همتك نعدل الكفة
449   مشاهدة  

“تاريخ مصر بين وبائين” (1-7) | المواصلات في زمن الكوليرا وأيام كورونا

زمن الكوليرا
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



مقارنات متعددة وضعها مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بين زمن الكوليرا في مصر عام 1947 م ومدى التشابه مع أيام كورونا 2020 م، غير أن كورونا يعد الأسوأ كون أنه وباء عالمي، واتخذت مصر إجراءات إزاء الوبائين، لكن السؤال ما هو الفارق.

اقرأ أيضًا 
“تاريخ الكوليرا في مصر” إحصاء المواقع غير صحيح وهذه حكاية كل وباء

خلال هذه الحلقة الأولى من سلسلة تاريخ مصر بين وبائين نستعرض حال المواصلات في زمن الكوليرا وأيام كورونا وذلك لمجابهة الوباء.

زمن كورونا .. هذا وضع المواصلات

الرئيس السيسي بين رئيس الحكومة ووزير النقل
الرئيس السيسي بين رئيس الحكومة ووزير النقل

أعلن رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي في يوم 24 مارس وقف وسائل المواصلات العامة والخاصة في مصر من 7 مساء إلى 6 صباحا لمدة أسبوعين وأكد خلال مؤتمر صحفى أنه سيتم تطبيق حظر حركة المواطنين على كافة الطرق العامة اعتبارًا من الساعة السادسة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحًا، بدءًا من يوم 25 مارس لمدة أسبوعين، وسيتم إيقاف كافة حركات وسائل النقل.

اقرأ أيضًا 
شائعات كورونا تاريخيًا “حقيقة سالوقيه وطبائع البلدان لـ موفق الدين البغدادي”

وطالب رئيس مجلس الوزراء، أنه يجب على المواطنين مساعدة الدولة لعدم اللجوء إلى إجراءات أكثر صرامة وأكثر صعوبة ولها تداعيات خطيرة، مشيرًا إلى أن المرحلة الثالثة التى نتمنى ألا نصل إليها وهى وصول أعداد المصابين إلى ألف مصاب.

لكن هناك أزمة متعلقة بمترو الأنفاق حيث الزحام قبل وقت الحظر، مما جعل وزير النقل اللواء كامل الوزير يتخذ عدة قرارات بشأن الزحام في مترو الأنفاق الذي قد يتسبب في نقل كورونا بين الركاب، حيث قال «الزحام يكون دائما في الخط الأول (المرج-حلوان) ويتم الدفع بقطارات إضافية فارغة إلى المحطات الأكثر زحاما لامتصاص الكثافات، إضافة إلى تقليل زمن التقاطر بين القطارات لتكون نحو دقيقتين ونصف الدقيقة بدلا من ثلاث وأربع دقائق».

زمن الكوليرا .. حال المواصلات

إبراهيم الدسوقي أباظة وزير المواصلات
إبراهيم الدسوقي أباظة وزير المواصلات

نظرًا لظهور الوباء في قرى مديريتي الشرقية والدقهلية تقرر منع الملاحة في ترعة الإسماعيلية ، وحصر المراكب فيها ، كما تقرر منع الباخرة التي تقل الحجاج من السويس وكذلك منع سفر حجاج القرى، كما تقرر عدم وقوف القطارات في خط القاهرة . بورسعيد ، وتعديل محطات وقوف بعض القطارات ، وذلك في أواخر سبتمبر عام 1947 م، وفي أوائل أكتوبر 1947 م أصدرت وزارة الصحة عدة قرارات لإحكام السيطرة على الوباء وعدم انتشاره ، ففي يوم 7 أكتوبر أصدرت الوزارة قرارا بعدم السماح للسلطات المحلية بإصدار قرارات حظر عن النقل والتنقل دون الرجوع إليها ، وأيضا منع مرور السيارات الملاكي من وإلى المناطق الموبوءة بدون ترخيص خاص يصدر من الوزارة ، ومنع رسو المراكب والمعديات على الشاطئ الشرقي لفرع دمياط من نهر النيل ما بين القناطر الخيرية ودمياط.

باخرة راسية في بورسعيد سنة 1947
باخرة راسية في بورسعيد سنة 1947

في يوم 9 أكتوبر أصدرت الوزارة قرارا بعدم السماح بنقل ركاب ببواخر أو مراكب أو أي وسيلة أخرى في بحيرة المنزلة ما بين دمياط والدقهلية وبورسعيد ، وأيضا بمنع الملاحة في بحر البقر الفاصل بين مديرية الشرقية والدقهلية، وبحلول يوم 13 أكتوبر منعت الوزارة الملاحة في ترعة المحمودية من منبعها إلى مصبها ، وكذلك منع الملاحة الساحلية ما بين بورسعيد والإسكندرية والمواني الموجودة فيها.

اقرأ أيضًا 
محافظات مصر وكوليرا 47 “لماذا خرجت أسوان وحدها من مفرمة الوباء”

وبالنسبة لقيود السفر بين الوجه القبلي والقاهرة زمن الكوليرا فقد اعتزمت وزارة الصحة منع السفر إلى الوجه القبلي بالسكة الحديد ابتداء من يوم 15 أكتوبر، وترتب على ذلك أن أسرع أهل الصعيد بالسفر، مما أجبر الوزارة على منع السفر إلى الصعيد منعًا باتًا يوم 13 أكتوبر على أن تستمر حركة السفر بين الواسطى والشلال ، وعلى الراغب في السفر إلى الوجه القبلي أن يحصل على شهادة تطعيم ضد الكوليرا معتمدة من وزارة الصحة ، يكون قد مضى عليها ستة أيام من تاريخ تحريرها.

نجيب اسكندر - وزير الصحة
نجيب اسكندر – وزير الصحة

وفي يوم 18 أكتوبر 1947 م أصدرت وزارة الصحة العمومية قرارا وزاريا لا يبيح تنقل الأفراد بين مديريات الوجه البحري وبعضها البعض وبينها وبين مدن محافظات القنال والسويس ودمياط والقاهرة والإسكندرية إلا إذا كانوا قد طعموا ضد الكوليرا ومضى على تطعيمهم ستة أيام ، وأن يؤيد ذلك شهادة طبية مصحوبة بصورة شخصية ، ومعتمدة من السلطات الصحية المختصة ، وأيضا لا يبيح للمسافرين من القاهرة والجيزة أو أي جهة أخرى بالوجه البحري بالسفر إلى الوجه القبلي اعتبارًا من يوم 27 أكتوبر 1947 م إلا للحاملين لشهادات التطعيم وعلى أورنيك المراقبة الخاص بكل منهم ، وهذا القرار يطبق على المسافرين بالسكة الحديد والسيارات بكافة أنواعها ، واشتمل القرار أيضا على إباحة التنقلات بين الواسطى والشلال وبالعكس ، وكذلك منع الملاحة النهرية بالنيل وكافة فروعه إلا بما تسمح به وزارة الصحة بشروط.

اقرأ أيضًا 
“التاريخ المنسي” تفاصيل الخطة التي كانت ستنقذ مصر من كوليرا 1947 ولم تنفذ

ومع حلول يوم 28 أكتوبر 1947 م تم استئناف حركة السفر بالسكك الحديدية على جميع القطارات السريعة والعادية في المناطق المرخص بالسفر إليها وبالشروط السابقة ، وكذلك الأتوبيس والسيارات مع تقييد السفر في بعض المناطق سواء في الوجه البحري أو القبلي ، ومن ذلك منع السفر والتنقلات بين جميع أنواعها بمديريتي الجيزة وبني سويف.

إقرأ أيضا
المصحف المرتل
من أخبار وفيات الكوليرا
من أخبار وفيات الكوليرا

نظرًا لهبوط حدة الوباء في أوائل نوفمبر عام 1947 م تم تخفيف قيود السفر في مختلف الأقاليم وذلك بإباحة السفر بالسيارات بجميع أنواعها ما بين مديريات الدقهلية والشرقية والقليوبية ومحافظة دمياط بدون وجوب الحصول على شهادة تطعيم للركاب ، أما الانتقال من هذه المديريات ومحافظة دمياط إلى المديريات الأخرى أو المحافظات فلا يسمح به إلا لمن كان حاملا شهادة تطعيم ، ويسمح بالسفر من دمياط إلى المنصورة وبالعكس بطريق السكة الحديد بدون شهادة تطعيم ، وتقرر أن تظل الاحتياطات المتخذة في مديريات الغربية والمنوفية والبحيرة كما هي.

اقرأ أيضًا 
تاريخ العزل الصحي في مصر “قصة الطور الذي جعلنا نبهر العالم من 165 عامًا”

أما السفر بطريق الملاحة النهرية زمن الكوليرا في داخل مديريات الوجه البحري فكان مباحًا بشرط أن يكون لدى رئيس المركب کشف بأسماء جميع الركاب والعمال وأن يكون مع كل شخص شهادة التطعيم أما النقل البحري بالنيل وفروعه مع مديريات الغربية والمنوفية والبحيرة فهو مباح للمراكب التجارية فقط بشرط أن يكون النوتية حاملين لشهادات التطعيم.

اقرأ أيضًا 
الدكتور إبراهيم حسن الطيب والطبيب لي وين ليانغ “حين تفوقت مصر على الصين”

وخلال أول أسبوع من ديسمبر عام 1947 وافقت اللجنة العليا لمكافحة الكوليرا على رفع الحظر الخاص بالمراقبة الصحية وشهادات التطعيم في السفر والانتقالات بجميع وسائل المواصلات البرية أو النهرية أو السكك الحديدية وكذلك فيما يختص بالنقل بالبر والجو والبحر ما عدا مديرية الفيوم ، وأيضا رفع القيود الخاصة بالملاحة في ترعة المحمودية فيما عدا فحص براز البحارة في الإسكندرية.

الكاتب

  • زمن الكوليرا وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان