همتك نعدل الكفة
1٬616   مشاهدة  

سعاد حسني وأحمد زكي.. للحب أشكال أخرى

سعاد حسني
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كان عبد الحليم عاشقاً لسعاد حسني، لكن قصة الحب لم تكتمل، عاصرها صلاح جاهين يوماً من خلال صداقته لحليم وأبوته الروحية لسعاد، وبعدها بما يزيد عن 15 عاماً؛ كان أحمد زكي عاشقاً لسعاد حسني وكان صلاح جاهين حاضراً.

رجلان يحمل كل منها حزناً عجيباً في عينيه، وامرأة حملت نصف بهجة الدنيا وحدها، وصديق أدرك من الحكمة ما يصيب البشري بالاكتئاب.

بداية اللقاء في فيلم الكرنك، حين كان أحمد زكي مرشحاً للعب دور البطولة أمام سعاد حسني، وجد الفتى الأسمر الدنيا تبتسم له للمرة الأولى، بطلاً وأمام سندريلا الشاشة العربية، وما بين ليلة وضحاها، تدير الدنيا ظهرها لزكي ويستبعده المنتج رافضاً هيئته، مؤكداً أنه لا يصلح كحبيب للسندريلا، التقطت عينا السندريلا نظرة الحزن في عين بطل فيلمها المستبعد، وربما لمست في قلبها نفس ذلك المكان الذي لمسته يوماً نظرة العندليب الأسمر.

وتكرر اللقاء مرة أخرى بعد ثلاث سنوات عام 1978، في فيلم شفيقة ومتولي، أصرت سعاد على أداء زكي للدور، وقبل زكي كل الانكماش في دوره إلى أقصي درجة وأن تصبح سعاد حسني هي البطلة الوحيدة فيه، فلم تشاهد متولي كما تذكره كل الحكايات الشعبية بطلاً للحكاية، بل مجرد دور مساعد، أيقنت سعاد حسني حينها أصالة نظرة الحزن في عيون الفتى الأسمر.

وبعد ثلاث سنوات أخرى كان اللقاء في موعد على العشاء، كان زكي يكسر كل “تابوهات” أدوار البطولة في السينما العربية، وكانت سعاد تؤدي مع محمد خان أحد أدوارها الخالدة، خان الذي قال عنه زكي إن علاقته به علاقة أخوية لأن ما يربطه بمحمد خان حبل سري واحد، نجح الفيلم، بقي ما في العيون تحسه فقط القلوب، النجم الأسمر وضعها موضع النجم الساطع البعيد الذي نحبه دون أن نمسه، والسندريلا وضعته موضع ريحة الحبايب الذي يبقى الوجود إلى جانبه راحة.

وبعد 4 سنوات كان اللقاء الجديد بين نجمين صارا على قدر المساواة، ليؤديا مسلسل هو وهي، يتعرضان من خلاله لكل المتاح من أشكال قصص الحب العاطفية، والزواج والطلاق، يكتشف كلاهما ذلك الحزن المخبوء في روح الآخر، يدرك زكي أن تلك البهجة التي تحملها طلة سعاد حسني ما هي إلا غطاء لمخزون رهيب من الحزن والألم، وتدرك سعاد أن ذلك الحزن المزوي في أركان عيون أحمد زكي ما هو إلا المحرك الرئيسي لموهبته وحياته، كان زكي قد تزوج هالة فؤاد عام 1983، وبدأت المشاكل تدب بينهما وصارا على حافة الطلاق.

وعند أقدام صلاح جاهين يدور الحكي والبوح وتتخفف الروح من الأحزان، وتعرف العيون بعض الابتسامات المهاجرة، التي تبقى قليلاً ثم ترحل للأبد، انتهى زواج زكي بالطلاق وقال عن أم ولده الوحيد: “هو العلاقة الصادقة والجميلة الوحيدة في حياتي”، مردداً رباعية صديقه جاهين:

“مهبوش بخربوش الألم وضياع قلبي

ومنزوع من الضلوع انتزاع

يا مرايتي ياللي بترسمي ضحكتي

يا هل ترى ده وشي ولا قناع”

أدرك الفتى الأسمر والسندريلا أن ما بينهما خلق ليبقى، وأن مشاعرهما الدافئة تليق بصداقة تمتد إلى نهاية العمر، لا بانفصال يقضي عليها. وفي عام 1991 كان لقاء السندريلا الأخير بالفتى الأسمر أمام الكاميرات في فيلم الراعي والنساء، لم يحققا النجاح ذاته لأسباب عديدة، قد يكون من ضمنها أن ما في العيون صار بعيداً عن القلوب، لكن عندما رحلت سعاد حسني قال أحمد زكي: “لم أحتمل نبأ وفاة سعاد حسني، إنه صاعقة أصابت روحه”.

إقرأ أيضا
كريستال

ومن مفارقات القدر الساخرة أن يؤدي أحمد زكي دور العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في آخر أيام حياته، ليرحل العاشق الثاني بعد أن أوصل رسالة العاشق الأول أن السندريلا كان محلها القلب.

إقرأ أيضاً

حكاية فيلم سعاد حسني العراقي صاحب أعلى ميزانية في تاريخ السينما.. منعه الأزهر لأسباب دينية

الكاتب

  • سعاد حسني أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان