زمن الفرط .. الوصول إلى مرحلة شالله يا نفس
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
من المعروف أن السجائر في مصر سلعة استراتيجية، قد تقتل وتؤدي للإصابة بالسرطان بشكل مؤكد، لكنها احتياج أساسي لدى الملايين؛ ومن هنا اكتسبت الأزمة الأخيرة زخمًا فاق أزمة الأرز التي مرت من وقت ليس بالبعيد، وعلى الرغم من تصريحات رئيس شعبة الدخان التي تتحدث عن “جشع التجار”، ووعود رئيس الشركة الشرقية للدخان “ايسترن كومباني” بحل الأزمة خلال أسبوعين يبقى المواطن أمام المشكلة مضطرًا لخلق الحلول.
المدخنون في مصر على استعداد للتخلي عن الطعام والشراب لكن لا استغناء نهائيا عن الكيف، والمصري كييف بطبعه.
اقرأ أيضًا
هل مصر مخاصمانا واحنا منعرفش؟
موقع الميزان في هذا التحقيق يقدم استقصائيًا لأزمة السجائر التي بدأت في أواخر يونيو العام الجاري ولا زالت متفاقمة حتى الآن.
باب البحر .. كوكب الشر للكيف اللي بيذل
مثلما هناك سوق سوداء لأسعار السجائر، هناك أيضًا سوق أشد سوادًا لتصنيعها، ومنبع هذا السوق هو منطقة باب البحر في ناحية رمسيس؛ والذي سيكون قنبلة صحية موقوتة ستنفجر في أي وقت.
باب البحر هو البوابة الخلفية للسجائر المضروبة، لكن أزمة السجائر التي يشهدها الشارع المصري طورت من عمل باب البحر فلجأوا إلى عملية دمج التبغ مع سائل الميثانول وهو المركب الهيدروكربوني الذي ينتم لصنف الكحولات، وأحد الذين قادهم سوء الحظ لتجربة تدخين سجارة ميثانولية تبغوية، شعر بدوار شنيع أثناء تدخينها لم يشعر به وهو يدخن لأول مرة.
إشكالية المثانول أنه مزيب للمواد الصلبة ويتم استخدامه كسائل أثناء عجن التبغ في بعضه ثم يتطاير، والكارثية أن شكارة التبغ نفسها مجهولة النوع؛ ثم يعبأ التبغ في علب سجائر مختلفة الماركات.
الكليوباترا بـ 60 جنيه وهذه قوانين شراءها في القاهرة
لم يتخيل أشد المتشائمين من أزمة السجائر التي بدأت مطلع يوليو 2023م أن تكون السجائر الكليوباترا بمشتقاها (كليوباترا، البوكس، السوبر) شحيحة في السوق بل وعزيزة على اليد؛ إذ كان اعتقاد من لا يدخنها أنه لو لم يجد السجائر الأجنبية سيلجأ إلى كوكو الضعيف أو سجارة الموظفين مضطرًا، لكن هذا لم يحدث.
قبل عيد الأضحى كان سعر علبة سجائر كليوباترا 35 جنيهًا، بدلاً من 24 جنيه، وحتى تاريخ قراءة التقرير فإن سعرها وصل إلى 60 جنيه وكذا البوكس بعد أن كان سعرها قبل أسبوع هو 55 جنيهًا، بينما السوبر صارت نادرة وبنفس السعر.
صارت هناك قواعد للكليوباترا، فشراء علبة صار من ضروب المستحيل والبائع لا يريد ذلك لأنها قليلة في السوق ويفضل أن يبيعها فرط بسعر 4 جنيه للسجارة الواحدة وفي أماكن أخرى تباع بسعر 5 جنيه؛ وإن كان لك معرفة بالبائع فحدودك في الشراء علبة أو اثنين مع عدم إخبار أحد بذلك !!
الأمر نفسه ينطبق على السجائر الأجنبية، فهناك أنواع لم تعد موجودة إلا نادرًا مثل المارلبورو التي تباع في أماكن بـ 75 جنيه وفي أماكن بـ 80 جنيهًا؛ بينما الإل إم وصل سعرها إلى 70 جنيهًا، وليس هناك رفاهية في الاختيار بين الأزرق والأبيض فلا وجود للإل إم أصلاً وباتت بديلةً للكليوباترا في الفَرْط بسعر 4 جنيه.
وحاليًا يلجأ الناس إلى سجائر بديلة للجميع مثل تارجت والتي يترواح ثمن العلبة بين 45 و50 جنيه، والفَرْط منها بـ 3 جنيهات.
هناك بائعين عزفوا عن العمل في السجائر، شفقةً على المستهلك وهذا هو السبب المهم، وتفاديًا للخسائر وهو السبب الأهم فليس هناك سيشتري كل يوم سجائر بهذا المبلغ، وينتظرون زوال تلك الأزمة التي دخلت في نفق طويل لا نهاية له.
أزمة السجائر.. رحلة البحث عن سيجارة وسط مخاطر المضروب والصيني
في الأسابيع الماضية بدأت أنواع السجائر الشعبية مثل الكليوباترا والبوكس بالاختفاء، حتى أصبح الحصول عليها بضعف السعر يحتاج إلى رحلة من البحث، ثم تبعتها الأنواع الأخرى المستوردة والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير هي الأخرى. وفي خضم الأزمة جاءت تعليقات المسئولين لتعزيها تارة إلى أزمة الدولار، أو إلى جشع التجار وأصحاب الأكشاك الذين يحاولون تخزين كميات وبيعها بأسعار مضاعفة، الأمر الذي أدى لارتفاع ملحوظ في معدلات شكاوى الاحتكار، وتسبب في غلق المحال بشكل يومي بتلك التهمة.
المتعارف عليه في سوق السجائر أن الشركة الشرقية للدخان تتفق مع التجار والموزعين على استلام حصص معينة بدفع مسبق، على أن يتم تسليمها يوميًا. ووفقًا لتجار كان هذا الحال حتى بدأت الشركة تقلل من حصصهم للنصف، وأصبحت توزعها على فترات متباعدة، وهنا بدأت السجائر تختفي من السوق معلنة أزمة- غالبًا ما تأتي وتنتهي كل فترة في هدوء-؛ بررتها مراكز التوزيع للتجار بعدم وجود دولار كافي للاستيراد. في حين أعلنت الشعبة أن الأزمة بدأت وتصاعدت بسبب تأخر اعتماد ميزانية 2023-2024 من البرلمان وإقرار الزيادة الجديدة، والتي لن تتخطى حاجز الجنيهين للفئات المتوسطة والأعلى.
مما دفع التاجر والمستهلك للاتجاه نحو السجائر المستوردة، والتي ارتفع الطلب عليها هي الأخرى ومن ثمَّ ارتفعت أسعارها بشكل كبير بحيث تتراوح بين 50-70 جنيه حسب النوع والمنطقة. أو يضطر الكثير منهم لشراء منتجات الشرقية للدخان من السوق السوداء، بضعف السعر مما يفتح الباب لمشاكل أكبر، بداية من سخط العملاء والتعرض لخطر البلاغات، وحتى غلق مباحث التموين للمحال بتهمة الاحتكار، والذي أصبح يتكرر على مستوى الجمهورية بشكل يومي.
الزبون يبحث عن كيفه، المدخن الذي قضى عقود من حياته يدخن السوبر أو البوكس لن ييأس من البحث عنها، حتى لو توفرت أمامه أنواع أخرى بالسعر نفسه وبجودة أعلى. فيبدأ رحلة البحث عن علبة السجائر، ليصبح أمام خطر الوقوع في فخ البوكس والكليوباترا “الصيني”، وهي نسخ مقلدة من منتجات الشرقية للدخان، تأتي بالطلب من مصانع الصين ثم تدخل تهريبًا عبر ليبيا والسودان، بالطبع يمكن الكشف عن غش السجائر من خلال التدقيق في شكل العلبة والطباعة؛ حيث غالبًا ما يبدو عليها عيوب التصنيع أو أخطاء الكتابة. إلا أن هذا لا يمنع الكثيرين من شرائها سهوًا أو اضطرارًا.
وبالطبع جودة وطريقة التصنيع في تلك الأنواع يمكن أن تؤدي إلى كوارث؛ لأن صناعة السجائر تدخل فيها مواد مثل الميثانول الذي يحافظ على رائحة التبغ، والجلسرين الذي يضمن عدم جفافه، واستخدام تلك المواد الكيميائية بدون ضوابط، سواء في السجائر الصيني أو المضروبة في “باب البحر”- مركز صناعة السجائر المضروبة في مصر-؛ قد يؤدي إلى خطر الإصابة بتسمم الميثانول المسبب للعمى.
أمَّا من قرروا الاستغناء وإيجاد البديل عن طريق الاتجاه السجائر اللف، فلم يسلموا أيضًا من الارتفاع الجنوني في الأسعار، بعد الأزمة الحالية أصبح الطلب على هذا النوع من التدخين في أعلى مستوياته؛ لذا ارتفعت أسعار التبغ الشرعي “ماتوسيان وجولدن فرجينيا” والمهرب بكل أنواعه، ليصل سعر الأمبر ليف لـ 220-240 جنيه. ناهيك عن باقي المستلزمات، بداية من ماكينة اللف نفسها التي وصل سعرها من 50-60 جنيه إلى 180-210 جنيه جملة، وحتى الفلاتر التي وصلت أسعارها لـ 170-200 جنيه للكيس.
بعيدًا عن القاهرة .. الأزمة في المحافظات إلى نقطةٍ وصلت
بعيدًا عن سبب الأزمة غير المعلوم المتسبب فيه حتى الآن، يجدر بالذكر أن الأزمة بدأت في المحلة مع اختفاء أنواع السجائر الشعبية “كليوباترا ، كليوباترا البوكس” حتى وصل سعرها إلى 40 جنيه في بداية الأزمة بزيادة مقدارها 15 جنيه عن السعر الذي تباع به، وبالتالي ومع قلة وجودها انتقل مدخن تلك الأنواع لتدخين أنواع أخرى مثل “الوينستون” التي ارتفع سعرها من 34 جنيه حتى وصلت إلى 40 جنيه في بداية الأزمة وبالتالي تفاقمت الأسعار حتى وصلت إلي زيادة مقدارها 25 جنيه عن سعر العلبة الرسمي.
ومع استمرار قلة المعروض من السجائر ظهرت أنواع سجائر جديدة مجهولة المصدر مثل “سوليدير – كينج – رويال” أغلبها مخزن ومنتهي الصلاحية مع وجود أنواع مقلدة من سجائر الـ إل إم والروثمان. واسعارها تتراوح ما بين 35ج و 40ج .
نقطة أخرى مهمة هي أن عملية البيع تكاد تكون متوقفة نهارًا في أغلب الأكشاك ومحلات بيع السجائر منعًا لهبوط أي حملة تفتيش مفاجئة من حماية المستهلك أو مفتشو التموين وأيضًا حتي يقوموا برفع أسعار السجائر ليلًا وهو الأمر الذي يحدث بشكل شبه يومي.
الأسعار الحالية جاءت كالتالي.
مارلبورو كرافت 55ج – مارلبورو جولد 65ج، ميريت وكابتن بلاك 70ج، التارجت 45ج – الوينستون 50ج.
والناس في المحلة الكبرى يتسائلون : ما هو السعر الفعلي للسجائر ؟ .. هذا لأن هناك أكثر من سعر في الشارع الواحد .. فعندك مثلًا الأكشاك الكبيرة للميادين الرئيسية تُباع فيها علبة السجائر الكيلوباترا بـ ٥٥ جنية، بينما تبيعه بعض أكشاك الشوارع الفرعية بـ ٤٥ جنيهًا.
وقِس على ذلك سعر الـ LM في الأكشاك الرئيسية، والذي وصل إلى ٦٨ جنيهًا بينما تبيعه بعض الأكشاك الرئيسية أيضًا والتي تبعد خطوات عن بعضها، تبيعه بـ ٧٦ جنيهًا .. بينما كانت الفجوة الكبيرة في سعرين متفاوتين لعلبة السجائر الـ MARLBORO التي يبيعها كُشكًا رئيسيًا بـ ٧٥ جنيهًا، بينما يبيعه نفس الكشك بعد ساعات بـ ٨٠ ! .. وعن السجائر رديئة الجودة فحدث ولا حرج، حيث كانت أصناف كـ TIME، و PINE، و ROYAL .. كانت تلك الأصناف هي الحل الأخير لمن لا يملك سعر صنفًا من الأصناف القوية لأن أسعارها كانت تتراوح بين ١٥ إل ١٨ جنية، وحاليًا دخلت أسعارها في فئة الـ ٣٥ و ٤٠ و ٥٠ جنية باختلاف الأكشاك.
وضِف إلى ذلك اختفاء بعض الأنواع من السوق كـ MERIT ، واكتساح سوق “الفَرط” وانتشار ثقافة النُص عِلبة والرُبع عِلبة وغيرها، وكل بائع من الباعة لديه فلسفته الخاصة في التوزيع والتسعير ، وما يزال الناس يتسائلون : ما هو السعر الفعلي للسجائر ؟
أسعار السجائر في المحافظات .. (الحصر الإجمالي)
هذه الأسعار قائمة منذ نشر التقرير وهي قابلة للزيادة أو النقصان خلال الأسابيع القادمة
بنها
الكليوباترا البوكس 50ج، والـLM وصلت لـ 70ج، ومارلبورو كرافت 57ج
مرسي مطروح - سيدي عبد الرحمن:
البوكس 60، الـLM 70، وينستون 55، تارجت – تايم – مونديال – 45
الإسكندرية
ونستون أزرق
الشاطبي ب 40، الأزاريطة – بـ 45
محطة الرمل – بـ 50
المنشية – بـ 50
السويس
كيلوباترا بوكس 60 إن وجد
الـLM من 60 إلى 70 إن وجد
أسوان
البوكس 65ج
الكليوباترا 50ج
التبغ بين 260 و240
دفتر بفرة رزله 25ج الصغير التبغ
الفلاتر سوبر سليم 75ج
منطقة الكنوز في قنا
الكيلوباترا 45ج
المارلبورو 65ج
والـ LM بـ 55ج
أسيوط
بوكس 55ج
والـ LM بـ 63ج
مارلبورو 75ج
دمنهور
كليوباترا 55ج
كليوباترا بوكس 60ج
كليوباترا سوبر 60ج
مارلبورو – ميريت – دافي دوف 80ج
والـ LM بـ 73ج
camel او وينستون 55ج
تارجت و تايم و تايم سيلكت 40 و45ج
المنوفية - قويسنا
كليوباترا 55ج
كليوباترا بوكس 60ج
البلمونت 45ج
الميريت 75ج
الغردقة
مارلبورو 80ج
الشرقية
دافيدوف 65ج
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال