زيارة إلى قبر السمير الأوحد
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عندما لا تسمع إلا أصوات الماضي ولا ترى إلا الأحداث العظام، ولا تشنتشق إلا روائح الماضي المحملة بعبير الأمجاد ، ولا تشعر إلا بأصداء أقدام أُناسٍ أخذوا على عاتقهم بُناءً وتشيدًا أعظم الحضارات فأنت حينها في رحاب مدينه الموتى بالجبانة المنفي، وهي أكثر مناطق سقارة غموضًا وإثارة للاسئلة “منطقة جسر المدير” والتي اتخذها أحد أهم أطباء الأسرة السادسة مكانًا سعيدًا للدفن ومقرًا لحياته.
الأبدية
يروي الدكتور” تامر رضوان ” أحد الأثريين بمنطقة سقارة قصة أشهر أطباء الأسرة السادسة الطبيب “قار ” كبير أطباء القصر الملكي، وأحد أهم وأشهر أطباء الدولة القديمة.
وفي أحد أيام أغسطس الحارة عام ٢٠٠١م تم الكشف عن مقبرته والتي ظلت وما تحويه من أسرار لقرون مختبئة تحت رمال الصحراء وهي مصطبة مستطيلة الشكل من الحجر الجيري، مطلية بطلاء من الطين، واجهتها ناحية الشرق، تتوسطها المقصورة بسقف مقبى جدرانها مغطاة بنقوش تمثل مناظر الحياة اليومية، وتقديم القرابين.
ويضيف “رضوان ” وصف المقبرة التي تم اكتشافها قائلًا: يحتل جدار المقبري الغربي الباب الوهمي الدقيق الصنع من الحجر الجيرى الملون، والذي نُقش عليه اسم وألقاب صاحب المقبرة”.
ألقاب صاحب المقبرة
وتعددت ألقاب صاحب المقبرة بحسب ” رضوان “:” كبير أطباء القصر الملكي، السمير الأوحد، كاتم أسرار بيت الصباح، كاتم أسرار سيده في كل مكان “.
ثم يتعمق الأثريون المكتشفون للمقبرة خلف مقصورة القربان، والذي يوجد بها بئر يؤدي إلى غرفة الدفن ويتوسط السطح الأعلى للمصطبة ينتهى بثلاث درجات تؤدي إلى غرفة الدفن في ناحيته الشرقية أسفل المقصورة مباشرة.
وتحوى غرفة الدفن التابوت الحجري الذي يحمل اسم ولقب صاحب المقبرة ” قار “، والذي تم فتحه على أيدى اللصوص، الذين خلفوا وراءهم بعض رفات الطبيب وبدراستها ثبت أنه توفي عن عمر يناهز الخمسين عامًا.
قطع أثرية مهمة
وبجوار التابوت الحجري تم العثور على العديد من القطع الأثرية المهمة بمقبرة هذا الطبيب، حيث تم الكشف عن مجموعة من الأدوات الجراحية مصنوعة من النحاس، إلى جوار رأسه وكل منها به فتحة للتعليق داخل صندوق خشبي، وربما كانت هذه أقدم ما كشف عنه من أدوات جراحية.
ويعلق ” رضوان “قائلا:” يبدو أن “قـار “قد استخدامها في عملياته الجراحية الدقيقة أما أروع القطع التي عثر عليها في هذه المقبرة فهي مائدة قرابين مستديرة من الألبستر ولوحة الزيوت السبعة من الألبستر أيضًا”.
كما عثر الأثريون على مجموعة نادرة من الأواني الفخارية دقيقة الصنع غاية في جمـال زخارفها تحمل اسم وألقاب قار.
وكشاهد للقبر ثبتت لوحـة مستطيلة تحمل اسم ولقب المتوفي في الناحيتين الجنوبية والغربية من المصطبة ” كبير أطباء القصر الملكي قار “.
تختتم زيارتنا للطبيب قار ومقبرته وقد وعدنا بأن يخبرنا ببعض الأسرار الطبيه المدهشة والوصفات العلاجية الساحرة التي من المؤكد أنها ستحير القلوب وإلى زيارة قادمة.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال