شبهات تاريخية في قصة الإمام الحسين وكربلاء “هل كان الصراع سياسيًا على السلطة ؟”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تتجدد الرؤى كل عام مع قصة الإمام الحسين وكربلاء بشكلٍ دينيٍ تارة وبشكلٍ تاريخي تارة أخرى، لكن الأمر الوحيد الذي تم الاتفاق عليه أن قصة قتل آل البيت غيرت التاريخ الإسلامي والأيدولوجية الدينية حتى الآن.
هل الحسين بن علي كان مع مبدأ الحل العسكري ؟
أول الشبهات في قصة الإمام الحسين وكربلاء تأتي من تبني الأيدلوجية السلفية خط الدفاع عن يزيد بن أبي سفيان باعتباره صاحب الشرعية والحق، ولولا إصرار الحسين بن علي على المواجهة العسكرية من أجل الكرسي لما كان ليزيد أن يقتلهم.
اقرأ أيضًا
لأنه في تركيا “أشياء لم يستطع محمد ناصر أن يقولها عن تاريخ مسجد الإمام الحسين”
لكن وجهة النظر هذه فيها كثير من العبث مع الحقائق التاريخية، إذ أن ذهاب الحسين بن علي بصحبة النساء والأطفال والرضع له دلالة أنه لم يأتي من أجل قتال، ولم يكن الحسين بن علي مخيرًا بين البيعة ليزيد أو قتاله، فالذين خرجوا مع الإمام الحسين 123 شخص 61 امرأة وفتاة و62 من الذكور بين رجال وأطفال وموالي؛ ولم يكونوا في عتاد الحرب ولو كان معهم سيوف.
هل كان الحسين بن علي طالبًا للسلطة ؟
في الأساس فإن يزيد بن معاوية تولى الخلافة في مخالفة صريح لكافة بنود صلح عام الجماعة التي كانت تنص على أن الخلافة من بعد معاوية تعود إلى آل علي بن أبي طالب، ولم يبايع الحسين يزيد لكنه لم يحرض عليه.
اقرأ أيضًا
المشاركون في “معركة كربلاء” جرائمهم و نهايتهم.. رقم 32 يحمل مفارقة غريبة
خروج الحسين بن علي كان ذلك تلبية لمطالب أهل الكوفة الذين كانوا يريدونه لتنصيبه خليفة شرعيًا بحكم اتفاق عام الجماعة بدلا من يزيد الذي تم تنصيبه بالترهيب والترغيب؛ كذلك فإن مقابلة الحسين بن علي لـ يزيد (التي لم تتم) كانت للتفاهم مع يزيد بظهير شعبي متمثل في أهل الكوفة الذين خانوا الحسين وتخلوا عنه.
الدليل على ذلك حوار الحسين بن علي مع الحر بن يزيد الرياحي القائد الأول للجيش الأموي، واتفقا على أن لا يدخل الحسين الكوفة ولا يعود إلى مكة وإنما يظل في منطقة محايدة لحين ورود كتاب من عبيدالله بن زياد والي العراق للتفاهم، فأرسل عبيدالله بن زياد خطابًا إلى الحر بن يزيد الرياحي ومفاده أن يضع الحسين وآل البيت في الصحراء بمكان لا يوجد به ظروف معيشية وهذا معناه أن هناك نية مبيتة لقتل الحسين ومن معه.
لعل شيء تاريخي يغفله الكثيرون في قصة الإمام الحسين وكربلاء وذلك الشيء أن الحسين سواءًا خرج من الحجاز أو عاش فيها فإن مصيره لن يكون مختلفًا وسيُقْتَل على أي حال وفي أقل تقدير سيوضع قيد الإقامة الجبرية حتى الموت، ومن استباح مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة الحرة لا غضاضة عنده في أن يقتل حفيده.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال