سوق المتعة .. الأسير الذي أحب سجانه
-
كيرلس داود
كاتب نجم جديد
اختلف كثيراً مع أصدقائي محبي الفن السابع في الحديث عن السيناريست العظيم الأستاذ وحيد حامد وأرفض تصنيفه كمجرد كاتب سياسي فالأفلام التي ناقش فيها قضايا إنسانية كانت أعمق كثيراً من أفلامه التي ناقشت وضع سياسي أو إجتماعي معين فكما قدم وحيد حامد طيور الظلام والنوم في العسل والغول و البرئ ومعالي الوزير قدم أيضاً سوق المتعة و الإنسان يعيش مرة واحدة وأخر الرجال المحترمين و اضحك الصورة تطلع حلوة .
سوق المتعة تحدي كبير أم فاجومية غير محسوبة
حاشا لله إن كانت نيتي التعديل على الأستاذ الذي أعتبر له فضل على كل أرباب القلم في مصر لكن بعد مرور أكثر من ربع قرن من الزمان أرى أن فيلم سوق المتعة الذي انتج عام ٢٠٠٠ بعد السلسلة العظيمة التي قدمها الثلاثي وحيد حامد وعادل إمام وشريف عرفة هو تحدي حقيقي ورؤية ثاقبة من الأستاذ وحيد وهي الخروج بتلك البساطة من عباءة السياسة وتقديم فيلم إنساني بحت يصلح لكل مكان وزمان فهذا الفيلم بالتحديد كان يصلح للعرض في مصر وفي أوروبا وفي آسيا وفي كل أرجاء المسكونة.
سوق المتعة .. الأسير الذي أحب سجانه
من منا لم يمر بعلاقة فاشلة وأصبح أسيرها لفترة طويلة من عمره ، من منا لا يريد تغيير وضع هو غير راضٍ عنه لمجرد انه اعتاد الأمر وأصبح هذا الوضع المزعج بمثابة الشعور بالأمان حتى وإن كان وضع غير مريح بحسابات المنطق .
هكذا عاش أحمد أبو المعاطي بطل قصة الفيلم والذي قام بدوره الساحر محمود عبد العزيز والذي كان ضحية أحد فطاحل سوق المال وكان بمثابة كبش لفداء آخرين.
ماذا تنتظر من شخص سلبت منه حريته ولم يعلم حتى السبب الذي دخل بسببه السجن وكان يعامل بداخل السجن معاملة العبيد مسلوبي الحرية والارادة .
أحمد ابو المعاطي نموذج لكل شخص منا أصبح أسيراً لوضع أو وظيفة أو علاقة أو أي شئ حوله دون أن يشعر إلى عبد لتلك الظروف لكن بطل الفيلم لم يرض بالعبودية الأبدية وان عرضوا عليه تحسين شروطها فما نفع أفخم المأكولات ولكن الشهية مفقودة وما جدوى أجمل النساء و الشهوة معدومة وماذا ينتفع المرء بكثرة المال إن كان ليس لديه حافزاً يدفعه لامتلاك أي شئ .
سوق المتعة كان صرخة في وجه العبودية المقنعة والحرية الزائفة وفضل بطل الفيلم الموت حراً على العيش الرغيد بدون أدمية .
الكاتب
-
كيرلس داود
كاتب نجم جديد