المهندس وجمعتهما العديد من الأعمال الفنية ما بين أفلامم ومسرحيات، حيث أخرج مدبولي عدة مسرحيات للمهندس كما شاركه بطولتها منها “السكرتير الفني” حيث انضمت لهما في هذه المسرحية الوجه الجديد وقتها شويكار، والتي ستصبح فيما بعد رفيقة درب المهندس، ليكونان ثنائيا كوميديا ناجحا.

لم يكتف مدبولي فقط بالإخراج والتمثيل ولكنه كتب مسرحية “أنا وهو وهي” والتي كان مخرجا مساعدا فيها للمخرج الكبير الراحل نور الدمرداش.

ونشر المخرج جميل المغازي كواليس فيدو للصديقين يتحدثان فيه باستفاضة عن ذكرياتهما سويا، تجد من خلال هذا الفيديو علاقة صداقة قوية يتحدثان عن ذكرايتهما سويا، والأحداث السيئة قبل السعيدة، يتذكران الاسكتش الكوميدي الذي قدماه في حفلة أضواء المدينة بالمحلة، الذي قدماه ولم يضحك أحد فبكى المهندس واشتكى سوء التنظيم الذي جعلهما يخرجان في الساعة الخامسة فجرا يلقيان اسكتشا كومييديا على جمهور نائم.

الخلاف

الحقيقة أن الخلاف بين مدبولي والمهندس لم يستمر طويلا، ويقول محمد فؤاد المهندس في تصريحات صحفية: العلاقة بين والدي والفنان الكبير عبد المنعم مدبولي كانت أكبر من أي خلافات، وكانت هذه مجرد شائعات، وتأثر والدي جدا بوفاة رفيق عمره مدبولي، حتى أنه توفي بعده بثلاثة أشهر.

بينما أكدت أمل عبد المنعم مدبولي: لم يتوقع عمو فؤاد أن تنجح فوازير جدو عبده بهذه الصورة، ولكن لم تحدث بينهما مشكلة أبدا والموضوع كان أبسط بكثير من الصورة التي ضخمها البعض، وأصغر بكثير من أن يضيع علاقة وصداقة عمر.

الحقيقة أن الخلاف لم يكن كبيرا ولكنه لم يكن هينا أيضا فقد حدثت قطيعة بين الصديقين وتحدث كلاهما في الصحافة ونشرت جريدة الجمهورية في العام 1987 حوارا مع المهندس أكد فيه عن ألمه النفسي من سعي مدبولي لبطولة فوازير عمو فؤاد الذي ظل يقدمها طوال سنوات وتحويلها إلى فوازير جدو عبده.

ونشرت مجلة أخرى، حورا مع مدبولي مؤكدا أن ظن المهندس غير صحيح وأنه عمل على الفوازير بشكل مختلف وأن من حق التليفزيون أن يجدد في الفوازير وأن المهندس كان يتدخل في قرارات المخرج محمد رجائي وعمله مما جعل التليفزيون يتعاقدون معي من أجل فوازير جديدة.

وأوضح مدبولي أن بعد الأصدقاء نقلوا له ما قاله المهندس في جريدة الجمهورية بعد قبوله تقديم الفوازير، ولكني في اليوم نفسه ذهبت له إلى المسرح وهنأته بمسرحيته الجديدة “علشان خاطر عيونك” وقلت له أنا جاي استمتع.

ثم أضاف مدبولي: لا أعرف كيف يقول فؤاد المهندس هذا الكلام، فمثلاً فوازير رمضان فى التليفزيون بدأتها نيللى ثم سمير غانم وأخيرا شريهان، ولا أحد يعلم من يستجد، فهل ممنوع على التليفزيون أن يجدد فى تقديم برامجه الرمضانية، حاجة غريبة من فؤاد فعلاً.

إقرأ أيضا

“رؤية مغايرة للاسم المشهور” هل فعل المعز لدين الله ما يستحق أن تُنْسَب القاهرة لاسمه؟

وعلى طريقة الريحاني وعلي الكسار في الرد على بعضهما البعض في عناوين مسرحياتهما في العشرينيات عندما يقدم الريحاني مسرحية بعنوان “قولوله” فيرد عليه الكسار بمسرحية بعنوان “قلناله” هكذا، في العام 1989 قدم المهندس مسرحيته “روحية اتخطفت” ليرد عليه مدبولي في العام نفسه بمسرحية “إحنا اللي خطفناها”.

النهاية

بالتأكيد لم يستمر هذا الخلاف كثيرا وبالتأكيد استمرت علاقة الصداقة بين النجمين قوية بل إنهما توفيا في فترة زمنية قريبة ويؤكد مقربون من فؤاد المهندس أنه توفي حزنا على وفاة صديق عمره، بل إن مدبولي في قبل وفاته بيومين أصر على مكالمة صديق عمره، وبحسب تصريحات ابنة مدبولي أن والدها لم يكن يتحدث بكلام مفهوم ما جعل فؤاد المهندس يبكي على صديق عمره.

ووصل الأمر إلى أنه في الليلة التي رحل مدبولي فيها اشتعلت شقة فؤاد المهندس وكاد أن يموت وحرقت النيران جميع ذكريات فؤاد المهندس ليرحل بعد صديقه بثلاثة أشهر فقط.. حيث رحل مدبولي في 9 يوليو من العام 2006 ويرحل المهندس في 16 سبتمبر من العام نفسه، ويسدل الستار على قصة صداقة عمرها 50 عاما تقريبا.