شركة روتانا..اللي ضحكت ولسه بتضحك علينا
-
محب سمير
كاتب نجم جديد
خلاص، لم يعد مجديا في اعتقادي الحديث عن سرقة شركة “روتانا” لتاريخنا السينمائي، بالاشتراك مع شبكة “Art” السعوديتين، بالتعاون مع سماسرة بيع تراثنا السينمائي، بقيادة “صاحبة السعادة والمليارات” إسعاد يونس، صاحبة شركة “فنون”، في صفقة مشبوهة تمت بمباركة الدولة المصرية، مطلع القرن الحالي.
أكثر من 3 آلاف فيلم مصري (80 % من تراث السينما) تم بيعها برخص التراب _ده لو كان بيع التراث يقدر بثمن أصلا_ وآلاف الساعات من الحفلات والأغاني والبرامج التليفزيونية القديمة، التي كانت ملكا ل “ماسبيرو”، كلها كانت من نصيب رجل الأعمال السعودي “الوليد بن طلال” وقنواته روتانا و “الشيخ صالح كامل” وقنواته “أيه أر تي”، والقناتين هما المالك الوحيد لتلك الأفلام ومن حقهما بيعها لمن تشاء أو تدميرها إن رأت في يوم من الأيام أن “الفن حرام”.. وهو ما حدث على الضيق، عندما قامت الشركتين بقص المشاهد التي رات أنها ساخنة والقبلات بالمرة، لدرجة أن “الشيخ صالح” منع عرض فيلم “عماشة في الأدغال”، بسبب الملابس المثيرة التي كانت ترتديها بطلة الفيلم “صفاء أبو السعود”، زوجة “الشيخ”.
طوال السنين الماضية، كتب ونشر عدد كبير من الكتاب والصحفيين والسينمائيين عن الصفقة المشبوهة، وتقدم عدد منهم ببلاغات للنائب العام لوقف تلك الصفقة، لم يكن أخرهم المخرج الراحل “كامل القليوبي”، الذي مات كمدا على بيع تراث مصر السينمائي، والكاتب الكبير جمال الغيطاني، وأخرهم الممثل المصري “سيد بدرية” المقيم في أمريكا، الذي قام بإنتاج فيلم قصير عن القضية.. لكن لم يستطع أحد الفوز في المعركة ضد “روتانا” وريالاتها.. وأصبح الأمر الآن واقعا، بل ماضي ذكراه تقلب علينا المواجع.
لكن على الأقل أليس من حقنا مشاهدة هذه الأفلام؟.. أليس من حق الجمهور العربي كله مشاهدة الأفلام المصرية القديمة؟.. بالطبع لا طالما “روتانا” لا تريد ذلك.. أو مشاهدة ما تعرضه وأنت ساكت.. مش كفاية إنك بتتفرج ببلاش؟.. لذلك تجد أن قنوات “روتانا” كلها تتعامل في ما تعرضه، ليس ما تملكه كله طبعا، على أنه “كفاية عليهم كده”.. بداية من عدد الأفلام التي تقوم بعرضها في العام، على كل قنواتها بمسمياتها المتغيرة والثابتة، الذي لا يتعدى 300 فيلم، تقلب يمين تقلب شمال، هي هي الأفلام نفسها، لكن مرة على “روتانا كلاسيك” ومرة على “روتانا سينما”.
بدأت روتانا قوية بداية الألفية الحالية، مجموعة قنوات متنوعة للموسيقى وأخرى للأفلام الحديثة، وثالثة للأفلام الكلاسيك.. وقناة منوعات “روتانا مصرية” ترأسها “هالة سرحان”، التي صنعت أسطورتها في برامج التوك شو في روتانا كان أيضا الجمهور متعطشا لمشاهدة الأفلام المصرية التي حرم منها بسبب الإهمال في “ماسبيرو” وحفظها في العلب.. وعرفنا أن هناك فنان مصري يهودي اسمه “شالوم” قام ببطولة وإخراج عدد من الأفلام في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين، مثل “شالوم الرياضي” و “الترجمان”.. بدأت روتانا تعرض ما لم نعرفه من كنوز السينما المصرية في عهد الملكية، خلاف الحفلات واللقاءات النادرة مع نجوم الفن والثقافة في مصر طوال ستين عاما.. لكن في نفس الوقت لاحظ الجميع، اختفاء أو قص بعض المشاهد التي يحفظها عن ظهر قلب، أيام عرضها في التليفزيون المصري زمان.. لدرجة أننا الآن نشك في ذاكرتنا.. هل كانت هذه المشاهد موجودة حقا في الأفلام أم من صنع خيالنا؟.
بعدها تراجعت روتانا بشكل سريع، بعد رحيل “هالة سرحان”، ولم تنفع كل المحاولات في انعاش برامجها، فاكتفت بعرض الأفلام على كل قنواتها بلا استثناء أو حتى تمييز، لدرجة أنك ممكن تشوف الفيلم الواحد ثلاث مرات في نفس اليوم على ثلاث قنوات مختلفة.. بخلاف “روتانا خليجية” التي يبدو أن الاهتمام بها أكبر قليلا من باقي القنوات، حتى لو صودف أنك وجدتها تعرض طوال اليوم “سباق جمال”.. لكن هذا حتما أفضل من مشاهدة برنامج “عرب وود” الذي يعرض على كل قنوات روتانا المختلفة مرتين في اليوم.. بحسبة ثماني مرات عرض في اليوم الواحد للحلقة الواحدة.. عمرك شفت تعذيب أكتر من كده؟.
إقرأ أيضًا…المرأة الصعيدية ليست بالضرورة أن تكون تقليدية “الموسيقية كارمن نموذجًا”
ناهيك عن، لأ مش ناهيك، الكوارث في الفواصل بين الأفلام، تحت مسمى “بورتريه”، وسذاجة المادة المكتوبة والتعليق، وكم الأخطاء اللغوية والمعلوماتية في التقرير الواحد، وركاكة الأسلوب.. وبلاوي كتيرة سعادتك.. وده كمان ممكن تشوفه مرتين تلاتة في اليوم الواحد.
أكثر من خمس سنوات أتابع قنوات روتانا لمجرد سماع صوت أو مشاهدة لقطة من فيلم قديم أثناء الأكل.. فأنا ممن لا يأكلون وهم يشاهدون الأفلام.. خمس سنوات وأنا أشاهد نفس الأفلام.. واكتشفت أن روتانا تلعب لعبة غبية جدا ومستفزة في عرض ال 300 أو 400 فيلم المصروفة لنا كجمهور.. مرة يعملوا “أسبوع أفلام الثمانينات” ويعرضوا نفس الأفلام اللي عرضوها الأسبوع الماضي على كلاسيك بعنوان “ألوان زمان”.. فهمت اللعبة؟.. أسبوع أفلام احمد زكي يعرضون افلامه مع سعدا حسني وأسبوع سعاد حسني يعرضون أفلامها مع أحمد زكي.. وهكذا.. حتى أخر الأسبوع وأخر الشهر وأخر العام.
خلاف أفلام المناسبات “فجر الإسلام” في المولد النبوي.. “الرصاصة لا تزال في جيبي” في 6 أكتوبر.. و”الأيدي الناعمة” في عيد العمال.. و “امبراطورية ميم” في عيد الأم.. وهو نفس ما كان يفعله “ماسبيرو” بنا زمان.. لكن يرضي مين أن أشاهد فيلم “عنترة ابن شداد” بكل تلك الكثافة؟.
مع بداية عام 2017 أذكر أن روتانا أعلنت عن مجموعة أفلام جديدة ستعرضها على قنواتها للمرة الأولى.. خمسة عشر فيلما شبابيا، أذكر منها “عنتر ابن ابن ابن شداد” لهنيدي”.. و “الماء والخضرة والوجه الحسن” و “سوق الجمعة” ل عمرو عبد الجليل و “لف ودوران” لأحمد حلمي.. وغيرها من الأفلام التي كانت من المفترض عرضها طوال العام، ولكن بعضها لم يعرض حتى الآن ونحن في 2020.وبالنسبة للحفلات، فهي تعرض كل يوم في العاشرة مساء حفل لأم كلثوم، لو تابعت لمدة أسبوعين ستكتشف أن الأغاني هي هي.. وبتلف…. في منتصف الليل حفلة “الربيع” لفريد الأطرش.. أو “عيون القلب” لنجاة.. أو “بستناك” لعزيزة جلال.
هل تريد أن تعرف أين تذهب باقي الأفلام، روتانا تقوم ببيع الأفلام الأفلام الأخرى التي لا تراها أنت على قنواتها، لتعرض على القنوات المشفرة، مثل شبكة “OSN ” و “شوتايم” و “أوربت”.. لكنها تعرض بعقود محددة المدة، كما يسبق عرض تتر أغلب الأفلام المصرية لوجو “روتانا” كمالكة للفيلم الأصلي.. بس خلاص
الكاتب
-
محب سمير
كاتب نجم جديد