شخصيات شوارع مصر الجديدة (6) المهندس سيد عبدالواحد .. الأب الروحي لمترو الأنفاق في مصر

يواصل موقع الميزان نشر تقارير سلسلة شخصيات شوارع مصر الجديدة وتتناول الحلقة السادسة تاريخ المهندس سيد عبدالواحد أحد أهم مهندسي المواصلات في تاريخ مصر الحديث.

كنا في الحلقات السابقة من سلسلة شخصيات شوارع مصر الجديدة تناولنا سيرة أحمد خشبة باشا في الحلقة الأولى، بينما تناولت الحلقة الثانية شخصية نخلة المطيعي، فيما تناولت الحلقة الثالثة شخصية إبراهيم اللقاني، أما الحلقة الرابعة فكانت عن فوزي بك المطيعي، أما الحلقة الخامسة فكانت عن عبدالقوي أحمد باشا.

مسيرة المهندس سيد عبدالواحد

في عام 1904 وبحي الحواتم محافظة الفيوم ولد المهندس سيد عبدالواحد حمدي حسن رجب، وبدأ مثل باقي أفراد جيله خط التعليم إذ التحق بالإبتدائي والثانوي ثم دخل كلية الهندسة جامعة القاهرة (وقت أن كان اسمها جامعة فؤاد) وصار الأول على دفعته، فكان ذلك سبيلاً إلى سفره لسويسرا في بعثة هناك.

بعد 6 أشهر في سويسرا حقق سيد عبدالواحد الدكتوراة وكان ذلك إنجازًا في حد ذاته لم يستطع تحقيقه سوى 5 على مستوى العالم في ذلك الجيل، وابتكر عدة نظريات حول الكباري المعلقة والأنفاق العابرة للمجاري المائية، لكنه رفض أن يضعها لسويسرا وأراد خدمة وطنه، فرجع إلى مصر وعمل بالحكومة حتى صار وزيرًا للمواصلات في حكومة حسين سري.

أهمية المهندس سيد عبدالواحد

ترك المهندس سيد عبدالواحد بصمات متعددة في أنحاء مصر، فهو صاحب نفق الهرم ونفق شبرا ومؤسس كوبري الفردان في قناة السويس ومؤسس كوبري نجع حمادي، وصاحب مشروع الرسم الهندسي لاستاد القاهرة، فضلاً عن أنه صاحب تعديلات كوبري إمبابة والسبب في جعل الكوبري يمكن فتحه أمام السفن.

دُرَّة إسهامات المهندس سيد عبدالواحد تمثلت في مشروع المترو والذي فكر فيه مطلع الأربعينيات ثم ترك تصميمًا هندسيًا له سنة 1946 م، وقد ترك التصميم كاملاً حتى نفذته الشركة الفرنسية بعد ذلك في الثمانينات .

قصة فكرة المترو بدأت زمن الملك فاروق لكن لم يتم تنفيذها إلا في عصر جمال عبدالناصر والذي طلب خبراء من فرنسا لتنفيذ المشروع وكان التصور هو جعل المترو خطين، الأول بين باب اللوق وترعة الإسماعيلية بطول 12 كم، والثاني من بولاق أبوالعلا إلى القلعة بطول 5 كم، حيث كانت تلك المناطق تمثل آنذاك مواضع الزحام المتوقعة في المستقبل.

تأجل تنفيذ مشروع مترو الأنفاق في عصر جمال عبدالناصر بسبب نكسة يونيو ثم تم التصديق عليه في 20 سبتمبر عام 1970 وتم تنفيذ المشروع وافتتاح مرحلته الأولى فى عام 1987 م.

اليوم الأخير في حياة سيد عبدالواحد

جاءت وفاة سيد عبدالواحد في 29 أكتوبر سنة 1952 م حين كان يشغل منصب المدير العام للسكة الحديد وكانت وفاته فجأة للجميع حيث رحل عن عالمنا وكان عمره 48 سنة.

إقرأ أيضا

اليوم دا يا طه يومك .. دفاع المصريين عن “العميد” وصمام الأمان

بدأت الساعات الأخيرة للمهندس سيد عبدالواحد في تمام الساعة الثانية ظهرًا بعد أن تناول الغداء في داره، ثم عاد إلى مكتبه في الساعة 6 مساءًا، وحين جاءت الساعة الثامنة التقى بالمهندس عاطف أبو العطا وكيل وزارة المواصلات، ثم أصيب فجأة بذبحة صدرية حادة، فتم استدعاء الأطباء لإسعافه لكنه فارق الحياة، ثم نُقِل إلى منزله في مصر الجديدة، وتقديرًا لدوره أطلقت الحكومة اسمه على أحد الشوارع المتفرعة من روكسي.