509 مشاهدة
زكريا أحمد الذي عاش يجامل أصدقائه بإحياء أفراح أولادهم فمات بعد واحد منها!
ربما من يعشق الفن والموسيقى يعرف الكثير عن الملحن الكبير زكريا أحمد ، يحفظ الأغاني التي قام بتلحينها عن ظهر قلب ولمن لحن وكيف وصل لهذه الشهرة الكبيرة.
ولكن اليوم سنستعرض الجانب الإنساني من حياة هذا الفنان الذي اكتشف موهبته أثناء حفظه للقرآن في الصغر وحبه للتواشيح الدينية ليتحفنا بأعماله التي تؤثر في وجداننا مهما مرت السنين.
فقد عُرف عن الشيخ زكريا أنه كان حريص على التواصل مع أصدقائه ومجاملاتهم وأنه إذا تذكر أحد أصدقائه في جلسة من جلسات السهر والسمر مع الأصدقاء قرر زيارته فورًا دون تردد حتى لو كان بمحافظة أخرى!…ومن العجيب أنه كان يجد دائمَا من يستجيب لرغباته الجنونية ويذهب معه ولو لآخر الدنيا وبأي وقت.
وهذا على الرغم من كونه لم يمتلك سيارة أبدًا!..فقط رغبة في رؤية صديق وتأجير تاكسي بسائقه المحظوظ الذي يستمتع بصحبته طوال الطريق كافيان لتحقيق الزيارة، وكان يصل أحيانًا بالفجر ليتفاجىء به الصديق ويرحب به وكله فرحة باللقاء، ويتغيب هو عن بيته بشكل مفاجىء لأيام ثم يعود بوجه طفولي ليصالح زوجته التي ينتابها القلق في كل مرة مع اختفائه المفاجىء.
ومن المجاملات التي اعتاد زكريا تقديمها لأصدقائه إخلاصأ لهم إحياء أفراح أولادهم وبناتهم حتى أن بيوم من الأيام احتفل صديقًا له بخطبة ابنته وجاء جميع المدعوين في الساعة المقررة لانعقاد الحفل عدا الشيخ زكريا أحمد، وكاد صديقه أن يغضب لتغيبه عن الحضور حتى واتت الفنان الراحل عبد المنعم رخا فكرة وكان من المدعوين.
فقال لصديقه والد العروس أنني على يقين بأن الشيخ زكريا يقف الآن أمام باب البيت يحكي مع صديق له قصة منتظرًا أن ينهيها ثم سيقوم على الفور برن جرس الباب، ولم يكمل كلامه رخا حتى وجد الجميع الشيخ زكريا بالفعل على باب البيت!
وظل يجامل الأصدقاء بإحياء أفراح أولادهم دون مقابل لسنوات طويلة حتى أن نهاية حياته كانت بعد إحياء فرح بنت صديق له قد توفاه الله، وكأن قد كتب باللوح المحفوظ أن تنتهي أيامه بإدخال السرور على قلب فتاة يتيمة كما اعتاد أن يدخل الفرح على محبيه.
فذات يوم ذهب إلى فرح فتاة قد توفى والدها منذ 15 عامًا كاملة ولم يرها لسنوات ولكن لوفائه لأبيها ومحبته له ذهب كي يغني في فرحها حاملًا عوده ومعه علبة من الشيوكلاتة وابتسامة مهنئَا أهلها بالمناسبة السعيدة.
ومرت الليلة بسلام وخرج من الفرح ليسهر مع أصدقائه كالمعتاد ليحكي معهم عن فرح الفتاة التي لم يرها منذ 15 عامًا كاملة وقد كانت طفلة صغيرة وكيف تفاجىء بها شابة جميلة بالفرح وأخذ يصف فرحتها بأغنية “يا صلاة الزين” الذي غناها لها ولعريسها في الفرح بأساميهم وبكاء والدتها عندما رأته حاملًا عوده ولم ينس معرفته القديمة بزوجها.
وعاد الرجل الطيب إلى بيته فجرًا بعدما أدخل البهجة على العروس وأهلها وعلى أصدقائة بالحكايات الجميلة ليتفاجىء الجميع بخبر وفاته باليوم التالي، وكأنما اختار هذه النهاية لنفسه.
المصدر: كتاب عاشوا في خيالي للكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
