زواج متعة .. عن حكم العقد المتفق عليه بين جيهان جعفر وعبد الله رشدي

نشرت سيدة عراقية تدعى ” جيهان جعفر” مقاطع من محادثات بينها وبين الداعية ” عبد الله رشدي”، تتهمه فيها بالتعدي الجسدي عليها، بعد إبرام عقد زواج شفهيا بينهما، وبشهادة شيخين من الأزهر .

تعدي وعنف جسدي 

وأكدت” جيهان” لـ الميزان” ما نشرته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، حيث قالت إن ” رشدي” تعدى عليها في شقة صديقه بالعبور، مؤكدة أنها ليست مصرية وتعيش في دولة أجنبية فالنسبة إليها بقاء رجل في المنزل ولدقائق لن يضر خاصةً وإن هذا الأمر يحدث يوميا في أوروبا ولا يكن هناك أي تجاوزات.

وأضافت أنه تم عقد شفاهيًا بينها وبين ” رشدي” ينص على عدم لمسها وأن هذا العقد فقط حتى يسهل التعامل بينهما في الخلوات، وأكدت أن هناك شهود منهم ” أحمد البصيلي “وهو شيخ وأستاذ في مقارنة الأديان بجامعة الأزهر، إلا أن خالف العهد  واعتدى عليها بوحشية وعنف ـ حسب قولهاـ .

نهاية العلاقة 

بعد الواقعة تعامل معها الشيخ بكل لطف، واتفقا الطرفان على استمرار العلاقة ثم توالت المقابلات في مدينتي وفي مدينة نصر، وبعد أن سافرت قطع العلاقة بها وقال لها نصًا ” أنت حرة”، وأضافت أنها ستظهر في بث مباشر عبر صفحتها على موقع فيس بوك” ترد فيه على كل الأسئلة المطروحة.

البصيلي.. الزج باسمي في خلافات شخصية غير مقبول 

ومن جانبنا تواصلنا مع كلًا من الأستاذ الدكتور أحمد البصيلي الذي أوضح أن الزج باسمه في أي خلافات شخصية سيتخذ إجراءات قانونية حاسمة أما الدكتور عبد الله رشدي  لا رد من جانبه حول كل ما وجه إليه، ويبقا التساؤل الشرعي ما حكم العقد المتفق عليه بين جيهان ورشدي؟ .

هل وقع عبد الله رشدي فيما يسمى بـ “زواج المتعة” 

إذا ثبتت الواقعة السابقة بكل تفاصيلها فقد وقع عبد الله رشدي في جرائم عدة منها ارتكاب فاحشة زواج المتعة، والمحرم تحريمًا قاطعًا في الإسلام، ولما كان الزواج ميثاقًا غليظا بين اثنين بشروط صارمة منها الشهود والإشهار وكونه غير مقيد بوقت.

وإذا نظرنا إلى حديث ” جيهان ” السابق إذا ثبت صحته نرى أن العقد بين الطرفين غير معلن ومقيد بوقت التعارف وهذا منافي لفكرة الزواج في الإسلام ويندرج هذا تحت مادة ” زواج المتعة” الذي يساوي في الإسلام جريمة الزنا.

زواج المتعة بين الجاهلية والتحريم 

إقرأ أيضا

معرض الكتاب وباب شغف جديد لصناعة الإبداع و الفن ( حوار )

وزواج المتعة كان من ضمن النظام الأسري في المجتمع الجاهلي قبل الإسلام، وهو يقوم على استمتاع الرجل بالمرأة لفترة معينة حتى إذا زهدها تركها بلا أي حقوق، إلا أن جاء الإسلام فحدد زواج المتعة ونهى عنه تدريجيًا شأنه شأن شرب الخمر، ففي صحيح البخاري ومسلم  من حديث سَـبُرة الجهني أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئًا.

وفي زواج المتعة وتحليل الحديث السابق قال الإمام النووي : “والصواب المختار أن التحريم والإباحة كانا مرتين، وكانت حلالا قبل خيبر ثم أبيحت يوم فتح مكة، وهو يوم أوطاس لاتصالهما، ثم حرمت يومئذ بعد ثلاث أيام تحريمًا مؤبدًا إلى يوم القيامة واستمر التحريم” ـ شرح مسلم ـ

ومفاسد زواج المتعة كثيرة، منها على سبيل المثال ضياع الحقوق للزوجة وللولد إذا وجد، فلا مهر ولا ميراث للزوجة ولا حقوق لها، إلا أن الأولاد وإن حملوا لقب الأب فيلحق بيهم العار لأنهم في نظر المجتمعات الشرقية من زنا .

وخلاصة القول إذا صح كلام السيدة جيهان جعفر مما لحق بها خاصة مع شهادة أساتذة الأزهر كأستاذ مقارنة أديان وداعية وأستاذ متخصص في العلوم الشرعية، فهي الطامة الكبرى إذًا.