سامية جمال تكتب : أم محمد .. جارتنا المُتدينة هي مُعلمتي الأولى في الرقص
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
من منكم لا يعرف سامية جمال؟ .. تلك الراقصة التي كانت طوابير حجز حفلاتها بالأمتار، مجرد ظهورها على أفيش فيلم مثلًا مع فريد الأطرش فقد ضمن شباك التذاكر الرواج ، ولم لا وهي أحد أقطاب الرقص الشرقي في مصر .. وتقول معظم المصادر والمقالات التي ناقشت سيرة تلك السيدة التي لم يكف الباحثون في التراث السينمائي عن الكتابة حول حياتها الخاصة وعلى المسارح، ولم يتوقف جمورها في الزيادة عند وفاتها في التسعينات، بل يزيدون .. تقول المصادر أن “بديعة مصابني” وهي رائدة تأسيس مدارس الرقص في مصر هي مُعلمتها وعلى يدها تأسست سامية جمال، لكن بالبحث بين أوراق الأرشيف الفني، وجدنا معلومة أخرى تثبت عكس ما هو شائع في مقال بخط يد الفنانة سامية جمال نشرته مجلة الكواكب قديمًا، وفيه كشفت عن معلمتها الأولى، وكان نص المقال كالتالي:
قبل سفر النجمة سامية جمال إلى أمريكا .. سألناها عن أثر زواجها من الثري الأمريكي شبرد عبد الله كنج في حياتها .. فقالت : إن لاحديث في هذا الموضوع سابق لأوانه .. فلتتركه الآن، لكي أتحدث عن شخصيات آخرى كان لها أكبر الأثر في حياتي .. إنها خمس شخصيات، كل منها يحتل مكانة كبيرة في قلبي .. ولم تكن شخصيات من الرجال، وإنما كلهن من النساء .
الأولى : أمي
كانت أمي سيدة فاضلة تفنى في حب أولادها، وكانت مثالًا طيبًا للرقة والرحمة والإنسانية، وقد علمتني – ككل أم من (الدقّة القديمة) – قواعد التدبير المنزلي وكيفيةعمل ثلاث أصناف من الباذنجان، ورفو الجوارب وغير ذلك من أعمال المنزل .. وتلقيت عنها أيضًا كيف أحترم الناس وأعامل من يكبرني سنًا باحترام وتقدير، ومن يصغرني سنًا بالأسلوب الذي يجعله يحترمني . لقد أفدت منها فوائد كبيرة .. عرفت قيمتها عندما نزلت إلى ميدان الحياة وأردت أن أشق طريقي في عالم الفن .
الثانية : أختي
وكانت أختي الشخصية الثانية في حياتي، فقد حملت عني عبء تدبير شئوني الخاصة، فتمكنت من تركيز كل جهودي في الفن وحده، وكانت هي بالنسبة لي بمثابة الأم التي تشرف على شئون ابنتها، فكانت تتولى إعداد الطعام لي والإشراف على غسل ملابسي ونظافة في فراشي وغير ذلك من الأعمال التي لولا وجودها لاستنفدت بعض جهودي للفن!
الثالثة : بديعة مصابني
والشخصية الخامسة في حياتي هي شخصية السيدة بديعة مصابني، الفنانة التي يعود إليها أكبر الفضل فيما وصل إليه المسرح الاستعراضي من نمو وازدهار أيام أن كنت أعمل فيه .. كانت بديعة شخصية جبارة وكانت تحترم فن الرقص احترامًا كبيرًا، ولقد تعلمت منها أشياء كثيرة أهمها الثقة بالنفس والاعتزاز بالكرامة واحترام الرقص الشرقي باعتباره فنًا وليست وسيلة لإثارة الغرائز كما تفهمه بعض الزميلات !
الرابعة: صديقتي (س)
وصديقتي هذه كانت زميلتي في المسارح الاستعراضية، ولقد بدأنا معًا حياتنا الفنية، ولقد كانت صديقة مُخلصة .. يفرحها فرحي ويحزنها حزني، وتهتم بمصالحي كما لو كانت مصالحها الشخصية .. لقد كانت بجواري دائمًا إذا شعرت بضيق أو ألم من سوء المُعاملة التي كانت تلقاها الراقصات الناشئات في بدء حياتهن الفنية .. وإني لا أستطيع أن أعلن اسمها الصريح فقد اعتزلت الفن وتزوجت من شخصية معروفة ، وهي تعيش الآن سعيدة مع زوجها وولديها .
الخامسة : أم محمد
وأم محمد هذه ليست زعيمة أو مُعلمة أو أديبة، بل هي سيدة متواضعة كانت جارتنا في المنزل الذي كنت أسكن فيه في بداية حياتي الفنية، وكانت رغم تحفظها وتدينها الشديدين، وتمسكها بالتقاليد، فإنها تهوى الرقص الشرقية هواية كبيرة .. وكانت تستطيع أن ترقص وتقلد كبيرات راقصات شارع محمد علي، ولقد كانت (أم محمد) أستاذتي الأولى في الرقص الشرقي، ولقد علمتني أولى خطوات الرقص، ولكم تتركني إلا بعد أن أصبحت راقصة يشار لها بالبنان .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال