ستاد الاسكندرية صرح تراثي على أرضها و الأول بأفريقيا
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ستاد الاسكندرية يعد من أقدم ملاعب الكرة في أفريقيا وأعرقها على الإطلاق. بُني بتكاتف من أهل الاسكندرية واليانصيب الخيري وتبرعات أمراء مصر ورجال الأعمال.
كل شبر بأرض الملعب لا يشهد فقط على عرق اللعيبة ومباريات الكرة وصياح المشجعين، ولكن يشهد على تاريخ استاد الاسكندرية نفسه وتاريخ هذا المكان.
تاريخ استاد الاسكندرية
بدأ الحلم يراود اليوناني السكندري انجلو بولانكاي بإقامة استاد على أرض الاسكندرية عام 1906.
وقد طرأت الفكرة في ذهن انجلو بولاناكي عندما تعرف على بيير دى كوبيرتان، باعث الألعاب الأوليمبية فى العصر الحديث؛ فحاول إقناع الدولة المصرية بفكرة إقامة الاستاد، فخصصت له البلدية عام 1916 أرض نادي الاتحاد الآن لإقامة الاستاد، ثم نقل بعد ذلك لحيث يقع الآن.
وبدأ انجلو بولاناكي يبذل كل طاقته للترويج للرياضة والألعاب الأوليمبية فى مصر، فقام بإنشاء العديد من الملاعب الصغيرة فى الإسكندرية، وأقام عددًا من المسابقات الرياضية فى الألعاب الأوليمبية فى الإسكندرية والقاهرة، وأسس الاتحاد القومى للرياضة فى عام 1908
عامود السواري ومقابر الكتاكومب..معالم الاسكندرية المنسية
مرت الأيام وقابل بولاناكي الملك فؤاد في حدث رياضي كبير قد نظمه بنفسه، وعرض عليه فكرة إقامة الاستاد وتخصيص قطعة أرض له وتحمس الملك فؤاد لفكرة بناء استاد الاسكندرية، و يقع بالحي اللاتيني وعلى بعد أمتار من حديقة الشلالات الشهيرة.
تبرع الملك فؤاد الأول بثلاثة ألاف من الجنيهات وتبرع الأمير عمر طوسون بمبلغ 2000 من الجنيهات وتبرع انجلو بولانكلي بألف من الجنيهات ثم توالت تبرعات أعيان الاسكندرية والأمراء مثل المسيو قسطنطين خوريمي وقبل هؤلاء الحكومة المصرية وبلدية الاسكندرية.
اعتمدت الحكومة على اليانصيب الخيري بعد تبرعات أعيان البلد وقد كان اليانصيب الخيري يتم لصالح الأعمال الخيرية والمؤسسات التي تحتاجها البلد،فسارع أبناء الاسكندرية بالتبرع لبناء الاستاد. بلغ المبلغ الذي بني به استاد الاسكندرية 132 ألف جنيهًا مصريًا .
بدأت أعمال بناء الاستاد عام 1921 وانتهت عام 1929 وافتتح الاستاد الملك فؤاد الأول ب17 نوفمبر عام 1929 بمباراة جمعت بين الاتحاد السكندري وفريق القاهرة وانتهت بفوز الأول بهدف مقابل لا شىء ، وسمي الاستاد في البداية باستاد الملك فؤاد، ثم بعد قيام ثورة 52 سمي باستاد البلدية حتى تغير اسمه لاستاد الاسكندرية.
وقد صمم الملعب المهندس الروسي نيكوسوف الذي صممه من وحي أقواس النصر اليونانية على الأسلوب الروماني القديم ولكن ببعض التطورات الحديثة، وقد أصبح أول استادًا رياضيًا ليس فقط بالاسكندرية ولكن بقارة أفريقيا بأكملها.
.ويعد الاستاد أيضا أول ملعب في الوطن العربي يتم تركيب فيه أبراج للإنارة
وبالملعب جزء كبير من سور الاسكندرية في العصر الإسلامي والذي مازال داخل الملعب حتى الآن يندمج مع السور الحديث في خط واحد.
وكانت طاقة الملعب آنذاك 13 ألف مقعدًا للمشجعين_تقريبًا_ حتى بلغت عشرون ألف كرسيًا بعد التحديثات والتطورات التي تمت بالملعب، وبني على 38 فدانًا وتم تقسيم الإستاد إلى 4 أجزاء يتوسطها المقصورة الملكية.
وبجانب البرج الشرقي وسور الاسكندرية الآثري داخل الاستاد، فهناك مكتب الملك فؤاد والملك فاروق من بعده والذي يعد من الآثار داخل المبنى.
وكذلك يوجد الصالون الملكي لهما بانتيكات وآثار تركت كما هي بالمكان وأيضًا الشرفة الملكية الواسعة والتي صممت كي تطل على منظر الملعب مباشرة.
والاستاد هو الملعب الرسمي لكل من نادي الاتحاد السكندري ونادي سموحة، وقد شهدت أرضه العديد من المباريات المحلية والدولية على مر السنين
وتم تجديد الملعب في عام 1996، وذلك قبل بطولة كأس العالم للناشئين وقد استضاف الملعب آنذاك بعض مبارياتها. و قد تمت أخر أعمال لصيانة الملعب بسبتمبر الماضي، فقد كلف اللواء محمد الشريف محافظ الاسكندرية مدير عام الاستاد الدكتور محمد عبد الرزاق لإقامة أعمال صيانة شاملة لأرض الملعب بالاستاد
ويطلق عليه بعض ولاد البلد اسم ستاد السبرتو لأنه أنشأ على أرض الخواجة بولوناكي والتي كانت قبلها مخزنا للكحول.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال