شركة خدمة العملاء في كولومبيا تريد تركيب كاميرات مراقبة في منازل الموظفين
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أثارت “تيلي بيرفورمانس”، أحد أكبر شركات خدمة العملاء في العالم، جدلًا مؤخرًا بعدما كشف أن الشركة كانت تضغط على الموظفين للموافقة على تركيب كاميرات مراقبة في منازلهم.
منذ بداية وباء فيروس كورونا والعمل في مراكز خدمة العملاء مزدهرًا، وذلك لأن العديد من الشركات بدأت في العمل على الإنترنت والعديد منها يفضل الاعتماد على العمال المستأجرين من الخارج من بلدان ذات تكاليف عمالة رخيصة، مثل كولومبيا أو الفلبين. والمشكلة هي أن معظم العاملين في مراكز خدمة العملاء هذه اضطروا إلى العمل عن بعد من منازلهم بسبب القيود المرتبطة بالوباء مما جعل من الصعب على المديرين رصد أنشطتهم. والآن تعمل واحدة من أكبر شركات خدمة العملاء في العالم، وهي “تيلي بيرفورمانس” فرع كولومبيا، على الضغط على موظفيها لقبول مراقبتهم في منازلهم بواسطة كاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وفي إطار حماية المعلومات والحياة الشخصية، اشتكى العاملون الكولومبيون في الشركة من عقود جديدة تم الضغط عليهم للتوقيع عليها من أجل الحفاظ على وظائفهم. وتسمح العقود المثيرة للجدل التي صدرت في مارس برصد الكاميرات للعمال في منازلهم، فضلًا عن تخزين البيانات التي يتم جمعها من أفراد أسرة العامل، بما في ذلك القصر.
وقال أحد العاملين لشبكة “إن بي سي نيوز” “إن العقد يسمح بالرصد المستمر لما نفعله نحن وأيضًا عائلتنا. أعتقد أنها سيئة حقًا. نحن لا نعمل في مكتب. أعمل في غرفة نومي. ولا أريد أن يكون هناك كاميرا في غرفة نومي”.
“تيلي بيرفورمانس”، التي توظف أكثر من 380 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم وحوالي 39 ألف في كولومبيا، تعد أبل وأمازون وأوبر من بين عملائها. كما زعمت الشركة أن بعض عملائها طلبوا رصدًا أكثر صرامة لضمان التعامل مع بياناتهم وبيانات عملائهم بشكل صحيح.
ويطلب العقد من العمال الموافقة على تركيب كاميرات فيديو في منازلهم أو على حواسيبهم، مع الإشارة إلى أماكن عملهم وتسجيل كل شيء. كما يتعين عليهم أن يوافقوا على استخدام أدوات تحليل الفيديو والتي تستطيع التعرف على الأجسام الموجودة حول حيز العمل مثل الهواتف النقالة أو الورق التي لا يسمح بها.
وتطلب جوانب أخرى مثيرة للجدل في العقد من العمال الموافقة على تبادل البيانات والصور المتعلقة بأي أطفال تقل أعمارهم عن 18 سنة وتبادل البيانات الحيوية بما في ذلك بصمات الأصابع والصور وحتى أخذ اختبارات كشف الكذب إذا طلبت الشركة ذلك.
وقال المتحدث باسم الشركة، مارك بفيفر، لشبكة “إن بي سي نيوز” إن “الكاميرات تستخدم في عمليات الفحص الموقعي لسياسة الشركة المتعلقة بالمكتب النظيف وفي بعض الأحيان لضمان الامتثال لعمليات أمن البيانات وعدم تسجيل أي بيانات من الموظفين”، مضيفًا أن الموظفين يوافقون على تقاسم البيانات الحيوية وأخذ اختبارات كشف الكذب.
وقالت إحدى العاملات الكولومبيات إنها تعمل ليلًا لخدمة زبائن من إسبانيا، ولكنها تحتاج إلى أن تفعل ذلك من غرفة النوم، الغرفة الأكثر هدوءًا في المنزل والتي تشاركها مع زوجها. كما إنها تأخذ المكالمات من مكتب بينما ينام زوجها على السرير وأنها قلقة أن الميكروفون قد يلتقط الشخير. وقالت “إنه انتهاك لحقوق خصوصيتي وحقوق زوجي والذين يعيشون معي”.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال