شيرين عبد الوهاب من آه ياليل إلى يا معافر

عندما غنت شيرين عبد الوهاب في رمضان أغنية يا معافر كتبت عن الأغنية وقلت شيرين تغني لنفسها وهذه الأغنية ما هي إلا وصف لشخصيتها.

وفي حلقة صاحبة السعادة أثبتت شيرين أنها تحمل جينات المصري الأصيل الذي مهما وقع فإنها مرحلة. ولكن لا تصدق أنه مات، أصبر عليه وستجده يقف كالمارد من جديد، بشخصية جديدة، ونفسية جديدة، وأمل جديد، ولا تملك إلا أن تنبهر به وتصفق له.

جلست اتابع الجلسة لأني مثلي ومثل الملايين أحب شيرين جدا، وهي بدأت معنا في بداية شبابنا، ولي معها ذكرى خاصة فيوم فرحي وأنا في الكوافير، جاءت الميكب أرتيست وهي شابة صغيرة من سني ومعها شريط كاسيت جديد ووضعته في الكاسيت وكان أول شريط عرفنا منه فتاة جديدة في اول الطريق اسمها شيرين وشاب صغير اسمه تامر حسني، وكانت المكيب أرتيست صديقة لهذا الشاب ومتحمسة جدًا وطوال الوقت كانت تحدثني عن هذا الشاب وتحكي لي عن كل أغنية في الكاسيت وظروفها وكيف اختارها، وتحكي لي عن الفتاة شريكته في الشريط، وكيف أن الفتاة تميل إلى الألحان الشرقية ذات الرتم العالي المبهج، بينما الشاب يميل إلى الرتم الغربي لأنه عازف جيتار.

وقتها لم يكن الشريط نزل في الأسواق ولم ينتشر، وعندما ظهر نجح الشريط كله وبخاصة آه يا ليل ، وحبيبي وانت بعيد ونجح تامر ونجحت شيرين، ومن وقتها ظهر مطربان ولم يختفوا ثانية، وسار كل منهما في طريق.

وارتبطنا بشيرين لأنها شبهنا، ورحلة صعودها نفس رحلة صعود كل شاب أو فتاة خرج من الحارة وصعد إلى طبقة الصفوة ونجح نجاح غير عادي.

وكان مشوار شيرين مليء بالهبوط والصعود، وعثراتها تؤكد عدم خبرة هذه الفتاة، وعفويتها تؤكد أنها نبت بري ضد التهذيب والتطويع.

وكلما وقعت شيرين في عثرة تأخذ قلوبنا، ونشفق عليها، تخرج بتصريحات نارية أو كلمات مستفزة كنا نغضب منها وربما نخاصمها ولكن لم يأتي يوم قررنا كرهها والابتعاد عنها، ندعو لها أن تفوق، أن تغني ولا تتكلم.

وجاءت عثرتها لأخيرة والتي خرجت منها مثل أي ست مجروحة وموجوعة، وتصرفت بعفويتها المعهودة دون أي حسابات، ولم تتصرف كنجمة، تصرفت كست مجروحة تركت وزنها يزيد وحلقت شعرها وخرجت علينا بهذا الشكل، لم تهتم ولم تنظر لصحافة او كاميرات أو جمهور، ولم تفكر مثل غيرها في شكلها ورصيدها لدى الجمهور وكانت المفاجأة أن رصيدها زاد وتعاطف الناس والمحبة زادت، وتوطدت مكانتها في القلوب، وأصبح الجميع يتتبع أخبار هذه السيدة المجروحة، وليست شيرين النجمة.

أخذت وقتها ثم خرجت علينا شيرين في صورة وهيئة جديدة في برنامج صاحبة السعادة مع الفنانة إسعاد يونس، والحقيقة كانت نيتي أنني سأتابعها من باب الاطمئنان على شيرين وإلى ما وصلت إليه، ولكني فوجئت بشيرين جديدة، مولود جديد، سيدة واعية مصرة على الاستمرار أمسكت بالحياة في آخر نفس فعادت لها الحياة وفتحت لها ذراعيها، كانت متألقة سواء في الغناء أو في الكلام، وجدت أمامي سيدة واعية مدركة قيمة الهبة والنعمة التي منحها لها الله، مقررة أن تحافظ على نفسها وحب الناس، مذاكرة ومركزة في شغلها.

استمتعت جدا بكلامها عن موهبتها التي لابد وأن تلجمها وأن تعرف متى تغني ومتى تقول والفرق بين الغماء والقوالة وعندما سألتها اسعاد يونس وتغني إمتى؟ قالتلها لما تيجي الأغنية اللي عاوزة غنى، وتحدثت عن شيرين آه ياليل التي لازالت محتفظة بها وكيف أنها أتعبتها، وعندما بررت لها إسعاد أننا نحبها ونقبل منها أي شيء، ردت لأ مش أي كلام يتقال في أي وقت.

إقرأ أيضا

فيلم أنف وثلاث عيون .. عين رابعة تعيد تشكيل ثلاثة عيون عبدالقدوس من جديد

تحدثت كثيرا وضحكت كثيرا وغنت كثيرا، وكنت أنا مبهورة وسعيدة وفرحانة لها واطمئننت عليها، كنت أجلس وأصفق وأدمع من حلاوة شيرين وتغيرها المطمئن، ودعيت لطبيبها الذي أعاد لنا هذه السيدة الجميلة الرائعة الطيبة الودودة صاحبة الصوت والإحساس الجميل.

وكان أجمل بداية في الحلقة أن افتتحت شيرين عبد الوهاب الحلقة بأغنية يا معافر، غنتها بإحساس رائع ولغة جسد واثقة ومركزة ومبتهجة وسعيدة بالشخصية الجديدة، حمدا لله على السلامة ياشيرين يا معافرة