سينجلات صيف عام 2021 … غزل رومانسي أم تحرش جماعي … الجزء الثاني
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عندما هاجمت نقابة المهن الموسيقية مطربي المهرجانات، حاولت أن تطهر نفسها أمام المجتمع ومنافقته، مبررة دوافعها أنها تحافظ على الذوق العام وأن أغاني المهرجانات تعج بالكلمات والمفردات البذيئة التي تخدش حياء المجتمع.
في نفس الوقت تغض النقابة الطرف عن أغاني نجوم الوسط الغنائي وخاصة سينجلات صيف عام 2021 التي لا تعج بالمفردات التي تندرج تحت بند التحرش اللفظي بالمرأة بل أن سيادة النقيب نفسه “هاني شاكر” صنع أغنية “لو سمحتوا” التي لا تختلف كثيرًا عنهم، وهنا نأكد على نقطة هامة جدًا هي أننا لسنا مع الرقابة على الفنون بأي شكل من .الأشكال لكننا أيضًا نرفض وبشدة سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها النقابة
في تقرير سابق تناولنا بعض الأغاني المنفردة من سينجلات صيف عام 2021 التي صدرت في صيف هذا العام ونواصل في هذا التقرير رصد أغاني أخري قصدنا أن نجمعها في تقرير واحد حيث أنها لم تكن أغاني بقدر ما كانت حفلة تحرش جماعي من المطربين.
اقرأ أيضًا
سينجلات صيف عام 2021 … اّفة حارتنا النحت و الاستسهال .. الجزء الأول
طلقة “إيهاب توفيق”
من كهف التسعينات يخرج علينا الدكتور إيهاب توفيق بأغنية تندرج تحت بند التهريج الفني، لوك مضحك وعبثي جدًا على غلاف الأغنية، لا يقل عبثية عن كلمات “أحمد عبد النبي” التي اختار عنوان لها “طلقة” تلك الكلمة التي تصنف على أنها تحرش لفظي مباشر.
اختار الملحن تيام على مقام الكرد ليصنع لنا لحنًا مستهلكًا سمعناه مئات المرات من قبل لا تشدك أي جملة فيه، توزيع محمد شفيق بسيط يعتمد على إيقاع المقسوم كخط رئيسي للموسيقى مع أصوات من الكي بورد تحاكي أصوات أغاني المهرجانات.
أغنية طلقة تأتي ضمن سلسلة من الاختيارات الفاشلة التي يقدم عليها إيهاب توفيق منذ فترة، تلك الاختيارات التي تظهره وكأنه بلا أي خبرة تذكر، وبرغم الفشل المتلاحق لم يقف ولم لمرة ليضع يده على موضع الخلل، وبالطبع هو يتحمل المسئولية كاملة ومعه إدارة أعماله التي غيبت عقله واستغلت طيبته وسذاجته في إقناعه بأنه يحصد نجاح وهمي وأنه يسير على الطريق الصحيح، لكن يبدو أنه مصر على عدم احترام تاريخه.
مش عادية “هيثم شاكر”
أحد آفات الوسط الغنائي هو تقليد المطربين الشكل الغنائي السائد “المينستريم” حتى لو لم يتفق مع تجاربهم الغنائية، فتجد المطرب يتحدث مع الصناع أنه يريد أغنية تشبه الأغنية الفلانية، وبما أننا أمام صناع يبحثوا عن الكم لا الكيف لن تجد أي اعتراض فكل شئ جاهز ومعلب تحول الوسط الغنائي فيما يشبه السوبر ماركت الكبير المكدس ببضاعة رخيصة مقلدة.
من أول دخول هيثم شاكر للغناء لن تتعرف على نبرة صوته المميزة، الشاعر أحمد راؤول يواصل نحت أفكار “عزيز الشافعي” النجم الحالي للأغاني ال Hit باستخدام نفس الأفكار في المبالغة في وصف المحبوب بصياغة مشابهة نفس التقطيعات القصيرة واللعب على الجناس اللفظي لبعض الكلمات،مع إصراره على بعض التشبيهات العجيبة و المريبة أحيانًا “دي اللي كلمة منها بتجيب لي انهيار” “عينها واخدة في الرماية 100 نيشان” على شاكلة “دي جمالها يجيب صداع” في أغنيته “اختراع” التي صنعها لتامر حسني والعسيلي.
لحن أحمد زعيم خفيف بلا أفكار مختلفة على مقام النهاوند، به بعض الجمل التي تخطف أذن المستمع ، تظهر بصمة الموزع “وسام عبد المنعم” تقريبًا نفس الكومبو المستخدم في أغلب توزيعاته، مع حضور قوي للحليات المصاحبة للإيقاع من جيتار وكي بورد.
فستان الحلوة “فضل شاكر”
فكرة أغنية فستان الحلوة تصنف تحت بند البذاءة والإسفاف الفني، لشخص أغراه فستان فتاة بالتحرش بها ومحاولة شقطها ” فستان الحلوة بيغريني وقوامها مدوخني يا عيني وريني جمالك وريني وريني الحلاوة” السهرة حا تحلى وصباحى الناس حا تغمض وأنا صاحى وأخدِك ف إيديا ف مرواحى وتزيد الغلاوة”.
وهنا نسأل الشاعر تامر حسين،هل استمعت إلى أغنية “بعتلي نظرة” لأنغام؟ هل لاحظت كيف بني الشاعر بهاء الدين محمد فكرته بتسلسل درامي وتفاصيل مدهشة جعلت المستمع يشعر وكأنه موجود في تلك السهرة والأهم من كل ذلك هو الإعجاب المتبادل بين الطرفين مما ينفي وجود تحرش.
الملحن عزيز الشافعي يجيد التقاط الجمل اللحنية التي تعلق بسهولة في أذن المستمع، اللحن من فكرة واحدة على مقام الكرد، وتشعر بأنه قام بتجميعه من ألحان سابقة مثل “قدام مرايتها” و”أماكن السهر ” و”سهران” التي تشابه الفاصل الموسيقي مع “فستان الحلوة” الموزع أحمد عادل يجيد في الأغاني المقسوم حيث يعطيها قوة وزخم أكثر من أي موزع حالي.
صوت فضل شاكر بالطبع قادر على تحويل أي أغنيه مهما كانت ردائتها إلى أغنية عظيمة، لكن إلي متى سيظل صوته قادرًا على تحويل التراب إلى ذهبًا.
أنتي عجباني “أحمد جمال”
رغم تقليدية الفكرة والمفردات المستخدمة إلا أنها الصياغة بسيطة و متماسكة جدًا وابتعدت عن المفردات الغريبة أو المستفزة،لحن أحمد العتباني متماسك ولطيف مبني على فكرتين واحدة في المقدمة والأخرى في السينيو على مقام النهاوند،الموزع محمد شفيق تخلى عن إيقاع المقسوم ليضع اللحن في قالب خليط ما بين اللاتين والبوب، باختيار جيد في جملة الفاصل الموسيقي.
تظل هناك حلقة مفقودة في صوت أحمد جمال، فرغم أنه يغني بشكل جيد وسليم لكنه يظل صوت حيادي يغني بلا روح
لو سمحتوا “هاني شاكر”.
فكرة بسيطة بكلمات قليلة جدًا تتغزل في محبوب خيالي لا يمتلك صفات البشر وهو تمثل تيار جديد ابتدعه الثنائي الأشهر حاليًا “تامر حسين” والملحن” عزيز الشافعي”، الكلمات قليلة جدًا بصياغة ضعيفة المستوى من تامر حسين خصوصًا في المقطع الأخير الذي يبدو أنه كتب باستعجال، اللحن بسيط على مقام الكرد المفضل للشافعي هذه الأيام، توزيع جلال الحمداوي اعتمد على قوة الإيقاع ومؤثراته الصوتية مع الكي بورد.
محاولة جديدة من هاني شاكر مغازلة الجمهور بلوك جديد وأغنية لا تناسب سنه ولن أقول مشواره الغنائي، فهو غير مقتنع أن مسيرته توقفت منذ التسعينات وكل ما يفعله الآن هو محاولة إرضاء شغفه بالغناء حتى لو بأغاني تافهة لا تليق بمن يجلس على مقعد نقيب الموسيقيين.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال