همتك نعدل الكفة
2٬814   مشاهدة  

سيدي براني .. صوفي ليبي جاهد الفرنسيين وصار الأب الروحي لعمر المختار ضد الطليان

سيدي براني
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



عاد اسم سيدي براني مجددًا في النشرات الإخبارية والأخبار الصحفية بداية من 20 يونيو الماضي وحتى وقت كتابة التقرير، وذلك لقيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتفقد عناصر المنطقة الغربية العسكرية في منطقة سيدي براني بمرسى مطروح.

الكتب المتعلقة بأصول تسمية المدن تشير إلى أن اسم منطقة سيدي براني كان البمبة ثم تغير إلى التسمية اللاحقة له منذ بدايات القرن العشرين للصلة المباشرة بين الشيخ براني ومصر.

سيدي براني .. النشأة الإسلامية

صورة تعبيرية لـ سيدي براني
صورة تعبيرية لـ سيدي براني

سيدي براني هو أحد مشايخ الطريقة السنوسية في ليبيا واسمه البراني الساعدي حسن مفتاح عبد الحفيظ الزوي من بيت آل مفتاح والذي يعد أهم بيوت قبيلة أزوية، كذلك هو حفيد الولي الصالح سيدي حسن الزوي صاحب الضريح الشهير في أجدابيا القديمة، والذي يصنف من أشهر معالم أجدابيا المنطقة، أما والدته هي السيدة “مرضية بنت الطيب بو حمزة عكوش الجراري”.

اقرأ أيضًا 
مذكرات محمد علي باشا المجهولة ج 3: موقف مصر من ليبيا

ولد المجاهد البراني الساعدي في منطقة بوعفان جنوب شرق أجدابيا الليبية، في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وعندما بلغ سن العاشرة رأى والده أن يرسله مع أخيه صالح إلى منطقة “الجغبوب” والتي كانت تضم أعداد كثيرة من المدارس الدينية، والمعاهد، لكي يحفظ القرآن الكريم، ويدرس أصول الشريعة الأسلامية، واللغة العربية.

استطاع البراني بعد أن مكث فترة من الزمن في تلك المدارس أن يحفظ القرآن الكريم، وحصل على قدر وافر من العلوم الشرعية والفقهية، وبعد أن تخرج وحصل على إجازته.

أزمة الميناء

منطقة سيدي براني سنة 1945 م
منطقة سيدي براني سنة 1945 م

سافر الشيخ براني إلى مدينة العقبة ومنها للسلوم حتى مرسى مطروح واستقر فيها جزءًا من الزمن حيث تولى إمامة إحداى الزوايا السنوسية، والتي تسمى زاوية “الشيخ” ومكث بها عشرين سنة، وهي المنطقة المسماة باسمه في مصر “منطقة سيدي البراني”.

اكتسب الشيخ شعبية وذاع صيته حتى أصبح للشيخ براني نفوذًا وصل إلى درجة الحاكم والقاضي في منطقته، ومن ذلك يروى أن أحد اليونانين أراد أن يقيم ميناء بحري ولم يحصل على أي اذن من شيوخ الزوايا الآخرين، وذهب إلى الشيخ البراني ليستأذنه في الأمر، فوافق الشيخ البراني بشرط أن يستعين بالمقيمين بالمنطقة لتوفير فرصة عمل لهم، فوافق اليوناني، وأصر أن يتم تسمية الميناء باسم”ميناء سيدي البراني” كنوع من الشكر والتقدير للشيخ وشجاعته في إتخاذ القرار وإدراكه الثقافي والاقتصادي.

لم يتم أمر منطقة الميناء على خير فعندما علم السيد المهدي السنوسي شيخ السنوسية قام بنقل الشيخ البراني إلى منطقة “الحمادة الحمراء” غرب ليبيا، كنوع من العقوبة أو النفي، ومكث هناك أكثر من سنتين درس فيهم القرآن الكريم في إحدى زوايا منطقة الحمادة، وبعد ذلك أرسل له السيد المهدي طالبًا منه الذهاب إلى تشاد، وكان ذلك تلبية لطلب بعض سلاطين تلك المناطق بتشاد، لتزويدهم بشيخ يعلم الناس أصول الدين الإسلامي، ويفصل بينهم، بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع القضايا المدنية والأموال والأحوال الشخصية.

جهوده في مواجهة المحتل الفرنسي

مقاتل تشادي ضد الفرنسيين
مقاتل تشادي ضد الفرنسيين

بعد أن وضع المستعمر الفرنسي أول قدم له فوق تراب تشاد عام 1890 م كان الشيخ البراني أول المنضمين إلى مجموعة المجاهدين الليبيين الموجودين هناك، وكان صاحب دور إيجابي إذ استخدم خبرته كرجل دين وشيخ زاوية في تكوين دور خاص به في تشاد على غرار الزوايا السنوسية وعرفت بدور “سيدي براني” خاضت تلك الدور العديد من المعارك الناجحة ضد قوات الإحتلال الفرنسي، وكبدتهم الكثير من الخسائر التي أجبرت القادة الفرنسيين على إرسال العديد من الرسائل إلى سيدي براني من أجل استمالته في صفوفهم والتعاون معهم، في مقابل مكاسب مادية أو نيل المناصب، لكن الشيخ البراني لم يلتفت لتلك المراسلات قط، واستمر في جهاده ضد المستعمر الفرنسي، وكبده الكثير والكثير من الخسائر، وقام باصطحاب ابنه محمد  للجهاد معه.

إقرأ أيضا
إضراب الحانوتية

استشهاده وتأثر عمر المختار به

صورة تعبيرية لـ سيدي براني - عمر المختار
صورة تعبيرية لـ سيدي براني – عمر المختار

بعد أن أمضى سيدي برانى في ميادين الجهاد العديد من السنوات يقاتل المحتل الفرنسي ويدافع عن الإسلام في هذه البقعة من القارة السمراء،  استشهد سيدي برانى في معركة كلك عام 1907  ورغم أن بعض رفاقه نصحوه بأن يبقى في مؤخرة الجيش نظرًا لخوفهم عليه كون أنه قائد الدور وإن استشهد فإن المجاهدين ستتفرق كلمتهم، لكنه أصر على قيادة المجاهدين بنفسه.

المجاهدين الليبيين
المجاهدين الليبيين

 كما أن معركة كلك كانت من أشد المعارك على المجاهدين الليبيين والتشاديين نظرًا لأن القيادة الفرنسية حشدت فيها قوة ضخمة من الجيش الفرنسي المزود بأحدث الأسلحة، واندلعت المواجهة التي استشهد فيها سيدي براني.

تذكر بعض الروايات التاريخية أن سيدي برانى قام بربط رجله أي تعقيلها ليكون تصرفه أمر شائع عند المجاهدين الليبيين وهو ما اشتهر به جنود عمر المختار في الجهاد ضد الإيطاليين.

الكاتب

  • سيدي براني وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
1
أعجبني
5
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان