سينجلات شهر فبراير الجزء الثاني .. في عيد الحب كثير من الرومانسية قليل من الإبداع
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
قد يظن البعض أن الأغاني الرومانسية كتابتها أسهل ما يكون ولا تتطلب مجهودًا ضخمًا عكس الأغاني الدرامية أو الفلسفية، لكن كتابة أغنية رومانسية صعوبتها مثل صعوبة كتابة أغنية وطنية تمامًا، حيث تبدو المهمة صعبة في معالجة الموضوع من زاوية مختلفة ومفردات وتراكيب جديدة، خصوصًا أن المواضيع الرومانسية هي الأكثر انتشارًا بين موضوعات الأغاني، وكتبت فيها الآلاف الأغنيات من قبل بل نستطيع أن نقول أن هناك أغنيات أغلقت باب الرومانسية خلفها فلم يعد هناك جديد يذكر بل مفردات يعاد تدويرها من جديد تقريبًا في كل الأغاني الرومانسية الصادرة حديثا.
في عيد الحب وكعادة المطربين يحتفون بتلك المناسبة بإصدار العديد من الأغنيات، جاءت أغلبها بجرعات مكثفة من الرومانسية لكن في إطار تقليدي سمعناه من قبل، وأن كان الجمهور لم يعد ينتظر أغاني تحرك مشاعره في حين أن أغلب من يتعاطون مع أغاني عيد الحب قد تحركت مشاعرهم بالفعل.
أقرأ أيضًا … خارج ترشيحاتك بمناسبة الفلانتين …. سبع أغنيات رومانسية منسية .
“ما بتكبريش” رامي جمال.
. رغم أن الأغنية ضمن ألبوم رامي جمال الجديد إلا أنها صدرت بالتزامن مع عيد الحب، عنوان الأغنية لا علاقة له ببقيه الكلمات ، في المطلع يبدو رأمي جمال وكأنه يمارس تنويمًا للمحبوب بذكر أنه لا يكبر ولا يشيخ رغم أن قمة الرومانسية أن تظل تعشق المحبوب مهما تغيرت ملامحه بفعل الزمن، وهذا يفسر بقاء أغنية مثل “كل ما تكبر تحلى ” كاظم الساهر مثلًا.
المعالجة ساذجة جدًا من الشاعر أحمد المالكي حيث توجد شطرات يتضاد فيها المعنى فيقول “حليتي عمري وجالي من بدايته” ثم يقول خليتي قلبي يعيش ويلحق اللي فايته” ، في المقطع الثاني لم أفهم ماذا كان يقصد بأيديكي ياما اتحملت غير أنه تورط في القافية ليس أكثر، لكن بالطبع الغالبية لن تدقق وتمحص في الكلمات طالما ادخلته الموسيقى في أجواء رومانسية.
لحن تقليدي جدًا من الملحن السعودي سهم ناسب جو الكلمات الرومانسية، وزع الأغنية نادر حمدي الذي بني موسيقاها بالكامل على ثيمة مقتبسة من لحن عالمي حيث جعلها المقدمة والفاصل الموسيقي، الغريب أن نفس الجملة قد سبق وأن اقتبسها حميد الشاعري من قبل في أغنية “الفستان الأسود“.
“بحبك” احمد جمال.
اختار الشاعر نور الدين محمد كلمة “بحبك” كمطلع لأغنية رومانسية! ونعم التجديد، اختيار سهل تستطيع أن تبني عليه أغنية دون أن تبذل أي مجهود في نحت مفردات أو صور جديدة.
بني احمد جمال اللحن بشكل جيد جدًا رغم قلة نقلاته وأداه بإحساس عالي، التوزيع أخذ شكل اغاني ال Pop Ballad ونفذه بشكل أكثر من رائع الموزع محمد العشي، بدأه بمقدمة بسيطة من الوتريات الصاعدة لفتت الإنتباه حتي دخول الساكسفون الذي يحتل الخط الأمامي للموسيقي يصاحبه في الخلفية بيانو و جيتار أكواستيك وهارموني وتريات قوي جدًا، وأعطى براح لعازف الساكسفون في وضع حلياته في الفاصل الموسيقي فلم يكرر نفس صولو المقدمة بحذافيره، أهم ما يميز العشي هو أنه يقوم بدوره كموزع على أكمل وجه فأغلب توزيعاته دسمة جدًا يجيد أختيار الإيقاعات وقادر على بناء خطوط موازية تتألف مع جملة اللحن الرئيسية.
“أهلا بيك” محمد محسن.
مطلع الأغنية جيد جدًا من الشاعرة نور عبد الله نجحت في أن تبروز لفظ “أهلا بيك” في مكانه الصحيح، بقية المقاطع جاءت بمعالجة تقليدية جدًا.
اللحن بسيط جدًا من محمد النادي أحلي ما فيه قفلات الجمل، توزيع جيد من الموزع يحيي يوسف أعطي مساحة لصوت محمد محسن بتخفيف الهارموني أثناء الغناء بإستثناء السينو، الفاصل الموسيقي كان رائع غير مستنسخ من جملة اللحن، تبقى المشكلة الوحيدة في خامة صوت محمد محسن الفلات والتي تعطيك إحساس واحد لا يختلف مع أي أغنية.
“حبيتو” سامو زين.
في بداياته الفنية أجاد سامو زين التقاط أغاني رومانسية كونت علاقة وطيدة بينها وبين الجمهور مثل “أنا عارفك” و”قربي ليا” لكنه بعد تلك المرحلة دخل في نفق مظلم من اختيارات ضعيفة المستوى وبدلا من الأهتمام بتطوير نفسه تفرغ لإثارة الجدل تارة بإخراج كليباته بنفسه أو صنع أغنية مهرجانات أو القيام بدور بلطجي في مسلسل.
هناك مثل إنجليزي شهير يقول “صاحب الصنائع السبع لا يجيد أي صنعة” وهو ما يمكن تطبيقه على أكرم عادل الذي كتب ولحن ووزع وسجل الأغنية.
أغنية أقل من العادية في الكلمات السطحية تخلو من أي أبداع يذكر، جملة لحن البداية تشبه أغاني الأطفال التعليمية ينقصه فقط Nursery Rhythm بدلا من البيانو، ثم تبعه بكارثة أكبر بعدم ظبط الميكس بين المقدمة وبين السينو وتداخلت الأصوات ناهيك عن التغير في طبقات صوت سامو زين بشكل غير منظم بين المقاطع، حاول سامو زين إضفاء بعض الحليات على جملة اللحن في جزء “أنا حبيتو” فلم تسعفه أمكانيات صوته، الفاصل الموسيقي يصلح لأن يكون مقدمة نشرة أخبار وليس أغنية رومانسية.
“يا روحي” احمد بتشان.
يحسب للمطرب أحمد بتشان اجتهاده الفني ومحاولة تنويع أغانية وعدم حصرها في قالب واحد، بالإضافة إلي امتلاكه خامة صوت جيدة وإحساس عالي في الأداء.
يا روحي معالجة تقليدية جدًا من الشاعر أمير طعيمة لم تأتي بجديد مع لحن ضعيف جدًا من أحمد زعيم، كل هذا مغلف بإيقاع المقسوم من الموزع توما الذي يبدو أنه لا يعرف إيقاع غيره مع فاصل موسيقي من الأوكورديون الاّلة المفضلة له، أغنية تنتمي إلى تسعينات القرن الماضي.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال