سيد درويش في “على قد الليل ما يطوّل”.. الأغنية اللي خدشت حياء الإذاعة

لحن على فكرة بقى هي “شفتي بتاكلني أنا في عرضك” مش ” مهجتي في إيديكي أنا في عرضك”  وكمان هي “خليها تسلم على خدك” مش “خليها يا روحي أمانة عندك“، دي الكلمات الأصلية اللي كتبها بديع خيري في اغنية على قد الليل ما يطوّل اللي لحنها سيد درويش وغناها ضمن أوبريت العشرة الطيبة اللي اتعرض سنة 1920.

سنة 1920 تحديدا في يوم الخميس 11 مارس كانت فرقة كازينو دي باريس تحت إشراف عزيز عيد بتقدم لأول مرة، أوبريت العشرة الطيبة، من تأليف محمد بك تيمور والاغاني كلمات بديع خيري والألحان طبعا لسيد درويش، وتحت إشراف وإخراج عزيز عيد وبطولة مين بقى ” نجيب الريحاني ونظلة ميزراحي واستيفان روستي وحسين رياض وروز اليوسف وسراج منير وعبدالوارث عسر وعباس فارس وحسين رياض وزكي مراد ” ده أبو ليلى مراد ومنير مراد”.

وقتها فرقة كازينو دي باريس هي الاسم الأول لفرقة نجيب الريحاني، المهم الأوبريت أصلا كان مكتوب لنصرة الفلاح المصري ضد الأنزحة والأنعرة التركية والشركسية وكتب الأغاني كان فيها مكتوب بالتركي في منتهي السخرية والتريقة على الأتراك، لكن نيجي للأغنية اللي إحنا بنتكلم عنها دلوقتي اللى هي “على قد الليل ما يطول”.

الاغنية دي اتغنت بصوت سيد درويش وصوت حياة صبري، طب سيد درويش طبعا وغني عن التعريف لكن مين هي حياة صبري دي بقى، دي يا سيدي تلميذة سيد درويش الأهم والأنجب، اتقابلوا في صالة في عماد الدين والكلام ده سنة 1918 ولما سمعها عجبه صوتها جدا لدرجة أنه قرر انه يتبناها فنيا ومش كدة وبس لا ده كان بياخدها في ايه في أي مسرحية واي دويتو كانت هي اللي بتغنيه معاه على المسرح.

مش بس كدة لما جت شركة أوديون علشان تسجل أغاني الشيخ سيد درويش بصوته وطلبوا منه إن اللي تشاركه الغنا تكون منيرة المهدية أو فتحية أحمد أو حتى نعيمة المصرية لأنهم أكتر شهرة من حياة صبري لكن ابدا الشيخ سيد درويش دخل خناقة طويلة عريضة وانتصر في الأخر واللي غنت معاه هي حياة صبري.

سنة 1923 مات الشيخ سيد درويش، وهنا انكسرت حرفيا حياة صبري، انكسرت لدرجة إنها على ما فاقت من حزنها على سيد درويش كانت منيرةة المهدية قفلت أي سكة قدمها علشان ترجع نجمة تاني، وفضلت تشتغل على الضيق كدة، حتى السينما ما دخلتهاش حياة صبري إلا متأخر أوي جدا، دخلتها سنة 1951 لما طلعت في دور في فيلم انا بنت ناس وبس.

سنة 1956 بتقرر حياة صبري انها تختفي عن الناس كلها وتبتعد عن الفن وده برضوا كان بسبب الموت، المرة دي مش موت فنان دي استشهاد أبنها في العدوان الثلاثي سنة 1956، وتختفي حياة صبري عن العالم لحد وفاتها

طيب نرجع بقى لمشكلة تغيير الكلمات في الأغنية، الإذاعة المصرية في بداية الخمسينات وعلى ايد سيد مصطفى طبعا ” ممكن تقرا أكتر عن سيد مصطفى هنا” طلعوا تراث سيد درويش وابتدوا يحولوه لصور غنائية، لكن هنا بتيجي المشكلة الإذاعة برضوا محافظة شوية فمينفعش في كلام وتعبيرات تتقال كدة جهارا نهارا في الإذاعة فيقرروا أنهم يلعبوا شوية في الكلمات يشيلوا يبدلوا يغيروا وكدة يعني.

إقرأ أيضا

تسليم أهالي…إلى متى يخجل الناس من التعبير عن نقص الاحتياجات؟

ولما جه السيد بدير علشان يخرج أوبريت العشرة الطيبة ويحوله لصورة غنائية في الإذاعة بصوت كارم محمود وشهرزاد وأحلام وسيد مصطفى وغيرهم كان لازم تتغير جملة ” شفتي بتاكلني أنا في عرضك خليها تسلم على خدك” وفعلا تتغير الجملة علشان تبقى ” مهجتي في إيديكي أنا في عرضك خليها يا روحي أمانة عندك” وتطلع الصورة، بس بصراحة بقى النسخة الأولانية بتاعة “شفتي” أحلى من نسخة مهجتي بكتير بقى.