سلوى خطاب .. فن الأُنس
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
دون استفتاءات، أو أخذ و(عطا)، أو هات و(خُد)، أو كليشيهات الفيس بوك السخيفة مثل “بعد إذن الجميع لكن أنا ضد فولان وفولان” .. وبلا شك وريب .. فإننا جميعًا نحب سلوى خطاب .. هكذا كأن ترى أحدهم لأول مرة فتشعر أنه قد دخل قلبك، وغير مُكتشف علميًا إلى الآن عملية التفاعل الكيميائي أو الميكانيزم الفيزيائي الذي يحدث فيدخل إنسان قلب الآخر دون استئذان ولا فلاتر ولا اختبارات وقائية قبل طرق الأبواب ولا التباس في الأفعال فيتعثر تفسيرها بين فعل يستحق دخول صاحبه قلبك أو لا .. سلوى خطاب بلا حياد ولا مواربة (تتحب) وفقط .
ارتفع اسم سلوى خطاب لأعلى درجة في سُلم التريند وترافيك المواقع الإلكترونية والأحاديث الجانبية بين الجنس الناعم تحديدًا، كان ذلك حين ظهرت في حلقة مع الإعلامية ياسمين عز، والمعروف توجهها من ناحية قضية الصراع المرير بين المرأة والرجل والذي دخلت السوشيال ميديا فيه طرفًا في الفترة الأخيرة .. وكان رأي سلوى خطّاب مغايرًا لرأي “عز”، والتي خلقت السوشيال ميديا بصفحاتها وآراءها التي تهبط علينا من السماء ولا نعرف مصدر تلك الآراء ووجهات النظر التي نوجّه إليها عنوة، سواء عن طريق الكوميكس التي تفرض واقعًا جديدًا لا تستطيع أن تنتقده، أو بسبب المنشورات المنسخة من بعضها لفكرة ووجة نظر واحدة دون غيرها .. فكانت فيديوهات سلوى خطاب – على الواقع الافتراضي – بمثابة اتعراضًا لما تروج له ياسمين من نظريات (سي السيد وأمينة) .
والحقيقة أن أحدًا لم يتطرق لما هو أهم من حكاية ياسمين والرجال، وسلوى خطاب كأنثى يقولون عنها في الحواري (تفهم في الكِفت) .. وبعيدًا عن إن سلوى خطاب فنانة ذات ثقل يمكنها خطف العين وملئ الكاميرا ودخول دماغك قبل أنظارك، والاحتفاظ بالخصوصية الفنية في زمن تشابه فيه كل الفنانين إلا قليل .. فإننا أمام فنًا جديدًا يمكننا اعتباره فنًا منفصلًا عن التمثيل وهو “الثرثرة” أمام الكاميرات، وفيه نقلت لنا متعة وتشويق الثرثرة والنميمة من المصطبة إلى الكاميرا والجمهور وصناعة “show” خاص بها من تلك المساحة الضيقة من الفنون .
سهرات حكايات الفنانين
يمكنك أن تستمع لسلوى خطاب لمدة ثلاثة ساعات متواصلة دون ملل، لا فقط لصراحتها المطلقة، بل لأنها تعرف أين تبدأ الحكاية وأين تنهيها .. وهو فن لا يتقنه الفنان البلاستيكي الذي يظهر في برنامج ما فلا تجد أمامك حلًا إلا أن تغير القناة سريعًا وإلا ستُحبط مللًا .. أي منطق هذا يقول أننا نجلس لساعتين لنستمع لفنانًا مهمته الأولى “ونس” الناس فلا نجد منه إلا كليشيهات محفوظة منذ قرون ؟ .. وبفطرتها الفنية تتقن سلوى خطاب فن “الأُنس” والجلسة الحلوة، التي ترطّب على قلب المشاهد .. وهي مهارة اختفت منذ حلقات السهرة التي كانت تجمع وحيد سيف وسيد زيان وغيرهما من الفنانين اللذين كانت حكاياتهم جزءًا من منجزهم .. ويمكنك سماع تلك الحكايات إلى الآن كأعمال مستقلة تمامًا .. وإن كنتم تريدون استغلال موهبة كهذه، فاتركوا لها كاميرا وانتجوا لها برنامجًا واتركوها فقط تتكلم عن نفسها !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال