سينجلات شهر فبراير الجزء الأخير .. قائمة أفضل الأغاني .
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
على مدار تقريرين سابقين تناولنا بالتحليل والتقييم الفني أهم ما صدر من أغنيات منفردة “سينجلات” في شهر فبراير.
في الجزء الأخير من التقرير ننشر قائمة أفضل أربع أغنيات صدرت خلال الشهر المنقضي، مع الوضع في الاعتبار أن قائمة الأفضل قد لا تكون بالضرورة الأكثر استماعًا أو تحميلًا على منصات نشر الموسيقى المتعددة.
أقرأ أيضًا … سينجلات شهر فبراير … في عيد الحب كثير من الرومانسية قليل من الإبداع
يا مستعجل فراقي “محمد ثروت”
أدرك جيل الوسط الغنائي متأخرًا أنه لا مفر من العودة والنزول إلي ساحة الغناء مجددًا، ساعدهم على ذلك السوق الغنائي الذي بدأ يتحرك قليلًا بعد سنوات من الركود الفني، مثلت يا مستعجل فراقي عودة حميدة للمطرب محمد ثروت الذي بدأ حياته في كنف الموسيقار محمد عبد الوهاب لكنه لم يصمد أمام التجارب الموسيقية الجديدة في وقت كان يرمز إلي تيارات كلاسيكية وحقبة زمنية بدأ الجمهور بلفظها، حاول ثروت استيعاب تلك الموجة الجديدة لكنه لم يصمد أمامها كثيرًا وحصر نفسه في الأعمال الوطنية المسلوقة برعاية نظام مبارك فظلم موهبته جدًا، ولم يتبقى من رصيده الفني سوي عدة أغنيات للأطفال صنعها مع بطل الموجة الموسيقية الجديدة “هاني شنودة”.
يا مستعجل فراقي درس في الأداء التطريبي الرصين والإحساس بكل جملة موسيقية لكل المطربين بلا استثناء، لحن جيد من محمد رحيم على مقام الكرد وعلى الرغم من عدم وجود نقلات مقامية فيه لكنه بني اللحن بشكل جيد بجمل متجددة ورشيقة تعلق في أذن المستمع بسهولة، وأكاد أتخيل صوت رحيم في أداء محمد ثروت حيث يحمل اللحن بصمته المميزة.
المفاجأة في الكلمات التي كتبها الشاعر تامر حسين والذي نلحظ تطور كبير في تكنيك كتاباته على عكس أسلوبه في البدايات وأن كان ينقصه تجديد وتنويع أفكار موضوعاته قليلًا، نقطة الضعف الوحيدة في الأغنية هي التوزيع الموسيقي الذي وضعه رحيم حيث أن قماشه اللحن كان تتسع لمزيد من الخطوط الهارمونية الموازية أكثر مما سمعناه، وأن كان تميز في صولو الإلكتريك جيتار الذي أنهى به الأغنية.
في النهاية يحسب للملحن محمد رحيم قدرته على التعامل مع كافة الأجيال الغنائية، وتواصله معهم بمنطقه الخاص وأفكاره كملحن وفي نفس الوقت كان على قدر كبير من المسئولية الفنية تجاه تلك الأصوات المهمة.
أنت في دمي “محمد محي”
الأغنية من ضمن ألبوم محي “بتاع زمان” وصدرت بالتزامن مع عيد الحب، جاءت الكلمات التي كتبها الشاعر أيمن بهجت قمر كأقل عناصر الأغنية من حيث المفردات الكلاسيكية التي نحتت كثيرًا في الأغاني الرومانسية لكن يحسب له قدرته على منحها عدة تأويلات فقد تصلح للحبيبة أو للأم أو للأب.
اختار الملحن وليد سعد مقام الكرد بجمل لحنية متماهية مع شاعرية الكلمات بترابط شديد وقفلات مميزة، إحساس محي طاغي جدًا أعطى قوة مضافة إلي اللحن، بطل تلك الأغنية هو التوزيع الموسيقي للموزع فهد.
استطاع فهد وضع بصمته على اللحن ببناء هارموني شديد القوة، استنفر المستمع في البداية باستخدام Reverse Effect حتى ظبط الصوت ليبدأ البيانو بجمل غير مستنسخة من اللحن الأصلي وزخم هارموني من الوتريات التي تتصاعد حتى الذروة لتسلم الجيتار الكلاسيكي الدفة ويبدأ الغناء، ثم التنويع في الفاصل الموسيقي باستخدام الجيتار الكلاسيكي بدلًا من بيانو المقدمة بالتناوب مع الوتريات القوية جدًا.
ولسه “رامي جمال”
يحسب للمطرب رامي جمال انتقاؤه الجيد لموضوعات أغانية، الأغنية كتبها الشاعر جمال الخولي الذي يصنع ثنائية مدهشة معه ويجنح في موضوعاته إلي تفكيك العلاقات العاطفية بشكل جديد ومختلف، لحن رامي جمال واحد من اقوى وأحلي الألحان التي أنتجت منذ زمن بعيد، على الرغم من عدم وجود نقلات مقامية فيه إلا أنه استطاع التنويع في أفكار اللحن ببناء محكم وتقطيعات مميزة جدًا، وسينيو قوي جدًا، وعلى الرغم من محدودية صوته إلا أنه أدى اللحن بإحساس عالي جدًا.
اشترك في التوزيع أحمد إبراهيم “كومبو” وسعيد كمال “كتابة وتريات” البداية من محاورة قصيرة بين الكمان والجيتار، ثم يبدأ زحف الوتريات التي تدفقت بسهولة مع جمل اللحن المتنوع فتهدأ معه وتنفعل معه مضيفة قوة و دسامة على الأغنية، وكان لها دور البطولة في الفاصل الموسيقي مع اّلة الناي التي كان استخدامها أكثر من رائع لأضفاء مزيد من الشجن والحزن على الأغنية مع إيقاع المقسوم، واحدة من الأغاني التي قاربت عناصرها على الكمال الفني.
في ناس “حمزة نمرة”
يعطي حمزة نمرة درسًا جيدًا في التسويق لأغانيه حيث فضل أن تصدر تلك الأغنية متأخرة نسبيًا كي يعيد لفت نظر المستمع إلى الألبوم من جديد.
حمزة قرر أن يحتمي بالتجارب التي أثرت في تكوين تجربته الغنائية، وأعاد تذكيرنا بطعم ألحان الراحل “أحمد منيب” مع إيقاع نوبي و فاصل موسيقي من روح السلم الخماسي يتزاوج فيه العود مع الكولة في تناغم بديع جدًا، الكلمات أسست للفكرة جيدًا دون لطميات مبالغ فيها، اشترك في كتابتها ثلاثة شعراء لأول مرة في أغنية “محمد هشام رجب وسامي علي ورامي علي” والأخير هو من وضع لحن الأغنية مع توزيع المتألق في الألبوم كريم عبد الوهاب.
تماهت تلك الاغنية مع فكرة الألبوم ككل “مولود سنة 80” أغنية قادمة من الثمانينات من ناحية الأفكار الموسيقية، كانت مسك الختام لأهم ألبوم غنائي صدر في الفترة الأخيرة.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال