ريوتشي ميتا .. محارب الساموراي البوذي الذي أسلم وترجم القرآن للغة اليابانية
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بعد ولادته، فتح ريوتشي ميتا عيونه الصغيرة على الدنيا ليجد نفسه طفلًا لعائلة بوذية متشددة، يمتهن رجالها رياضة الساموراي الشهيرة، ولم يخرج عن خطاهم، فبعد أن كبر صار محارب ساموراي قويًا للغاية، ولكنه اختلف عن عائلته في أنه صار مشهورًا للغاية، وذاع صيته في كل أنحاء العالم، لكونه أول شخص ترجم القرآن الكريم للغة اليابانية، فكيف تغيرت حياته وديانته؟، وكيف تحول اسمه من ريوتشي ميتا لـ عُمر ميتا؟.
ريوتشي ميتا
وُلد ريوتشي ميتا في ضهر ديسمبر عام 1892م، في بلدة تشوفو التي تقع غرب اليابان، كانت عائلته بوذية متشددة، يمتهن رجالها رياضة الساموراي، وسار ريوتشي على خطاهم، حتى عام 1916م، حيث أصابته وعكة صحية بعد تخرجه من كلية التجارة، واستلزم العلاج سفره للصين، ولم يعترض على ذلك أبدًا، فهو كان يتوق لزيارة تلك البلد كثيرًا، وبعد أن تحسنت صحته، انتقل ريوتشي إلى مدينة بكين وتعلم اللغة الصينية، واختلط بالشعب هناك، وكان قريبًا من مجموعة مسلمة، مما أتاح له فرصة التعرف على الدين الإسلامي عن قرب، وأعجب كثيرًا بحياة المسلمين الصينين لدرجة أنه كتب مقال عنهم باسم “الإسلام في الصين” في مجلة يابانية شهيرة.
تحول ريوتشي ميتا إلى عُمر ميتا
أثناء تواجده في الصين قابل ريوتشي ميتا عدة أشخاص كان على رأسهم الحاج عُمر ياماوكا، الذي كان أول شخص ياباني مسلم يذهب إلى الحج وزيارة بيت الله الحرام، وكانت علاقته بريوتشي مؤثرة للغاية، كما قابل أيضًا الشيخ عبدالرشيد إبراهيم العالم الروسي، الذي كان له الفضل الأكبر في نشر الإسلام باليابان، وارتبط ريوتشي بهما ارتباطًا شديدًا، واستمع لمحاضراتهما ومناقشتهما التي كانا يشرحان فيها تعاليم الدين الإسلامي، وتأثر بآرائهما كثيرًا، وظل معهما حتى عام 1941م عندما شعر أن الإسلام قد ترسخ داخل روحه وقلبه، فأعلن اعتناقه للدين الإسلامي رسميًا، وكان عمره آنذاك 49 عامًا، وقام بتغيير اسمه من ريوتشي ميتا لـ عُمر ميتا، تيمنًا وإعجابًا بعمر ابن الخطاب رضي الله عنه، وبعد أربع سنوات من إشهاره للإسلام، عاد مرة أخرى إلى اليابان، وهناك بدأ في الدعوة للدين الإسلامي، وشارك في العديد من الأنشطة الدينية الإسلامية، وتمكن في عام 1952م، من تأسيس أول جمعية إسلامية في اليابان بالتعاون مع المسلمين الأجانب المقيمين باليابان.
نشاطات عُمر ميتا لنشر الدعوة الإسلامية
عام 1958م، ذهب ميتا لأداء فريضة الحج، وعاد منها وكله حماس لنشر الدعوة الإسلامية، وفور عودته تم انتخابه كأول رئيس للرابطة الإسلامية اليابانية، وكان هو المشرف على كافة نشاطاتها، وأثناء توليه رئاسة الجمعية، قرر ميتا أن يدرس اللغة العربية، وقام بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية، حيث شعر أنه لابد أن يقرأ اليابانيون القرآن بمعانيه الصحيحة، فكان هو أول من قام بذلك، وقد دعمته رابطة العالم الإسلامي في مدينة مكة حتى أتم الترجمة كلها، وتم طباعة أول مصحف باللغة اليابانية عام 1972م.
وفي عام 1974م، توفى عُمر ميتا بعد أن مضى سنوات طويلة في خدمة الإسلام، ومساعدة المسلمين المنعزلين في شرق آسيا واليابان.
اقرأ أيضًا
التراجم الخاطئة للقرآن “قصة 800 سنة من طليطلة للمدينة المنورة في 2020”
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال