همتك نعدل الكفة
54   مشاهدة  

سؤال بديهي.. لماذا رغم كل شيء مازال الفن والفنان المصري هو الأشهر والأهم عربيًا؟

الفنان المصري


سؤال بديهي.. لماذا رغم كل شيء مازال الفن والفنان المصري هو الأشهر والأهم عربيًا؟

عزيزي انظر حولك بتمعن، وشاهد سعي المسئولين عن الثقافات العربية في الدول المجاورة لاجتذاب واكتساب الفنان المصري تحديدًا، النجوم المصرية يا عزيزي أسماء مطلوبة في كل بلد عربي، رغم التنافس ومحاولات سحب البساط من الفن المصري، إلا أن هذا لا يتم إلا بالفنانين المصريين، فلماذا إذا ستظل سيادة الفن المصري محكمة على الوطن العربي رغم كل شيء؟

رحلات الشام والمغرب

الإجابة ببساطة هي التأثير والأسبقية، منذ قديم الأزل وحتى من قبل السينما كان الفن المصري يجوب أرجاء الوطن العربي والعالم، يقدم فنه حتى للجاليات العربية في الدول الأجنبية بمختلف جنسياتهم، جولة الشام التي كانت جولة رئيسية لكل الفرق المسرحية والاستعراضية كل عام، كانت سفيرًا للفن المصري، مثلها مثل جولة المغرب العربي.

 

تأمل عزيزي مسيرة أي فرقة من فرق مصر، فرقة رمسيس المسرحية ليوسف وهبي، فرقة الشامي “أمين عطا الله” فرقة جورج أبيض، فرقة بديعة مصابني، وفرقة الريحاني، وفرقة الكسار، جميعهم كانت لهم سنويًا جولات خارج مصر في عدد من أقطار الوطن العربي شرقًا وغربًا.

الفنان المصري

كان هذا هو الانتشار، منذ الجولات الأولى والفن المصري وجد له جمهوره في البلاد العربية، فكان الفني المصري سواء الأغنية بأنواعها والمسرح بمختلف أشكاله، جمهوره في مختلف البلدان العربية، جمهور نشأ لأن الفن المصري كانت له الأسبقية على مختلف الدول ربما لا يجاريه سوى المسرح الشامي، والذي تزامنت ولادته مع المسرح المصري أو سبقها بقليل، ولكن كلاهما تأثر ببعضهما البعض، ولكن انتشر الفن المصري في الشام أكثر بكثير من انتشار الفن الشامي في مصر.

فن عابر للهجات

الفن المصري كان عابرًا للهجات، اللهجة المصرية لهجة وسيطة لديها الكثير من المصطلحات المتماشية مع مصطلحات اللغة العربية الفصحى، خاصة في تلك الفترة لم تكن العامية المصرية قد تطورت مثل اليوم، كانت محتفظة بالعديد من مصطلحاتها الفصحى ربما كان هذا سببًا رئيسيًا في انتشار الفن المصري وقتها.

الفنان المصري

الاعتياد على اللهجة المصرية لم يكن يكلف الفنان المصري أي شيء فهو بطبيعة الحال يزور هذه البلدان سنويًا فيستمع الجمهور للهجته وتطورها عام بعد عام ليستسيغها، حتى جاءت السينما وجاء التوزيع لخارج مصر ليصبح الفن المصري لا يحتاج لسفر ورحلات وأيام طويلة، مجرد طرد بالطائرة أو الباخرة به مجموعة من الأفلام المصرية ليتم كل شيء، فبالإضافة للفرق الغنائية والمسرحية كانت الأفلام.

ثم جاءت الإذاعة لتوطد هذه الصلة قبل أن يأتي عبد الناصر ومشروع القومية العربية، ليتحول ناصر لزعيم عربي إقليمي، يزيد من فهم واستيعاب الجمهور العربي للثقافة المصرية، مصر في الخمسينات والستينات ولفترة طويلة للغاية بعدها النقطة التي تتجه لها أعين العالم العربي، يستمعون لأخبارها وخطب زعمائها وأغانيها ويشاهدون أفلامها ومسرحياتها.

الفن خارج الأرض

ليدرك القائمين على الصناعة الفنية هناك أن لا فن في أوطانهم بلا مصر، ليس تطرفًا بل واقعًا، نهضة الإمارات الدرامية جاءت على يد مصريين وربما أكبر مثال على ذلك أعمال مثل الشهد والدموع وثلاثية نجيب محفوظ ” المسلسل” والتي تم إنتاجها من قبل شركات إماراتية.

إقرأ أيضا
عتبات البهجة

الفنان المصري

كذلك المسرح الكويتي قام على أكتاف المصريين، ويمكنك البحث عن المسرحيات الكويتية التي شارك فيها أو قام ببطولتها ممثلين مصريين، بل أنك ستجد عبدالحليم حافظ يغني أغنية كويتية بالزي التقليدي الكويتي، وكذلك البحرين وغيرها الكثير واليوم السعودية تصنع نهضتها الفنية والثقافية أيضًا بمشاركة الفنان المصري، فلماذا يري البعض الأمر كأنه عملية بيع وشراء أو كأن دولة تحاول شراء فناني مصر؟

الأمر أكثر بساطة من ذلك بكثير، الفن المصري هو المكون الرئيسي الوحيد الثابت في أي معادلة فنية في الوطن، فيا عزيزي الفن خارج الأرض لا يحسب باثنين مثل كرة القدم، في النهاية هذه إضافة للفن المصري لا انتقاص منه.

 

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان