زيارة الفضاء يمكنها أن تجعلك أطول من بين تغييرات كثيرة لجسدك
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
زيارة الفضاء تأثر بشكل غريب على جسم الإنسان. فقط اسأل سكوت كيلي، رائد فضاء سابق في ناسا قضى 340 يومًا في محيط الأرض في صاروخ. كل أنواع الأشياء أثرت عليه، بما في ذلك الجاذبية الصغرى والتعرض للإشعاع وطعام الفضاء. اكتشف سكوت أن وجهه أصبح منتفخًا لأن السوائل في جسمه توزعت بشكل مختلف. في الحقيقة أن السوائل التي انتقلت من ساقيه إلى رأسه يمكن أن تمليء زجاجة صودا 2 لتر.
عرضت تجربة سكوت في الفضاء بشكل مفصل في دراسة التوائم التي أجرتها ناسا، حيث نظرت مجموع من عشرة باحثين في التغيرات التي يواجهها جسم الإنسان ــ الفيزيولوجية، والجزيئية، والدماغيةــ عندما يكون في الفضاء. تم جمع البيانات من مهمة سكوت على مدار السنة و بيانات من شقيقه التوأم، رائد الفضاء المتقاعد مارك كيلي، الذي كان على الأرض خلال قضاء شقيقه وقت في الفضاء. وقدم مارك خط أساسي للباحثين الذين يمكنهم مقارنة قياساته وردود أفعاله مع أخيه.
وفي حين غيرت البيئة المتطرفة جسم سكوت، خلصت الدراسة إلى أن البشر الذين ينخرطون في رحلات فضائية مماثلة يمكن أن يظلوا بصحة جيدة. فقد أظهرت دراسة التوائم مرونة وقوة الكيفية التي يمكن بها لجسم الإنسان أن يتكيف مع عدد كبير من التغيرات الناجمة عن بيئة الضوء الفضائي. غير أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتحديد أي عواقب طويلة الأجل للسفر إلى الفضاء، خاصة وأن البعثات الطويلة نادرة.
كما يمكن لزيارة الفضاء أن يجعلك أطول – نحو 3 بالمائة من طولك. وهذا يعني أن رائد فضاء طوله 182 سم قد يضيف 5 سم إلى طوله.
الطول الإضافي هو من فوائد العيش في بيئة الجاذبية الصغرى. فبدون الجاذبية الأرضية، تتسع فقرات العمود الفقري وتمتد حتى يصل رواد الفضاء حرفيًا إلى أطوال جديدة. ولكن هذه التأثيرات قصيرة الأمد. فبعد بضعة أشهر على الأرض، رواد الفضاء يعودون إلى طولهم المعتاد.
هذه ليست المعلومات الجديدة. لقد درس العلماء كيف يتغير تشريح الإنسان عندما يتعرض للجاذبية الصغرى. كما يأملون أن يتعلموا كيف أن بعض التغيرات مزعجة في العضلات والعظام والعيون والقلب والأوعية الدموية. ومن المشاكل الكبيرة على وجه الخصوص تغيرات العيون حيث أبلغ رواد الفضاء عن تغيرات دائمة في الرؤية بعد عودتهم إلى الأرض. ويمكن أن تؤدي زيادة الإشعاع الذي يتعرض له رواد إلى حدوث تشنجات.
ويريد الباحثون أن يفهموا أشياء مثل السبب وراء رد فعل العمود الفقري عندما يكون في الجاذبية الصغرى. واستخدام تلك المعلومات لمساعدة رواد الفضاء على العودة إلى الأرض (والجاذبية) بشكل أكثر فعالية.
عندما عاد سكوت إلى المنزل بعد أن عاش قرابة السنة في محطة الفضاء الدولية، كان أطول من توأمه بـ5 سم. لكن زيادة الطول كانت مؤقتة. لذلك الإخوة في نفس الطول الآن.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال