زهرة شاه .. ثمن الحرية الموت فهؤلاء لا يعرفون الرحمة

وقفت زهرة شاه الطفلة التي لم يتجاوز عمرها الثماني سنوات أمام قفص محبوس بداخله زوجين من الببغاء، لم تكترث الصغير او يستوعب عقلها أن هناك كائنات تشتري كائنات أخرى بأموال باهظة تحبسهم في أقفاص وتستمتع بصراخهم طالبين اطلاق سراحهم ليل نهار، عقل زهرة شاه الذي لم يضع تعريفات للحرية غير معناها جعلها تفكري في رحمة هذان الببغاوان لفترة قصيرة، وتضع لهم الطعام خارج القفص ليتناولو طعامهم في الخارج ويشتموا نسيم الحرية ومن ثم تدخلهم للقفص مرة أخرى قبل أن يأتي الزوج والزوجة، ولكن للأسف لم تأتي الرياح كما تشتهي سفن زهرة شاه وكان ثمن الحرية هو الموت.

قضية زهرة شاه التي هزت العالم

جاء مقتل الطفلة زهرة شاه ليضع خنجر جديد في قلب الإنسانية بعد حادث جورج فلويد وفيلة الهند ، حيث أن كل تفاصيل الحادث مؤلمة ولا يمكن أن تتقبلها ضمائر حية، حيث كانت تعمل لطفلة الباكستانية زهرة شاه التي تبلغ 8 أعوام فقط  خادمة لدى عائلة الزوجين المجرمين حسن وأم كلثوم ومربية لطفلهم الذي لم يكمل عامه الأول.

ولكن التفصيلة التي وقفت أمامها بشكل شخصي وأنا اقراء تفاصيل الحادث المروع، أن زهرة كانت تعمل بلا مقابل مدي وتخدم كل أفراد العائلة وتطعم الحيوانات أيضًا مقابل اتفاق عقده والد الطفلة التي تنتمي لعائلة تحت خط الفقر مع السيد حسن، بأن الأخير سيتكفل بتعليم الطفلة مقابل خدمتها لهم.

وبالفعل وافق الطرفين (والد الطفل وحسن) على هذه الصفقة غير الرحيمة بالمرة، وذهبت زهرة شاه إلى مكان عملها في بيت الزوجين منذ أربعة أشهر، وطول هذه الفترة كانت تقوم بكل الأعمال المنزلية وخدمة أفراد المنزل حتى حادث تحرير الببغاوات التي عندما علمه الزوجين قاموا بتعذيب الفتاة حتى الموت، وبحسب ما نشره موقع thenational فإن المجرمين عندما فقدت الطفلة الوعي من كثرة التعذيب، قاموا بنقله إلى المستشفى خوفا من المسائلة القانونية واتهامهم بقتلها مدعين أنهم لا يعلمون سبب ما حدث لها، ولكن الطفلة فارقت الحياة بعد وصولها المستشفى بساعات قليلة متأثرة بجراحها.

وانكشفت فعلت المجرمين من خلال التقرير الطبي لحالة زهرة شاه، والذي كشف عن أثار تعذيب على الوجه وفي منطقة الأعضاء التناسلية مما سبب نزيف حاد ولم يستطع الأطباء إنقاذ الطفلة.

ورغم أن الشرطة الباكستانية ألقت القبض على المجرمين، إلا أن قضية زهرة شاه تحولت لقضية عالمية بعد أن تفاعل معها عدد من المشاهير ورواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.

وتنص الاتفاقية رقم 138 لمنظمة العمل الدولية الخاصة بعمالة الطفل، أن الحد الأدنى لسن القبول في العمل يجب ألا يقل عن سن الانتهاء من التعليم الإلزامي.

وبحسب الاتفاقية، حددت المنظمة الفئات التي يحظر عمل الأطفال من خلالها، وهي توظيف الأطفال جبرا لاستخدامهم في النزاعات المسلحة وأعمال الدعارة والأعمال الإباحية والأنشطة غير المشروعة، والعمل الذي يؤديه طفل دون الحد الأدنى للسن المحدد لهذا النوع من العمل، والأعمال التي من شأنها إعاقة تعليم الطفل ونموه التام، إضافة إلى الأعمال التي تهدد الصحة الجسدية والفكرية والمعنوية.

إقرأ أيضا

الواقع المأساوي وراء كيني النمر المصاب بـ”متلازمة داون”