صالحة قاصين .. ملهمة نجيب الريحاني في مستشفى المجانين
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
صالحة قاصين .. ممثلة مصرية يذكرها الجيل القديم بالسيدة العجوز التي تنسى كل شيء على الشاشة، بينما لا يعرف عنها الجيل الجديد من متابعي السينما أي شيء بالمرة، وبين هذا وذاك، يوجد تاريخ كبير جدا، بدأ بـ”اللعب بالفلوس” وانتهي داخل جدارن “مستشفى المجانين”.
صالحة قاصين وأزواجها الخمسة
نشرت مجلة “الكواكب” في عددها الصادر بتاريخ 5 من فبراير عام 1963، موضوعا عن الفنانة صالحة قاصين وتدهور حالتها الصحية، تناولت فيه تاريخها الفني منذ التألق وحتى خفوت بريقها.
وذكرت “الكواكب” أن بداية صالحة قاصين الفنية كانت عندما التقى بها محمود حجازي شقيق المطرب الشهير الشيخ سلامة حجازي، وكيف أنه أعجب بجمالها الشديد، وألحقها بالفرقة المسرحية لأخيه، وبعد وقت قصير بدأت ترتقي سلم الشهرة والمجد بشكل سريع.
وفي تلك الفترة تزوجت صالحة قاصين خمس مرات، باءت كلها بالفشل، ما دفعها إلى التركيز في الفن فقط للتخلص من مرارة الأمر، قبل أن تلتحق بفرقة نجيب الريحاني لتحقق أمجادا فنية كبيرة، ويبدأ فصل جديد في حياتها المثيرة.
الريحاني مجنون صالحة قاصين
كانت صالحة قاصين في شبابها فاتنة بشدة، وتمتلك جمالا أخاذا يسلب عقول الرجل، وهو ما حدث مع نجيب الريحاني الذي وقع في غرامها بشدة، حتى أن الوسط الفني كله كان يعرف بحبه لها، وكان الريحاني يقول إنها أثرت في حياته وكانت السبب المباشر في بعض جوانب إلهامه الفني، لذلك ظل حتى أواخر أيامه يمدها بالمساعدات المادية كلما وقع بصره عليها.
هيدي لامار تهدد صالحة بالقتل
وبحسب ما نشرته “الكواكب” عن صالحة، فبعد تحقيقها أمجادا غير مسبوقة في مجال الفن، جرى الذهب بين يديها حتى إنها لم تكن تحسب أمورها جيدا، وظنت أن المال سيظل وفيرا بين يديها، فكانت تبعثره في كل اتجاه، حتى ضاع ما حققته من أموال، وبدأت تعاني مرارة الفقر.
وفي سن 85 عاما، وبعد معاناة كبيرة من الوحدة والتجاهل وعدم إلقاء الضوء عليها، وتسولها أي دور من المنتجين والمخرجين دون جدوى، بدأت صالحة تعاني من الهلوسة، وكانت تتحدث بصوت عال مع نفسها وتخبر الآخرين بأن “هوليوود” اتصلت بها للتعاقد على بطولة 10 أفلام، وأن النجمة “هيدي لامار” تغار منها وتحسدها على جمالها، بل وتهددها بالقتل أيضا.
بالطبع كانت حالة صالحة تستدعي دخولها مستشفى الأمراض العقلية، وهو ما حدث بالفعل، وهناك كان مدير المستشفى على موعد مع الغرابة والطرافة في آن واحد، حيث استدعته صالحة في اليوم الأول لتخبره أنها تريد تكوين فرقة مسرحية قوية من المرضى في المستشفى، قبل أن تطلب ان يعد لها الأطباء تقريرا عاجلا عن أحوال نزلاء المستشفى، وكم منهم يصرف لهم دجاج، وكم منهم من يأكل العدس.
وبعد تحسن حالة صالحة، استعدت للخروج من المستشفى، وبعثت “الكواكب” عبر صفحاتها تناشد المخرجين الاهتمام بها، حتى لا تتدهور حالتها مرة أخرى، خصوصا وأن السبب في ذلك كان ابتعاد المنتجين والمخرجين عنها وشعورها بالوحدة وعدم التقدير، إلا إن ذلك لم يتحقق، حيث كان آخر عمل شاركت به عام 1960، أي قبل دخولها مستشفى الامراض العقلية بثلاث سنوات، وهو فيلم “شهر عسل بصل” مع إسماعيل ياسين، وكريمان، وماري منيب، لترحل صالحة قاصين حزينة وحيدة عن الدنيا في التاسع من أبريل عام 1964.
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد