همتك نعدل الكفة
508   مشاهدة  

سلوى محمد علي .. صائدة الأحلام الموهوبة

سلوى محمد علي
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



(1) 23 عاماً

فتاة شابة على خشبة المسرح تحمل رضيعاً وتنتظر على محطة الأوتوبيس في مسرحية «على الرصيف»، تعاني من كل ما تعانيه الطبقة المتوسطة في فترة الثمانينيات، ضيق ذات اليد، الحاجة الملحة إلى العمل الذي لا يحرّكه تحقيق الذات، وإنما سترها، الزحام وقلة المواصلات وعدم آدميتها والتحرش – نعم التحرّش أقدم مما تخيلنا بكثير -.

بل وتحمل نفس ملامحهم، ملامح المصريات بوجه عام، تلك السُمرة المحببة، وزوج من العيون الواسعة التي تحمل لمعة ما عجز الزمن والقهر عن هزيمتها بعدما احتمت بحاجبيها الهلاليين.

وأنف كليوباترا الشهيرة، وزوج من الشفاه التي اعتادت الابتسام رغم جبروت الحزن، فتحوّلت الابتسامة إلى جزء من الملامح.

انتهى دور سلوى محمد علي وهي لم تتجاوز الـ 23 ربيعاً في مسرحية «على الرصيف»، باستسلامها وطلاقها وزواجها من ثريّ عجوز ومغادرة مصر، لكنها أبداً في الحقيقة لم تستسلم، بل واصلت الرحلة بإصرار مبهر حتى وصلت محطتها الحقيقية بعد هذا بما يقرب من 23 عاماً أخرى.

(2) التعريف:

ليس هناك تعريف في الدنيا أشد تعاسة من تعريف ويكيبيديا للفنانة سلوى محمد علي، والذي يقول «ممثلة مصرية.. اشتهرت بأداء دور الخالة خيرية في برنامج الأطفال عالم سمسم».

كان عالم سمسم بالفعل نقطة انطلاق، عندما دخلت الفنانة كل بيوت مصر عبر أطفالها عام 2002، بعدما قدمت ما يقارب الـ 30 عملاً بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات وأفلام قصيرة، كان أشهرها دور «لبنى» في فيلم «الأبواب المغلقة»، والأداء الصوتي لدور والدة «آندي» في دوبلاج فيلم «حكاية لعبة» الشهير، وكذلك دور «ميرفت» العروس، الفائزة بالجائزة في فيلم «جاءنا البيان التالي»، ودور «ريجن» في مسرحية «الملك لير».

كل هذا لم يكن كافياً من أجل تعريف أفضل، لهذا كان دور «الخالة خيرية» الذي لا يحتاج لموهبة مثل موهبة سلوى محمد علي، درساً جديداً في المثابرة من أجل تحقيق الحلم.

هبوطك إلى درجة أسفل أو عودتك خطوة إلى الوراء قد تكون من أجل انطلاقة أهم وأقوى.

(3) الانطلاق:

موهبة خاصة للغاية تملكها فنانة تنتمي إلى مدرسة قديمة كانت شادية ناظرتها في مصر، ذلك الممثل القادر على التلون وتقديم كل الأدوار، تلك الموهبة الممسوسة التي يستحيل قمعها داخل شكل معين أو دور ثابت، ذلك الأداء «جني» الملامح الذي يتحوّل إلى شكل جديد في كل مرة.

وما بين عامي 2002 وحتى 2008، بدأت رحلة التصاعد، وبعد تقديم من عملين إلى ثلاثة كل عام.

قدّمت سلوى عام 2008 سبعة أعمال، أهمها دورها في فيلم «جنينة الأسماك»، ومثلها تقريباً عام 2009، وأهمها فيلم «احكي يا شهرزاد»، وفي عام 2010 قدمت حوالي 13 عملاً، أهمها «بنتين من مصر» و«تلك الأيام».

مازال الجمهور يشاهدها ويشيد بما تقدّم دون أن يعرف اسمها، يكتفي الكثيرون بقول: «الممثلة السمرا بتاعة عالم سمسم دي هايلة».

وحدها كانت تعرف أنها على الطريق وأن الحلم يقترب.

إقرأ أيضا
بلح الشام

(4) فتاة المصنع:

مع وجودها مع أحلامها الخاصة داخل الميادين في 2011، العام المثالي لبدء لمس الحلم الشخصي لسلوى محمد علي، من خلال أفلام «الشوق» و«ميكروفون» و«بيبو وبشير»، ثم في 2012 من خلال «بعد الموقعة» و«عشم»، قبل أن تقف على قمة حلمها في فيلم «فتاة المصنع».

عندما أجبرت عيون المشاهدين على التوقف كثيراً أمام «السلوتين»، سلوى خطاب وسلوى محمد علي، أروع ما في الفيلم، حين لعبت دور الخالة التي تعمل داخل سنترال، والتي تجيد اللعب على حدود العيب المجتمعي، بينما تخوض معركة خاصة مع ابنتها المراهقة، وفي مقابل الدور الرائع الذي قدمته سلوى خطاب، ظل الجمهور مبهوراً بأداء سلوى محمد علي، وكأنه يتعرف عليها للمرة الأولى.

سمحت مساحة الدور وطبيعته للسلوى أن تتدفق، وتعطي المساحة الخاصة لنفسها، فكانت تعيد تقديم نفسها لجمهور السينما بعدما قدّمت نفسها في مسلسلات «ذات» ومن بعده «سجن النسا».

كانت سلوى كما هي، فقط كان الجمهور يلحظ «عفريتها» الموهوب للمرة الأولى، كانت تمثل بنفس البساطة التي لعبت بها دورها في «عالم سمسم» دون افتعال أو «حزق»، وبنفس السعادة التي تشعر بها كل مرة أمام الكاميرا مهما كان الدور، فقط وكأن ثقتها في الحلم تمنحها السعادة.

الكاتب

  • سلوى محمد علي أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان