شفاعات فيمينست؟!! نظرة على القائمة المضحكة لأفضل 100 فيلم نسوي من مهرجان أسوان لسينما المرأة
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
فجأة تذكرت ذلك المشهد في فيلم “معلش إحنا بنتبهدل” حينما يجلس القرموطي ليعدد لأبنه وحيد التضحيات التي قدمتها عائلة القرموطي لمصر في حروبها، ليسأله وحيد سؤال جوهري “ماتوا شهدا يا أبا؟” فيجيب القرموطي إجابة عبقرية “لا ماتوا في حوادث عادية بس العيلة اعتبرتهم شهدا” في رأيي هذا ما فعله القائمون على استفتاء أفضل 100 فيلم نسوي عربي والذي أقامه مهرجان أسوان لسينما المرأة، في دورته الجديدة.
بنظرة سريعة على الاختيارات ستجد العديد منها يدعو للضحك والدهشة، فمثلا حينما تجد أفلام مثل ” شباب امرأة، الأستاذة فاطمة، الراعي والنساء، البوسطجي، أم العروسة، زوجتي والكلب، مرسيدس، النداهة، سهر الليالي، زوجة رجل مهم” تم تصنيفها كونها أفلام نسوية، فهذا يدعو للضحك، وكأن المهرجان يقدم لنا واحدة من النكات التي ستظل خالدة لسنوات وسنوات، على الرغم من وجود أفلام يمكن تصنيفها كأفلام نسوية بجدارة داخل القائمة.
تلك الاختيارات المضحكة في بعضها، والمثيرة للدهشة في البعض الآخر، تجعلني اسأل كيف تم اختيار الأفلام في هذه القائمة، ما هي المعايير التي اتفق عليها 70 ناقدًا عربيًا ليخرجوا علينا بهذه القائمة العجيبة، والصراحة أن تلك الإجابة تراها في الاختيارات، ويمكن تلخصيها في جملة (أي ست في فيلم).
المعايير هي: –
أولا: أفلام تناقش قضايا نسائية
وقد زينت القائمة ببعضهم وربما هذا هو المعيار الأفضل والأوضح والأصح فستجد أفلام مثل “أنا حرة، الباب المفتوح، أحلام هند وكاميليا، إمبراطورية ميم، أفواه وأرانب” وغيرها وهي أفلام بالفعل يمكن تصنيفها كأفلام نسوية، لأنها ناقشت قضايا مختلفة تخص المرأة، وهذه الحسنة ربما الوحيدة التي تحسب للقائمة.
ثانيا: أفلام كان في عنوانها كلمة تدل على المرأة
ومن هنا تبدأ كوارث القائمة، ففيلم مثل فيلم زوجتي والكلب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون فيلم نسوي، فيلم يناقش فكرة الشك داخل عقل رجل، يعيش داخل عالم كامل من الرجال، فيلم يناقش قضية ذكورية بحته وهي قضية الشك المرضي نتيجة أفعال سابقة، الشك وعدم اليقين أصبحوا من القضايا النسوية بفضل مهرجان أسوان.
ولكن الأغرب، هو اختيار فيلم شباب امرأة للقائمة، فهل يعقل أن تكون شفاعات نموذج يناقش قضية نسوية؟ لا أدين شفاعات على الإطلاق ولم أراها مذنبة مطلقا، ولكن الفيلم بينه وبين النسوية مثل الذي بين السماء والأرض، ولكن لان عنوانه شباب امرأة أصبح فيلم نسوي، وأيضا لأن بطولته نسائية، وهذا هو المعيار الثالث.
ثالثا: أفلام بطولة سيدات
مثل موعد على العشاء وليلة القبض على فاطمة، وأفواه وأرانب، وميرامار، وغيرهم، وهنا يحدث الخلط الأعظم، ويطل السؤال الذي يجب على واضعي هذه القائمة والعاملين في مهرجان أسوان لسينما المرأة الإجابة عليه، هل الفيلم النسوي هو الفيلم الذي يناقش قضايا المرأة أم الفيلم الذي يشارك في صنعه النساء سواء أمام الكاميرا أو خلفها؟
فإذا جاءت إجابة السؤال بأنه الفيلم الذي يشارك في صناعته النساء أمام أو خلف الكاميرا، فأغلب أفلامنا العربية أفلام نسوية، بل إن أغلب الأفلام في العالم نسوية، بل إن هذا المفهوم يعود بالحركة السينمائية النسوية إلى الوراء، حيث السبعينات وظهور نظرية النقد النسوي، والتي كانت تعمل على انتقاد السينما الكلاسيكية تحديدا كونها سينما تدعم اضطهاد المرأة، وتنميط صورتها، بينما كانت تدعو لصناعة سينما نسوية تناقش قضايا المرأة وتعبر عنها بالشكل الذي يرى أصحاب تلك النظرية أنه أفضل، ومن ضمن أهدافها أيضا توسيع مجال عمل المرأة في عالم السينما خلف الكاميرا وأمام الكاميرا، فهل يمكن اعتبار النظرية النقدية النسوية هي المرجع الذي يتم الاختيار على أساسه؟
الإجابة لا، لأن التطور شمل كل شيء بما في ذلك مفهوم السينما النسوية، ليتخطى حاجز عمل المرأة في السينما، ليصل إلى جوهر السينما النسوية، وهو مناقشة قضايا المرأة وإخراجها من القالب الذي وضعته فيها السينما الكلاسيكية، ولكن هذا التعريف ينطبق على قلة من الأفلام التي تم اختياراها في القائمة العجيبة، لتتحول القائمة -التي تصدر من مهرجان متخصص في سينما المرأة- من قائمة كان من المفترض أن تكون مضيئة، إلى قائمة مضحكة للغاية، شفاعات فيمينست؟! عجبًا!!
ربما يكفيهم وجود فيلم خلي بالك من زوزو ضمن القائمة
“بس هو في حد فيكم خلى باله”
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال