شيماء هال .. الكثير من الكذب في مذكرات “فتاة السر”
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تقذف المطابع يومًا بعد يوم كتب المذكرات واليوميات، فلم يعد أدب المذكرات قاصرًا على ذوي العلم والمعرفة والشخصيات الفذة، والموهوبين والمؤثرين في المجتمعات، ما يؤهلهم بطبيعة الحال على تدوين مذكرات تودع خلاصة تجاربهم التي مروا بها، ولكن أصبحت بابًا لمن أراد الشهرة أو إرضاء ذاتيته بالحديث عنها.
ومن المعروف أن المذكرات ترصد مظاهر الحياة من أفعال وأفكار وعواطف تجاه النفس أو اتجاه الآخرين، ومذكرات “شيماء هال” الفتاة المصرية التي عاشت في أمريكا نوع من المذكرات التي حملت المعلومات تارة، وحملت المشاعر الذاتية والمشاعر اتجاه الآخرين والكثير من الكذب تارة أخرى.
مذكرات “شيماء هال”، جاءت تحت اسم ” فتاة السر”، من ترجمة ميسرة صلاح الدين، وهي من المفترض أنها قصة حقيقية عن فتاة قيدتها أغلال العبودية عن دار النشر المصرية ” بيت الياسمين للنشر والتوزيع”. جاءت في 17 فصل تتحدث فيه بداية عن حياتها في مصر ومراحل طفولتها التي كانت قاسية جدًا، ووصفتها بطفولة مقيدة بأغلال العبودية.
وطوال المذكرات تروي ” شيماء هال” حياتها في خدمة البيوت والزواج قسرًا وخوفها المطلق من رجال الشرطة، كما تسرد تحولاتها الكبرى ولعل أهمها أنها أصبحت كاتبة بعدما كانت لا تعرف القراءة والكتابة مطلقًا.
الأحياء الفقيرة في مصر
تحدثت ” شيماء هال” في مذكراتها عن الأحياء الفقيرة في مصر، كونها نشأت في بيت فقير، يتكون من 11 طفل وأب وأم. إن الناظر في طريقة السرد وكثرة المعلومات الواردة في الفصول الثلاثة الأولى يرى أن هذه المعلومات من وحي خيال الكاتبة، ولزوم الحبكة الدرامية لا شيء أكثر من ذلك.
تروي ” هال ” حياة الفقر وكيف كانت تتحمل مسؤولية بيت كامل بل وتعتني بطفلة رضيعة وأخوين آخرين وعمرها أربع سنوات، فهل في هذا العمر يستطيع الطفل أن يصنع أو يفطن لشيء من الأساس حتى تروي هذه الأحداث بدقة!.
ثم ما لبثت أن روت أحداثًا أخرى كالزلزال التي حدث لمصر في إشارة لأختها الأكبر التي تربت مع جدها وجدتها، كما روت أنها وفي سن الخمس سنوات، تعرضت للتحرش الجنسي من أحد أخواتها الذكور، بالطبع منطقية الأحداث تجعلك تقف أمامها كثيرًا وإن كانت حقيقية يتعرض لها آلاف الأطفال في مصر، لكن المذكرات تتسم بالمصداقية في نقل الأحداث، لكن أي مصداقية في ذاكرة طفلة 4 سنوات تروي هذا الكم من المعلومات.
ثم تحدثت عن حياتها في خدمة البيوت وكيف تعرضت لأنواع العنف والتعذيب وهذا فيه منطقية أكثر نظرًا لإدراكها ونمو واعيها فهي تقول أن هذا بعد الثامنة من عمرها، ثم تناقد نفسها في رواية هذه المذكرات فهي تقول ” ربما كان ذلك السبب في ضعف ذاكرتي ، فقد كان عقلي مشوشًا لكثرة الأحداث” ، كلما أردت تصديقها تصدمني بكلامها كأنها الشيء ونقيده.
في موضع آخر قالت قابلت رجلًا يبدوا عليه المكر والدهاء لا أعرف ما الذي دفعني لأصفه بهذه الطريقة فانا لا أتذكر ملامحه جيدًا حتى اليوم لكنني شعرت بانزعاج شديده ، كيف تشعرين بالانزعاج وأنتي لا تتذكريه أصلا.. أرى أن هذه المذكرات هي رواية معظم أحداثها من وحي خيال الكاتبة، وليس في غالبها أحداث منطقية يجب أن نصدقها.
اقرأ أيضًا: أغلفة “ديوان” لأعمال نجيب محفوظ.. قبح واستسهال لطبيعة المحتوى
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال