زوج سيدة القطار لـ “الميزان”: تصرف آخر جنيه في جيبها على المحتاج .. وعمل الخير عندها يسبق اللقمة التي يحتاجها البيت
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في منطقة فاطمة الزهراء بمدينة المحلة الكبرى .. ومن شرفة منزل صغير ككل بيوت مصر في الأماكن الشعبية، كان زوج سيدة القطار تلك السيدة التي وقفت وقفة بـ 100 رجل وأبت ألا يكون المجند ضحية لتعنت كمسري بلا قلب ولا مشاعر وأصرت أن تدفع للكمسري ثمن بقاء الجندي في القطار ، يمكن توصيف إصرارها بأنه كان إصرارًا أشد من تعنت الكمسري نفسه.
اقرأ أيضًا
سيدة القطار التي دافعت عن المجند وصدمتنا كيف تبدلت أخلاق الناس على مدار 20 عام
أصبح التريند معروف صحفيًا بـ “سيدة القطار” .. وفي الحقيقة هي “ست الكل” وأم مصرية خالصة رأت ابنها في موقف شدة فوقفت بجانبهه ، ولا شك أنك عزيزي القارئ قد شاهدت الفيديو كما شاهده الجميع وتعجبت من إصرار السيدة على بقاء المجند في القطار كما لو كانت هذه قضيتها الأولى والأخيرة، ألا يكسر بخاطر أحد أبنائها، كثير من الأسر البسيطة المصرية يصيبها الذهول حينما يشعرون أنهم حديث العالم اليوم، وذلك كان التعبير السائد على وجه زوجها طول الوقت.. كان زوجها واقفًا في الشرفة على أعصابه ، يدخن سيجارته ، وحينما استأذنه محرر الميزان في حوار صحفي ، أتاح له بعضًا من الوقت لكشف الجوانب الغير معروفة عن الأم المصرية الأصيلة .. صفية أبو العزم .
في البداية .. ما آخر مستجدات التواصل بين الجهات المعنية بتقديم الشكر للسيدة صفاء ؟
(يضحك) .. في الحقيقة أنا لم أستطع التواصل مع زوجتي منذ الأمس .. مصر كلها تتصل بها منذ أن حدثت الواقعة .. (ثم أخرج هاتفه وقام بالاتصال بها فكان الخط مشغولًا ، وضحك مرة أخرى)
هل كانت الظروف المادية للسيدة صفية تسمح لها بدفع تذكرة أخرى للمجند ؟
الحمد لله نحن مستورون ، ولو كان مبلغ التذكرة أكثر من ذلك كثيرًا لدفعته أيضًا ، هي تحب العطاء بالفطرة ولا شئ يمنعها من ذلك.
هل للسيدة صفية مواقف مشابهة كموقف القطار والمجند ؟
السيدة صفية طوال عمرها رمزًا للعطاء .. وليس هناك أوضح من موقف كان قد حدث منذ بضعة سنوات ، حينما لم يكن معها سوى خمسون جنية ، وعندما عادت إلى المنزل قالت لي أنها قد أنفقتها لأحد المحتاجين .. وقالت لي : كله لوجه الله تعالى
كيف عرفت بالواقعة ؟
حينما كنت في عملي ، كانت الأمور لا تنبأ بأي مما حدث .. وفجأة وصلني أكثر من تليفون لبعض الأصدقاء .. وقتها قالوا لي : الحق .. زوجتك حديث مصر اليوم .. ومن بعدها حاولت الاتصال بها للاستفسار لكن هاتفها غالبًا ما يكون مشغول
من حاول التواصل مع السيدة صفية بعد انتشار الواقعة ؟
كثيرين من الأجهزة المعنية في الدولة أبرزها مكتب وزير الدفاع ، ووزارة النقل ، وغيرها كثير ..
هل تظن أن ما فعلته السيدة صفية نابعًا من كونها أم لثلاثة في نفس سن هذا المجند ؟
بالتأكيد لكن زوجتي ومنذ صغر سنها كانت رمز للعطاء منذ أن تزوجتها من 28 عامًا كان راتبها يسبق راتبي لقضاء احتياجات المنزل ، ولم تكن في يوم من الأيام صاحبة استقلالية مادية بعيدًا عن المنزل ، فإنها تبذل كل ما لديها لمساعدتي في إدارة شؤون المنزل ، وأنا لا أخجل من ذلك وأقوله دائمًا لأصدقائي لأزداد فخرًا
ماذا عن رد فعل الأبناء بعدما سمعوا بكل ذلك ؟
الأبناء فخورون بأمهم من قبل الواقعة وزاد فخرهم بعدها .. (يضحك) أنا أصبحت مثلي مثل الصحفيين ، أسمع عن الشئ فقط ، الأبناء سافروا لزوجتي المنوفية وحتى الآن أحاول التواصل معها من خلالهم
بعد كل هذه الضجة ، وإذا توفر لديك دقيقة هادئة للحديث إذا زوجتك .. ماذا ستقول لها ؟
أود أن أقول لزوجتي رفعتي رأسي وسط الناس ، ورفعتي رأس أبنائك وأحفادك فيما بعد .. أعلم أنك صاحبة مثل هذه المواقف منذ زمن بعيد .. فأنتي كريمة ابنة عائلة كريمة ، وما حدث فقط هو أن الناس قد عرفت بذلك.
(يضحك) .. أحب أن أقول لها الله يوفقك .. (يضحك مرة أخرى) : بعد أن تواصل معها كل كبار البلد هل سيصيبك الغرور علينا فيما بعد؟!!
يغادر محرر “الميزان” منزل السيدة الذي امتلئ عن آخره من الصحفيين ورجال التليفزيون والإعلام ، لكن صدى ما فعلته السيدة كان يتردد في الشارع كالنار في الهشيم ، الخارجون من الصلاة ليس لديهم سيرة سوى ما فعلته الأستاذة صفية ، وفي وقفه سريعة واستطلاع رأي أسرع اتضح أن أياديها البيضاء طالت جميع جيرانها تقريبًا ، وقيل لي نصًا : لديها خير في كل بيت من البيوت .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال