زيارة الميزان لمتحف سيف وأدهم وانلي بالاسكندرية

متحف محمود سعيد بالاسكندريه من  المتاحف المظلومة رغم جماله وأهميته لعشاق الفنون التشكيلية، ربما لأن كثير من الناس لا يعرفون عنه شيئا. وقد زار الميزان المتحف واستعرضنا بموضوع سابق أهم أعمال الفنان محمود سعيد به.

والمتحف عبارة عن بيت محمود سعيد الذي عاش فيه وكرس حياته بعد استقالته من السلك القضائي للرسم فقط. 

وقد تبرعت به زوجته للحكومة المصرية بغرض تحويله إلى متحف، ولأن مساحته كبيرة، فقد استغلته وزارة الثقافة بتحويله إلى ثلاثة متاحف؛ أهمهم وأكبرهم متحف محمود سعيد نفسه، والذي يعرض لوحاته بأكثر من قاعة، ومنها قاعة الرسم العاري.

زيارة الميزان لمتحف كفافيس بالاسكندرية..الشاعر اليوناني الذي توفي يوم ميلاده

واليوم سنستعرض أهم لوحات الدور الاخير بمتحف محمود سعيد، وهو متحف الأخوين “وانلي” أدهم وسيف، وهم أصحاب أسماءًا مركبة.

فالفنان الأول المشهور باسم سيف وانلي، اسمه بالكامل محمد سيف إسماعيل محمد وانلي، وأخوه إبراهيم أدهم إسماعيل محمد وانلي، الشهير بأدهم وانلي.

والأخوان وانلي من أهم الفنانين التشكيليين بمصر، وأوائل الذين اهتموا بدراسة الفن التشكيلي ودرسوا بالبيت على أيدي مدرسين متخصصين حتى حققوا أحلامهم وأثبتوا أنفسهم بالمجتمع،  فقد وصل  إبراهيم  وانلي أن أصبح عضواً بهيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عند إنشائها 1957 وحتى وفاته.

وقد ولد سيف وانلي   بالاسكندرية  بالأول من مارس عام 1906 بعد أربع بنات، وولد أخوه أدهم  فى 25 فبراير سنة 1908 أى بعده بعامين.

 وتنتمى أصول الأخوين  سيف وأدهم وانلي إلى بحر قزوين، فكلمة وانلى هى اسم جزيرة فى القوقاز، أما أصول عائلة الأم فهى تنتمى إلى المغول وأمراء الداغستان.

وقد تمتعا الأخوان سيف وأدهم وانلي بحياة مرفهة، فولدا في سراي عرفان باشا بحي محرك بك بالاسكندرية، وسط اهتمام العائلة بالثقافة بالفنون ووسط الزهور الخلابة  التي تنطق بالألوان المختلفة.

فقد كانت تمتلك الأسرة مكتبة كبيرة تضم كتبا كثيرة ومختلفة لكل من يهمه أمر الثقافة، كما كانت تمتلك أسرة وانلي مجموعة كبيرة من الأسطوانات، وحرصت على أن يتعلم أولادها بالبيت بشكل مختلف عن المدارس، فتعلموا الموسيقى ومارسوا الرسم بسن صغير.

وكانت بداية الإلهام من معرض الخيال الذي أقامه الفنان الكبير محمود مختار، وقد تأثرا بالمعرض وحالة الفن والجمال فيه فقررا دراسة الفن.

وروح أعمال الأخوين سيف وأدهم وانلي مختلفة؛ حيث تأثرا بالتعبير عن الفنون، كالرقص والأغنية  بالرسم وبالألوان أحيانا.

وقد تميزا وانلي بذكائهما في التونيع في الأفكار ، فهما فنانان يتمتعان بطبيعة مختلفة في رسم الاسكتش السريع، وكذلك في التصوير، ويعبران عن المشاعر الانسانية بالألوان بشكل نادر، وقد اهتما بتصوير مشاهد المسرح والأوبرا والرقص الكلاسيكي والشعبي والسيرك.

كانت تجربة الأخوين وانلي تجربة فريدة من نوعها غيرت في شكل الفن التشكيلي آنذاك، فقد كانا يتمتعان بجرأة كبيرة في استخدام الألوان الزاهية المبهجة وتوظيفها بشكل ممتاز  لخدمة التعبير عن فكرة كل لوحة.

كما رسما على القماش وأوراق الصحف وعلب السجائر

إقرأ أيضا

تلك قضية .. كايروكي و الكشف عن وجه العالم القبيح

 أقرأ أيضًا: متحف الحضارات…أنا شاب ولكن عمري 35 ألف سنة.

وقد تأثر الأخوان ببعضهما البعض في رحلتهما بالفن والحياة معا، وقد توفى أدهم وانلي عام 1959 بعد صراع مع مرض السرطان، وترك هذا الفراق أثرا سيئا وعميقا في نفس أخيه سيف وانلي، ولكن باهتمام الفنانين به خرج من الأزمة واستكمل مسيرته الفنية.

لحق سيف وانلي بأخيه بعد عشرين عاما من وفاته، وقد توفي بالسويد تحديدا بستوكهولم أثناء إقامته لمعرض هناك على أثر أزمة قلبية.

1من المصادر

من المصادر 2