همتك نعدل الكفة
206   مشاهدة  

زينب المقدسية.. مُسندة الشام التي وهبت حياتها لعلم الحديث

زينب بنت الكمال


اتسمت بالمثابرة والشغف في طلب العلم، أجادت السعي منذ صغرها إلى أن أصبحت الشيخة الصالحية كبيرة علماء الحديث في زمانها، صاحبة الأسانيد العالية، والمعمرة الدمشقية التي عاشت نحو 94 عامًا، إنها بنت الكمال زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم المقدسي العالمة العزباء، أم عبد الله وأم محمد.

من أعمدة المذهب الحنبلي

تنتمي” زينب بنت الكمال ” لعائلة تعود أصولها إلى بيت المقدس، ولكنها انتقلت إلى منطقة الصالحية بدمشق بعد احتلال الصليبيين للقدس، وظل ينبع من عائلتها في دمشق مئات العلماء لمدة 700 عامًا في شتى المجالات العلمية وعلى رأسهم “ابن قدامة”، كما كانت عائلتها من أعمدة المذهب الحنبلي لكثرة وجود الفقهاء الحنابلة بينهم.

فيمَا خرج من أسرتها عشرات العلماء من بينهم؛ العالم” شمس الدين أحمد بن عبد الواحد البخاري” شقيق جدها، وجدها العالم “كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الواحد” ، وعمها هو العالم “شمس الدين محمد بن عبد الرحيم ” المقلب بـ “ابن الكمال”، وعمتها هي العالمة “فاطمة بنت عبد الرحيم”، ووالدها هو المحدث والفقيه والإمام “كمال الدين أحمد بن عبد الرحيم” .

في رحال طلب العلم 

بدأت “بنت الكمال” دراستها في علم الحديث وعمرها سنتين فقط، وكانت بداية حياتها شاقة غير يسيره عليها حيث فقدت بصرها وهي في سن الرابعة من عمرها، وأول من تعلمت على يدها هي “حبيبة بنت أبي عمر”، ثم ظلت تدرس وتسمع الحديث النبوي من أكثر من معلم، ولم تكتف بتعلمها في دمشق بل رحلت لطلب العلم في “ماردين” و”بغداد” و”حلب” و” حران” و” الإسكندرية” و”القاهرة” .

مسندة الشام 

وكانت مولعة بحفظ الكتب والأجزاء، وإجادة التعلم من أساتذتها وشيوخها بالإسناد العالي وقراءتها عليهم، وبعد سنوات أخذت الإذن من أولئك الشيوخ لتقوم هي بتعليم ورواية وتحفيظ هذه الكتب لتلاميذها، ومن بين هذه الكتب؛ صحيح مسلم وحكايات الشافعي وكتاب أخلاق النبي، واستمرت على هذا حتى نبغت واشتهرت وأصبحت مسندة الشام والعالمة المحدثة من أهل السنة والجماعة.

قصدها طلبة العلم من كل مكان حتى تزاحم عليها مئات الطلبة والتلاميذ في مختلف الفئات العمرية، وخرج من تحت يدها عشرات العلماء في شتى المجالات على رأسهم: علم الدين البرزالي والعالم والمؤرخ صلاح الدين الصفدي، ومنحت أكثرهم الإجازة- والإجازة هي بمثابة الشهادة والدرجة العلمية- كما كان كبار العلماء يتركون لها مهمة تعليم أبنائهم منذ طفولتهم.

ما قيل عن زينب بنت الكمال

ودائماً كان تلاميذها من العلماء والاساتذة يقولون عنها إنها المرأة الصالحة العذراء، مسندة الشام، الشيخة الصالحة المتواضعة، كما قيل عنها إنها خيرة دينة لطيفة الأخلاق، حسنة التودد، طويلة الروح على الطلبة، مؤثرة كريمة النفس، طيبة الخلق، محببة إلى نساء الدين، وصالحة عابدة كثيرة الصلاة والصيام وفعل الخير.

إقرأ أيضا
لجنة الحكام

وفاتها

توفيت زينب بنت الكمال في يوم الإثنين 19 جمادى الأولى عام 740 هـ بمنطقة الصالحية في دمشق عن عمر ناهز الـ 94 عامًا، وكانت جنازتها مشهودة حضرها أعداد هائلة تضم عدد كبير من العلماء.

اقرأ أيضًا.. قال رسول الله .. دراسة أمريكية لشرح الحديث في ألف عام

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان