سمير غانم .. الأخطبوط الظريف
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
“أنا معملتش حاجة في السينما، أنا الأخطبوط الظريف في الكوميديا، هو إحنا عندنا سينما، أنا بسمع الناس بتقول، إن عندنا سينما، صحيح الحكاية دي”.
بسخريته المعهودة التي يبدو عليها في بعض مقابلاته التلفزيونية والصحفية، وكأنه “يرمي إفيه” تحدث الفنان سميير غانم عن السينما ودورها فيه، وقضى على الأمر برمته منذ البداية، وكأنه يستبعد نفسه من المنافسة، قبل أن يصنف بأنه الفنان الذي خرج من السينما صفر اليدين.
يستند الفنان سمير غانم أحد أهم الفنانين الكوميديان في مصر إلى تكرة ثقيلة فنيًا، وحمل جماهيري كبير، وهو ما اعترف به بثقة، فهو يعرف حق نفسه، إذ يقول في أحد حواراته الصحفية:”أنا شايف إن أنا واستند في هذا إلى الإقبال الجماهيري، وإلى إيرادات مسرحياتي، واسألوا الجمهور”، ويقصد هنا بالإجابة على السؤال:”هل أنت نجم الكوميديا الحالي”.
وانطلاقًا من هذه النجومية في الكوميديا، واستبعادًا لاخفاقه في السينما، صُنّف الفنان سمير غانم بأنه عميد كلية الخروج عن النص، لكنه، يرى، أن الخروج عن النص هو لعبته المفضلة، يجيده مثلما يعرف اسمه تمامًا، وشبه نفسه بالفنان عبد الحليم حافظ الذي يضيف إلى الموال لحنًا مرتجلًا في بعض الأحيان.
ويرى سمير غانم أنه يتعامل مع الكوميديا على خشبة المسرح وكأنه أخطبوط، لكنه أخطبوط ظريف، هكذا يصنف نفسه، إذ يقول :”أنا أخطبوط، لكن اخطبوط ظريف، لايمكن أن آكل من معي، بل احتضنه، وفي مسرحياتي، ورغم أنني نجم العمل، إلا أنني أدخل المسرح بعدما لايقل عن نصف ساعة، ولايوجد عندي حب الذات أو الأنانية، بل ثقة بالنفس، وحب لكل العاملين معي من أصغر قرد حتى عامل المسرح إلى كبار النجوم، وأقدم المساعدة والخبرة لكل الوجوه الجديدة، وأعمل على نجاحهم لأنه نجاح لي قبل كل شىء، ولايمكن أن أحارب نجمًا أو فنانًا تحبه الجماهير، بل أساعده وأقف بجواره”.
ونجحت الفوازير التي قدمها سمير غانم، نجاحًا كبيرًا، اشتهر “فطوطة”، وقلده الناس والأطفال والكبار وأحبه العواجيز، رغم أنه بالنسبة لـ”سمير” عمل استعراضي مرهق بشكل “فظيع”، فتصوير مشهد واحد، أو “شوت” واحد يكلف الوقت والجهد، خلاف ما يحتاج إليه العمل الفني سواء كان في السينما أو الدراما.
لكن هل خشى الفنان سمير غانم المنافسة يومًا؟ وكيف يرى هذه المنافسة أن كانت قد راودته يومًا؟، يجيب عن هذا، ويقول، أن المنافسة المسرحية بالنسبة له مشروعة، الأمر ليس حربًا، وقد تكون المنافسة المسرحية داخل عمل مسرحي واحد، لكنه يحاول دائمًا أن تكون كواليس مسرحياته كلها “حب في حب”.
ورغم هذه الإجابة الدبلوماسية، يرى سمير غانم، أن الفنان الوحيد الذي يخشاه ويخاف من منافسته، و”يعمل له ألف حساب” هو سمير غانم نفسه، فلايخاف من أي فنان آخر مهما كان إلا من سمير غانم نفسه، ويحسب هذا ثقة، لا غرورًا.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال