سوتس.. والأحكام المسبقة
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
محاولة تقديم نسخة عربية من المسلسل الأمريكي الشهير سوتس كانت معروفة في كواليس صناعة الدراما منذ أعوام، ورغم المخاطرة الكبيرة كون سوتس حسبما أتذكر هو أول عمر درامي أمريكي تقدم منه نسخة بالعربية، وليس مقتبس أو مأخوذ من الرواية بل هو تمصير صريح للعمل الأمريكي باتفاق بين شركت الإنتاج المصرية والأمريكية، إلا أن صناعه وبخاصه منتجه راهن عليه وغامر، بل ورفع سقف الرهان إلى الحد الأقصى بأن يدخل به كعمل ضمن الموسم الرمضاني الحالي.
الغريب أن المسلسل تتم مهاجمته من قبل حتى إصدار الإعلان الأول عنه، الهجوم ارتكز بشكل أساسي على اسم المسلسل، سوتس suits بالعربي، ولماذا يتم إطلاق هذا الاسم على مسلسل مصري حتى ولو كان مأخوذا عن مسلسل أجنبي، وهذا الهجوم ببساطة هجوم اندفاعي دون أن يدرك أصحابه أننا جزء من اتفاق بين شركتي إنتاج، ونحن الطرف الثالث.
نحن المشاهدون العارفين أو المتابعين للمسلسل الأجنبي جزء من هذا الاتفاق، نحن شاهدنا أو نشاهد المسلسل أمريكي وكل ما حدث أن طارق الجنايني قرر أن يغامر بنقل هذا المسلسل لنا مرة أخرى ولكن بنسخة مصرية، وكان صريحًا معنا بعيدا عن شروط الشركة الأمريكية حول اسم المسلسل.
ومع الهجوم والانتظار، ارتفع سقف الرهان فالجميع ينتظر الحلقة الأولى، سواء المهاجم أو المترقب، تلك الحلقة هي الفيصل الرئيسي، وربما تكون الهدف الأول الذي يراهن عليه الجنايني أو السقطة الأولى التي ينتظرها المهاجمون، مع الكثير من التوقعات السلبية للمسلسل ولكن المفاجأة أن الحلقة الأولى من المسلسل كانت جيدة للغاية.
ومن الحلقة الأولى يبدو أن فريق الكتاب بقيادة حفظي وبمشاركة ياسر عبدالمجيد هم الأبطال الحقيقيون لهذا العمل، فالحوار الذكي أنقذ نجم بحجم آسر يس من الوقوع في فخ الرتابة، خاصة مع إصراره غير المفهوم على الاحتفاظ بنفس التعبير طوال وقت الحلقة، لا اختلاف في تعبيرات وجهه أو حركة جسمه طوال مدة الحلقة مهما كان المشهد ومهما كانت الحالة.
الحوار الذكي السريع أيضا أضاف حيوية على مشاهد أحمد داوود الذي يبدو أنه سيكون رهاني الشخصي هذا العام في دور آدم في هذا المسلسل، بجمل رشيقة والأهم أنها تنتمي لبيئة الشخصية الأصلية، استطاع داوود أن يقدم نفسه في الحلقة الأولى بشكل مميز وخاطف.
أيضا عصام عبدالحميد المخرج قدم نفسه بشكل مبهر من بداية الحلقة الأولى، والحقيقة أنني أرى أن أكثر صناع العمل وقوعًا تحت ضغط المسلسل الأجنبي، هو عصام عبدالحميد، فهناك شكل أو قالب أو إطار يجب أن يسير فيه وفي الوقت نفسه يجب عليه أن يخرج هو العمل لا أن ينفذه، والحقيقة أن عصام عبدالحميد في الحلقة الأولى استطاع الحفاظ على هذا التوازن بين الشكل العام للمسلسل الأجنبي ورؤيته هو الإخراجية للمشاهد مستعينا بذلك بثلاثة عناصر أساسية وهما الملابس والديكور والإضاءة، الثلاثة هما كلمة السر في الحفاظ على هذا التوازن.
ولكننا مازلنا في الحلقة الأولى، ربما يكون تفاؤلي هو الأخر أحكام مسبقة، مثل تلك الأحكام المتشائمة التي صاحبت الإعلان عنه، ربما.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال