شلالات الدم في أنتاركتيكا.. ظاهرة طبيعية حيرت العلماء لفترة كبيرة
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أنتاركتيكا هي امتداد رائع من الفضاء المتجمد حيث يوجد ألغاز كثيرة. إحدى عجائبها الرائعة حقًا إن لم تكن مخيفة قليلًا هي مكان معروف للعالم باسم “شلالات الدماء”. ويلاحظ أن شلالات الدم عبارة عن شلال مرتفع تتكون من خمس طوابق تصب مياة حمراء اللون. الشلال الهائل الذي لا يزال يصب السائل لون الأحمر، يجعل نهر تايلور الجليدي يظهر وكأنه يعاني من جرح مفتوح.
شلالت الدم حيرت العلماء لسنوات عديدة. النظرية الأكثر شعبية للون الشلال الغريب كانت الطحالب الحمراء. وكان هذا استنتاج معقول بالنظر إلى أن الطحالب الملونة كانت سببًا وراء تغيير ألوان وديان عديدة في أنتاركتيكا. إلا أن هذه النظرية كانت خاطئة فسرعان ما اكتشف فريق من الباحثين أن شلالات الدم كانت مرتبطة في الواقع بكبسولة زمنية تحت الماء والتي ظلت في هذا المكان لملايين السنين.
عندما قام فريق من المستكشفين والخبراء والباحثين بقيادة جامعة ألاسكا فيربانكس وكلية كولورادو بالكشف عن مصدر النهر الأحمر، كان فكرهم الأول هو الطحالب. ومع ذلك فإن الحقيقة اثبتت أن الحقيقة يمكن أن تكون أكثر غرابة من الخيال. وقد علم العلماء باستخدام تقنيات رادار متطورة وصور تحت الماء أن المصدر الحقيقي لهذه الظاهرة الطبيعية هو كبسولة زمنية تحت الماء عمرها مليونا سنة.
السبب هو طبقة فريدة من الجليد محبوسة في جزء غني بالحديد من البحيرة لملايين السنين. كما أن داخل طبقات القطب الشمالي المتجمدة، مجتمع قديم من الميكروبات تطور في بيئة منفصلة تمامًا عن بقية العالم. وكان اللون الغريب للشلال نتيجة لارتفاع مستويات الحديد والملوحة. السائل الملون بالدم ينطلق من خلال شقوق في الجليد.
والأهم من ذلك أن هذا الاكتشاف الجديد يثبت أن الحياة يمكن أن توجد حتى في درجات الحرارة المنخفضة للغاية وفي ظل ظروف كان يعتقد سابقًا أنها غير صالحة للسكن. هل هذا يفتح المجال للحياة في الفضاء؟ الوقت وحده سيخبرنا.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال