رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
2٬030   مشاهدة  

سيدة مصر الأولى بعيون زمن الخديوية .. قصة أول زوجة لحاكم خرجت إلى العمل العام

حكام مصر الخديوية
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



شهد العام 1849 أول ظهور للقلب السيدة الأولى في العالم على لسان رابع رؤساء أمريكا زكاري تايلور حيث أطلقه على زوجته في جنازتها، أما لقب سيدة مصر الأولى فظهر في سبعينيات القرن الماضي لحرم الرئيس محمد أنور السادات.

اقرأ أيضًا 
حوار زوجة الرئيس السيسي مع إسعاد يونس “في أي شيء اختلفت السيدة انتصار عن سيدات القصر”

قبل عصر السادات كان يقتصر ظهور زوجة الحاكم كشكل من أشكال البروتوكول، إلا أن أول نشاط مجتمعي قامت به زوجة حاكم في تاريخ مصر الحديث كان زمن الخديوي توفيق.

سرايا عابدين .. التاريخ وليس المسلسل

قصر عابدين زمن مصر الخديوية
قصر عابدين زمن مصر الخديوية

كان للحرملك في القصر الحاكم تأثير على الحاكم أكثر من المجتمع بما في ذلك عهد محمد علي باشا إلى أن جاء عصر الخديوي إسماعيل فكان أول ظهور مجتمعي لسيدة مصر الأولى هي جشم آفت هانم زوجة إسماعيل الثالثة التي لها دور في تاريخ تعليم البنات في مصر، إذ أسست أول مدرسة لتعليم الفتيات سنة 1873 وهي المدرسة السيوفية.

الخديوي توفيق
الخديوي توفيق

جاء عهد الخديوي توفيق فتغير نظام نساء الحكم، فالخديوي توفيق على عكس سابقيه كانت له زوجة واحدة لقبها صاحبة السمو والعصمة حرم الخديوي وظل هذا اللقب موجودًا بدءًا من سنة 1879 وحتى عام 1914 ومن عام 1915 صار اللقب عظمة السلطانة ثم تغير سنة 1922 بلقب جلالة الملكة.

الخديوي توفيق وزوجته
الخديوي توفيق وزوجته

كانت أول من أخذت مكانة سيدة مصر الأولى هي أمينة إلهامي زوجة الخديوي توفيق لكن لم تكن لتصل لهذه المكانة إلا عن طريق كلدفان هانم والدة الخديوي وإحدى مستولدات الخديوي إسماعيل فهي لم تكن زوجة له وإنما إحدى المستولدات وأنجبت الخديوي توفيق فأخذت حظوة كبيرة فأقمت في سراى القبة وذلك عقب صدور الفرمان السلطانى بجعل ولاية مصر وراثية في أكبر أبنائه.

وصل الخديوي توفيق إلى الحكم ويرصد يونان لبيب رزق شكل حال سيدات سرايا عابدين فيقول «حريم الخديو إسماعيل قد أخذن في الاختفاء السريع خلال الشهور الأولى من عهد خلفه، فمن ناحية قام الخديو المخلوع بتسهيل مهمة ابنه في هذا الصدد عندما اصطحب معه إلى منفاه زوجاته، باستثناء والدة توفيق التي آثرت البقاء إلى جوار ابنها، وقام الأخير باستكمال المهمة بتزويج من يليق من المتبقيات من بنات الحريم ببعض رجال الحاشية».

بقيت والدة الخديوي توفيق هي المتحكمة في القصر دون تدخل في الشأن العام المصري حتى ماتت سنة 18 مارس سنة 1884 م ونعتها جريدة الأهرام بقولها «خضعت لحكم القضاء المبرم في الساعة الثالثة من بعد نصف الليل فانتقلت إلى جنة الخلد مودعة بالنفوس مشيعة بالقلوب الفقيدة المبرورة».

سيدة مصر الأولى .. أول زوجة لحاكم مصري احتكت بالشارع

بورتريه للخديوي توفيق و زوجته أمينة هانم إلهامي - القاهرة ١٨٨٠
بورتريه للخديوي توفيق و زوجته أمينة هانم إلهامي – القاهرة ١٨٨٠

 كانت البرنسيسة أمينة ابنة إلهامي باشا ابن عباس الأول زوجةً للخديوي توفيق وكان زواجها حدثًا كبيرًا فرح به الشعب خاصةً وأنها مشهورة بأنها طيبة وتحب أعمال الخير، وشيئًا فشيئًا ظهرت في المناسبات العامة التي يحضرها الخديوي توفيق أو يتغيب عنها.

إقرأ أيضا
عبدالله غيث ونور الشريف

فمثلاً حضرت أمينة إلهامي الاحتفال باستعراض الجيش الجديد يوم 31 مارس عام 1883 كذلك كافة عروض الأوبرا الخديوية، سواءًا كان الذي يقيمها بعض الفرق العربية أو الأوروبية مثل سارة برنار، كما حضرت الاحتفال بجبر الخليج في 6 أغسطس عام 1887 حيث سافرت من الإسكندرية إلى القاهرة خصيصًا لحضوره.

صورة للأميرة أم المحسنين
صورة للأميرة أم المحسنين

تسرد جريدة أهرام يوم 23 سبتمبر عام 1887 وصفًا للمراسم التي كانت تحضرها أمينة إلهامي فتقول «في نحو الساعة الثالثة بعد ظهر أمس بارحت حضرة صاحبة العصمة والسمو حرم الخديوى المعظم بمعيتها السنة سراي رأس التين العامرة فأطلقت المدافع معلنة بذلك وكانت محطة الثغر مزدانة برايات وفيها العدد العديد من حضرات حرم الذوات يتقدمن البرنسات الكريمات وحرم دولتلو الغازي مختار باشا ثم العدد الكثير من ذوات الثغر وكبار موظفيه وأعيانه وتجارة يتقدن الجميع عطوفتلو مصطفى فهمي باشا ناظر الداخلية والحربية فاستقبلوا حضرتها بمزيد الاحتفاء ثم ركبت القطار الخصوصي وأطلقت المدافع من طابية كوم الدكة وقدم ذلك الجمع لسموها وجبات الوداع فسار بها القطار على الطائر الميمون».

خبر وفاة زوجة الخديوي توفيق
خبر وفاة زوجة الخديوي توفيق

اشتهرت أمينة هانم إلهامي بحبها للفقراء  وأوقفت أموالها لهم فاشتهرت بلقب أم المحسنين واكتسبت شهرة واسعة وصلت إلى الباب العالي ففي يوم 21 يوليو سنة 1885 نشرت جريدة الأهرام بأن الحضرة العلية الشاهانية (السلطان العثماني) تكرمت بنيشان الشفقة المرصع الجيلي السامي على صاحبة الدولة والعصمة حرم محترم الجناب العالي، هذا الإحسان الجليل لابسة الملابس الرسمية ومتجلية بأنواع الجواهر المفتخرة وصحبتها صاحبة الدولة والعصمة قادين أفندم والدة جنتكمان إلهامي باشا وبعض من الفاميليا الفخام»، وفي 26 يونيو سنة 1931 م  نُعِيَت بهذه الجملة «ماتت أم المحسنين وغربت عن مصر.. طالما كانت أشعتها واسطة الحياة لكثيرين من الفقراء».

الكاتب

  • سيدة مصر الأولى وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان