رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
982   مشاهدة  

سيد مكاوي..شيخ الملحنين الذي احتمى بعوده

سيد مكاوي


ولد سيد مكاوي في أسرة فقيرة، بحي”سوق الأثنين”، وبدأ قراءة القرآن الكريم في سن مبكرة ليعول أسرته، لكن الأخوين الأثرياء، “محمود”و “إسماعيل” رأفت، اكتشفا موهبة “مكاوي” الموسيقية.

قبل المشهد الشهير في فيلم “الكيت كات”، كان الشيخ سيد مكاوي قد وحسبما حكى الناقد الفني طارق الشناوي، أن الفنان الراحل سيد مكاوي قاد سيارة من حي المنيل إلى الحسين، بمساعد أحد أصدقائه، لمدة أكثر من نصف ساعة، وعندما وصل إلى المقهى لمحه منادي السيارات وصاح “الشيخ سيد رجعله نظره”، والتف الناس حوله.

سيد مكاوي

عندما كان يتردد أمام الشيخ سيد مكاوي أن هناك جراحة تجرى في أسبانيا تعيد البصر للمكفوفين، كان يضحك ويقول:”إنتوا عاوزين أشوف الدنيا، مش كفاية اللي إنتوا شايفنه”.

ويكشف  زين نصار النقد بمعهد الموسيقى للـ”الميزان”،  أن محمود وإسماعيل رأفت كان لديهما مكتبة موسيقية ضخمة، تضم 5 آلاف إسطوانة تضم غالبية التراث الموسيقى بداية من القرن الـ19 إلى أزمان قريبة، وبعد أن استمعا لـ”مكاوي” أحبوه، وعطفا عليه، وقرروا ضمهم إليه، وأهداه “محمود” عود كهدية، وأتاحوا له فرصة الاستماع إلى الـ5 آلاف إسطوانة.

سيد مكاوي

وفي لقاء جمع بين “مكاوي” و “نصار”، قال الموسيقار الراحل، أنه بعدما أتقن العزف على آلة العود، كان يستمع إلى الألحان من خلال هذه الأسطوانات، ويمسك بالعود، ويبدأ في ضبط الألحان عليه، ويكرر هذه الحالة إلى أن يضبط اللحن الموسيقي من خلال أذنه تمامًا.

ويؤكد “نصار”  على أن ما أهل “مكاوي” لأن يكون له تأثير الفني الكبير على الموسيقى، هو دراسته للتراث الفني والموسيقي من خلال هذه الأسطوانات، وابتكاره للطرق الخاصة التي تتوافق مع قدراته الخاصة في تعلم الموسيقى.

و كان سيد مكاوي حريصًا على أن يصعد لخشبة المسرح في حفلاته وهو ممسكًا لعوده، خشية من أن يدبر له أحد مكيدة، بحجة أنه “كفيف”، ويجد نفسه في مأزق، ومن هنا لم يتخلى عن عوده الموسيقي، في جميع حفلاته.

لم يبدأ سيد مكاوي التلحين إلا عام 1951 وبدأ بـ”يامصر بروحي أفديكي” من كلمات المخرج أحمد بدرخان، ثم لحن “حكايتنا إحنا الأثنين” للفنانة ليلى مراد، ثم “لو بتحبني” لفايزة أحمد، و”أسأل مره على” لعبد المطلب، إلى أن وصل عدد ألحانه لألف وخمسمائة لحن لمطربين ومطربات كثيرين.

كان الشيخ “مكاوي” يشبه علاقته بالشاعر الراحل صلاح جاهين بـ”العسل والطحينة”، بعد أن التقيا سويًا في الإذاعة المصرية، وقدما أشهر ما قدموه “الليلة الكبيرة”  التي تعد من أعظم الأعمال التي قدمت للجمهور.

بعد أن أسندت كوكب الشرق أم كلثوم تلحين أغنية “أنساك” للشيخ زكريا أحمد، لم يسعفه القدر ورحل، فاتفقت مع “مكاوي” على تلحينها، لكنه ارتكب خطأ لا تغفره “أم كلثوم” وهي أن يعرف أي شخص الألحان التي تجهزها، فكانت لا تسامح في إذاعة سر أعمالها.

إقرأ أيضا
تريند مندوب التوصيل

فبعد أن انتهتى “مكاوي” من لحن الأغنية  انتشرت مقاطعها بين الأصدقاء، وهنا اكتشفت كوكب الشرق، أنها آخر من يعلم، ومن يسمع، فأسندت لحن الأغنية للملحن بليغ حمدي.

وعادت إليه فيما بعد ليلحن لها أغنية “يامسهرني”، وقدمت أم كلثوم في واقعة للمرة الأولى ملحن أغنيتها للجمهور، وأهدى لها الشيخ سيد مصحفًا، واتفقت معه بعد ذلك على لحن أغنية “أوقاتي بتحلو” لعبد الوهاب محمد،لكن القدر لم يسعفها لغنائيها، ورحلت.

سيد مكاوي

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان