شرطًا لتجهيز العروسين..كيف بدأ الشطرنج والطاولة
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
كانت لعبة النرد والشطرنج من وسائل الترفيه التي انتشرت في عصر سلاطين المماليك، وهي لعبة فارسية الأصل، المعروفة الآن بالـ”الطاولة”.
مارس هذه اللعبة العامة والخاصة في عصر المماليك، فكان الأمراء ورجال الأدب والشعراء يهوون لعب النرد.
وتعرف تلك اللعبة بالنرد شير نسبة إلى أرد شير بن بابك الذي وضعها، ولاشك أن المسلمين قد أخذوها عن غيرهم من الشعوب التي احتكوا بها بعد الإسلام.
انتشرت لعبة النرد في المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك وأقبل عليها العامة والخاصة، فقد كان لها إغراء كبير إلى جانب لعبة الشطرنج.
وإلى جانب لعبة النرد انتشرت في عصر سلاطين المماليك لعبة الشطرنج وهي من الألعاب الهادئة التي وضعها حكماء الهند عندما افتخر الفرس بوضعهم النرد، فناظرهم أهل الهند بوضع الشطرنج وما فيه من التدبير.
رسموا للعبة الشطرنج لها رقعة مربعة مكونة من ثماني خانات طولا وعرضا ورسموا عليها أربعة وستين مربعا بالتساوي، كما جعلوا فيها ثماني قطع ومثلها من البيادق وطليت بلونين من طرفيها وأجلسوا الملك والوزير في القلب وأوقفوا فيلين على الميمنة والميسرة وجعلوا بجانب الفيلين حصانين من الجانبين، كما جعلوا الرخين في الزاويتين، وصفوا أمامهم صفا من العساكر.
وقد كان الحجاج يتسلون بالشطرنج، وهم في طريقهم إلى الحج على ظهور الشقاديف (مركب أكبر من الهودج، كان يركبه الحجاج إلى بيت الله الحرام)، كما شاع الشطرنج أيام الدولة الفاطمية في مصر، حتى أن الخليفة الحاكم بأمر الله منع اللعب بالشطرنج، وصادر رقاع الشطرنج فجمع منها أعداد كبيرة وأحرقها.
وأقبل سلاطين المماليك على الشطرنج على اللعب مع المقربين إليهم من الأمراء والعلماء والأدباء، كما حرص إذا خرج في أسفاره، أن يحمل معه كمية ضخمة من العاج برسم خط الشطرنج حتى إذا لعب السلطان بشطرنج مرة أخذه بعد ذلك أرباب النوبة وجدد غيره للسلطان.
وكانت أدوات الشطرنج تصنع حسب “وسائل الترفيه في عصر المماليك” من سائر أنواع الجواهر والذهب، والفضة والأبنوس برقاع الحرير المذهب، كما صعت من البلور الصخري، لذا كان من الطبيعي أن تكون لعبة الشطرنج من الألعاب الارستقراطية الخاصة بالملوك والأمراء،لا الفقراء.
وقد جرت العادة في عصر سلاطين المماليك أن يشتمل شوار العروس على الشطرنج، أو كان يهدى إلى العروسين، تخفيفا عنهما في نفقات الزواج.
وقد بلغ من انتشار لعبة الشطرنج وكلف الناس بها إلى الحد الذي جعل بعض الأشخاص ينسبون إليه، كما صنعت في هذه اللعبة وقواعدها العديد من المؤلفات والرسائل خاصة في عصر سلاطين المماليك.
وكان شرف الدين عيسى بن حجاج السعدي المصري، من أمهر لاعبي الشطرنج، فقد كانوا يتفنون في ابتداع أساليب اللعب، فكان من أصحاب بالبطولة فيها من يدير ظهره إلى الرقعة، ويأمر بنقل القطع بالإشارة.
كما بلغ إجادتهم للشطرنج، أن على بن قيران التركي الأعمي الشطرنجي الذي ذكره الصفدي في شرح لامية العجم حيث رآه بالقاهرة سنة 1328، يلعب مع الناس ويهزمهم، بل كان يتحدث مع الموجودين ويشاركهم في جميع ما هم يه، وق ذاع صيته في القاهرة في لعب الشطرنج.
وقد كان الأمير خشقدم، مدمنًا للuf في الليل والنهار، كما أن السلطان حسام الدين لاجين قد قتل وهو منكب على لعب الشطرنج في إحدى ليالي رمضان سنة 1299، وقيل إنه قتل وهو ينهض للصلاة بعد أن لعب الشطرنج.
كما أن السلطان الغوري كان يجالس أصحاب الحظوة عنده، بل كان يجلسهم معه على المرتبة ويلاعبهم وكان يتعرف على من هؤلاء الجلساء على الكثير مما كانوا ينقلونه له من أخبار الناس.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال