زمن الكاسيت .. عشر أغنيات سقطت سهوًا من مركب النوستالجيا

تعيش الميديا منذ فترة على اجترار ذكريات الجمهور واللعب على مشاعره بالحديث عن فترة الثمانينات والتسعينات وبالأخص في أغانيها وموسيقاها في ظل أن جيل تلك الحقبة أغلبه تخطى الأن سن الأربعينات وأصبح يحن إلى زمن الكاسيت الذي أصبح علامة مميزة لزمن الفن الجميل رغم أن تلك الفترة وصمت موسيقيًا بأنها أكثر فترات الأغنية المصرية ضعفًا وترهلًا دون أن تخضع إلى تقييم موضوعي واضح!

نعيد فتح خزائن تلك الحقبة ونختار عشر أغنيات سقطت من مركب النوستالجيا لا يهم أن كان سهوًا أو عمدًا في ظل أن المركب تبحر لازالت تبحر صوب وجهات فنية بعينها تحددها المكاسب والإعلانات ومدى شهرة الفنان،مع التأكيد على أن تلك القائمة رغم خضوعها للهوى والذوق الشخصي والإحتفاء ببعض الصناع الذين لم ينالوا تقديرًا كافيًا إلا أنها أيضًا لم تغفل بعض الجوانب الفنية الهامة داخلها.

من بين عيون الناس – هشام عباس

في منتصف التسعينات لم يكن هناك متسعًا للتجارب الموسيقية الجريئة التي تنحي إيقاع المقسوم الشرقي جانبًا وتنظر إلى شكل أغنية المستقبل، في تلك الأغنية يظهر الموزع أشرف محروس بشخصيته المتمردة على مشهد الموسيقى السائد بأغنية جمع فيها بين الشرق والغرب، سنجد Beat Section مختلف تمامًا وجديد على سوق الأغنية المصرية مع عود يظهر بشخصيته القوية في جزء الهارموني وخط وتريات مدهش جدًا انهاه العظيم “منير نصر الدين” بصولو كمان خرافي جدًا، الأغنية لا تظهر كثيرًا رغم أن هشام عباس يعتبرها واحدة من أفضل ما غنى في حياته.

أحب أقولك – سيمون

تعرف سيمون دائمًا بأنها المطربة التي تغني أغاني استعراضية خفيفة وتملك كاريزما مدهشة أدخلتها قلوب المستمعين بسرعة،رغم أن تاريخ سيمون محصور في تلك الأغاني إلا أنها كانت تريد لنفسها مسارًا فنيًا أخر منها تلك الأغنية التي كانت من أوائل الأغنيات التي اختارتها ولكن لأسباب إنتاجية لم تظهر إلى النور إلا في منتصف التسعينات مع منتج جرئ مثل “عمرو محمود”، الأغنية من كلمات العظيم عصام عبد الله الذي يمتلك سيرة مدهشة كشاعر لم تشهد الأغنية في قوة و طزاجة أفكاره ومفرداته المختلفة جدًا مع لحن تعبيري للموسيقار مودي الإمام المعروف أكثر كمؤلف موسيقى تصويرية.

نامت المدينة – مصطفى قمر

يعتبر مصطفى قمر المطرب الوحيد في جيله الذي كان يمتلك مشروعه الغنائي الخاص، ذهب به في البداية إلى الموسيقار يحيى خليل ولم يكتمل المشروع ليغير مساره تمامًا بالدخول إلى فلك البوب المصري بكل حسناته وسيئاته، ظهرت تلك الأغنيات تباعًا وبشكل منفرد داخل شرائط مصطفى حتى وصل إلى شريط لمن يهمه الأمر حيث ضم فيه ثلاثة أغنيات منها أغنية “نامت المدينة” التي كانت تشير إلى أنه كان يضع جيل الوسط “جيل الأغنية البديلة” نصب أعينه ويريد السير على خطاه الفنية التي كسرت قواعد الأغنية التقليدية.

لو حسيت – أنغام

قبل حمى العالمية وهيستريا استيراد أشكال موسيقية غربية، تصنع لنا أنغام المحسوبة على الطرب الشرقي الأصيل أغنية متمردة جدًا على السائد سواء في كلمات “ناصر رشوان” التي عالجت الرومانسية بشكل مختلف بعيدًا عن ابتذال التسعينات مع لحن حالم جدًا من أمير عبد المجيد صاحب النقلة الثانية في مشروع أنغام مع توزيع لعازف الجيتار”طارق حمودة” الذي لم ينل تقديرًا كافيًا يليق بأهميته كأحد أفضل عازفي الجيتار في مصر.

شايف – خالد على

يمتلك الموسيقار محمد مصطفى سيرة ذاتية مهمة كموزع موسيقي ويغفل الغالبية سيرته المدهشة كملحن له ألحان قوية جدًا و مسيرة لافتة مع سميرة سعيد وشيرين عبد الوهاب، تلك الأغنية ظلمت كثيرًا لابتعاد مطربها عن الأضواء منذ فترة طويلة لكنها تظل شاهدة على أن فترة التسعينات لم تكن بالسوء الذي يتصوره البعض أو كانت محصورة في شكل موسيقي واحد.

يا حولي – زينب

أهم ما ميز كتابات الشاعر عصام عبد الله هي قدرته على الكتابة بلهجات متعددة، منها البدوي والفلاحي والصعيدي مع استخدام قاموس مفردات خاص به جدًا، في تلك الأغنية تتجلى أصول عصام عبد الله البدوية في واحدة من أحلى ما غنت المطربة المعتزلة “زينب” في مسيرتها القصيرة، مع ظهور توأمه الفني “محمد هلال” ملحنًا وموزعًا الذي يعاني من تجاهل غير مبرر من الميديا رغم إسهاماته العظيمة في تلك الحقبة.

اللي صعب تلاقيه – إيهاب توفيق

خرج المطرب إيهاب توفيق مع عباءة حميد الشاعري وموسيقى الجيل، تأثرت مسيرة البوب كما يطلق عليه جمهوره بعد إيقاف حميد الشاعري عن العمل، لكنه عاد واقتنص نجاحًا جماهيريًا كبيرًا بعد انتقاله إلى شركة هاي كواليتي وارتباطه فنيًا بالثلاثي “صلاح الشرنوبي، حسن أبو السعود، طارق عاكف” حيث وضع قدمه نحو قمة النجومية بعد شريط “عدى الليل” ثم واصل العمل معهما في الشريط التالي “الدنيا” والذي لم ينل تقديرًا كافيًا في مسيرته رغم جودته الفنية ووجود منافسة شديدة بين الشرنوبي وأبو السعود، افتتح الشريط بتلك الأغنية من كلمات بهاء الدين محمد وكانت شكلًا مختلفًا عن أغاني الـ Hits  في التسعينات.

على قدي – سلوى أبو جريشه

إقرأ أيضا

عندما كاد إلفيس أن يسبب ضربة شمس لطاقمه محاولًا إثبات أن لديه قوى خارقة

كان الغناء النوبي مقتصرًا على الرجال فقط، حتى أتت سلوى أبو جريشة كي تكون أول مطربة نوبية تدخل سوق البوب المصري، ظلمت تجربة سلوى أبو جريشة كثيرًا بسبب ارتباطها بشركة سونار التي كانت تلملم أوراقها من سوق الكاسيت المصري وظلمها منير عندما استبعد مقطع كامل غنته معه في أغنية “شتا”، في تلك الأغنية التي تتحدث عن أحلام الطفولة المؤجلة التي تصطدم بالواقع المرير في فترة كادت أن تختفي تلك المضامين من الأغنية المصرية مع ظهور الموزع أحمد الناصر لأول منفردًا بعد فض شراكته مع الموزع عمرو أبو ذكري.

كنا في المغارب – على الحجار

رغم شهرة محمد ضياء ملحنًا وموزعًا في التسعينات إلا أنه لم يلتقي بصوت على الحجار إلا في شريط “ريشة” الذي اختتم به على الحجار الحقبة، ما ميز محمد ضياء هو أنه لم يتعامل مع على الحجار على أنه مطرب قادر على غناء أي شئ ولم يستعرض إمكانياته كملحن، في تلك الأغنية يغني على الحجار في قالب من موسيقى الجاز الخالصة في فترة كان من درب من الخيال أن نرى هذا القالب في شريط كاسيت مصري بالإضافة إلى وجود العظيم عبده داغر أمير الكمان المصري الذي تشرفت الأغنية بعزفه فيها.

هتتأسف – أمل وهبي

صنع مدحت الخولي تجربة متميزة ومختلفة جدًا كشاعر وملحن مع المطربة أمل وهبي حيث طرح لنا الموضوعات العاطفية النسائية من منظور جديد بألفاظ ومفردات جريئة جدًا، غلف تلك التجربة في بداياتها الموزع أشرف محروس الذي انطلق يطبق أفكاره الخاصة دون الالتفات إلى نمط الأغنية السائد والمفروض على الفنانين، فصنعوا لنا أغنية مدهشة جدًا ظلمت جدًا لأسباب لها علاقة بصوت أمل وهبي الذي لم يمتلك القوة الكافية لأدائها.

خارج ترشيحاتك 6 أغنيات عن الأم يمكن سماعها طول العام