سمير صبري .. واحد صاحبي نعرفه جميعًا
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“عبد العظيم مين؟ .. واحد صاحبي ماتعرفوش !” .. هذا الإفيه أم صاحبه ؟ .. لا تختلف كثيرًا .. فبنفس خفة الإيفيه كان خفة صاحبة، على الرغم من زخم تاريخه، فكل مكان شهد سمير صبري .. أو الراحل سمير صبري .. .. سمير صبري في الإذاعة، سمير في الغناء، أبو سمرة في السينما، الفنان الذي رافق عادل إمام في أشهر إيفهاته بالسينما والدراما .. وسمير صبري على كرسي المذيع الذي امتلئ به وأضفى إليه طعمًا رشيقًا على وقار التليفزيون .. وسمير صبري الذي يعتبر أهم صحفي فن لم يزاول المهنة مكتوبة بشكل مستمر .. والرجل الذي حصل على جائزة ضمنية من الوسط الفني كأفضل مسامر في الحفلات الفنية .. كان سمير (رايق) بحق .. مقاتل بحق، يعمل بدأب كأنه يبدأ تاريخه كل يوم من اليوم الأول ، كطالب في أولى معهد سينما .
ولنا في سمير صبري نصيب .. نحن الجيل الأخير الذي شهد على احترافية وجهود سمير صبري، نحن الذين لم نشهد “ما يطلبه المستمعون”، و “هذا المساء”، و “النادي الدولي” ، و ” بدون كلام” .. نحن الذين (فتّحت) عيوننا على أغاني سمير لا في السينما وإنما في القنوات الرياضية، حيث الكليبات الداعمة للكابتن حسن شحاتة ” روق يا ابو علي يا خفيف الدم .. روق يا ابو علي واطع م الهَم” .. وكانت تلك الفيديوهات بصوت “أبو سمرة” هي صوت الخلفية في ذاكرة جيل التسعينات.
لم يركن سمير صبري إلى تألقه في العديد من مناحي الوسط الفني، بل ظل يحمل على عاتقه سياج يربط به على أفراد الوسط الفني، كعصير الخبرة الذي لابد أن ترشف منه قبل أن تخطي خطوتك الأولى بالمجال، فـ سمير كصاحب السينما قبل أن يكون فنان، يعرف كيف تدور الماكينة، ويفهم في ترتيب الجمهور بالصالة، ويعتبر (دُقرم) المهنة والحكيم الذي يمكنه أن يشير لك على بداية الطريق ونهايته حتى لو لم يشترك معك بالرحلة، الطرف العارف بـ (دواخل) الأمور ولُبها .. لذلك ظل واقفًا على باب السينما فعرفته كل الأجيال.
والتصقت صورة سمير صبري بصورة حادث وفاة سعاد حسني، وكان المحقق الصحفي الأول بها، فقد أجرى تحقيقًا صحفيًا موسعًا يعتبر مرجعًا لكل من يحاول يحقق حول حادث شهير كموت سعاد .. وظهر هذا الشغف منذ طفولة وحكى ذلك في مقدمة كتابه “حكايات العمر كله” حيث قال: لا أعرف ما إذا كان هو القدر أم الحظ، أم الاثنين معًا، هما من رسما حياتي، وحققا أمنياتي .. منذ طفولتي، وأنا أحلم بأن أكون ممثلًا مشهورًا، وعندما كان أصدقاء أسرتي يسألونني عن المهنة التي أنوي العمل بها عندما أكبر، وهل هي ضابط مثل والدي، كنت دائمًا أقول : “لا .. أنا عاوز أبقى ممثل زي أنور وجدي”، وعندما كانوا يسألونني عن السبب، ولماذا أنور وجدي؟ .. كنت أجيب : “عشان في كل فيلم وطوال أي فيلم بيبوس ليلى مراد، وأنا بحب ليلى مراد جدًا لأنها شبه أمي” .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال