همتك نعدل الكفة
624   مشاهدة  

صالح علماني “عراب الأدب اللاتيني”.. الرحيل لا يعني خيانة للنص

علماني
  • محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

    كاتب نجم جديد



يقولون إن الترجمة خيانة تفقد النص الأصلي روحه، لكن كيف لرجلٍ وضعها في المرتبة الأعلى قدرًا بحياته أن يخون النص الأصلي ومعنى والكلمة.

صالح عُمر علماني مترجم فلسطيني سوري وُلد عام  (1949)، ابن لرجلٍ أمي أحب القصص والحكي فورث عنه ابنه حب القراءة.

عُرف علماني الابن بأنه عراب ترجمة أدب أمريكا اللاتينية؛ فالقراء العرب يقرون أن كل ترجمة في هذا الحيز لاتحمل اسم علماني لا يعول عليها”.

إنه الرجل الأكثر وفاءًا في التعامل مع الكلمة كما يقولون، رحل اليوم عن عمر ناهز الـ 70 عامًا؛ قال عنه المترجم العراقي الدكتور محسن الرملي “الحديث عن علماني يقتضي تذكر الجملة القائلة “إن الترجمة خيانة”، فإذا كانت كذلك، فإن أكثرنا وفاءً لهذه الخيانة هو صالح علماني”.

اليوم يشهد فراقًا أولًا ما بين أنامل الطبيب الذي أبدع في ترجمة الأدب اللاتيني ولوحة مفاتيح حاسوب تحمل الأحرف العربية؛ لأكثر من ربع قرن.

خلال حديثه عن النص وخيانته قال علماني إن المترجم أبدًا لا يريد أن يكون خائنًا للعملولا يتعمد ذلك مطلقًا، وشدد أن فكرة ترجمة الكلمة بالكلمة فكرة بالية لا يهتم بها أحد الآن.

علماني لم يخن النص الأصلي والأدب منذ اللحظة الأولى الذي أحبه فيها، فحين سافر إلى مدريد في الستينات ليدرس الطب حمل معه دواوين شعرية لبدر شاكر السياب ومحمود درويش وآخرين.

بعد فترة يخون الطب ويتركه ويتمسك بحلم دراسة الأدب رغم نجاحه بدراسة الطب، يتجه لدراسة الصحافة وهي الأقرب للأدب والفن.

سوء الأحوال المادية والحرب تعطل علماني عن دراسته، لكنه تقربه من حلمه، يضطر للعمل لتوفير أموال للدراسة، يعمل في الترجمة ويدرس الأدب الإسباني.

وانتسب أيضًا إلى جامعة دمشق ليتقن العربية عن ظهر قلب إلى جانب الإسبانية.

يواصل الرجل الذي يهتم بالخلفية الأدبية لكل مؤلف وظروف كتابة نصه وأعماله الأخرى حديثه عن الترجمة وخيانة النص الأصلي “كل كلمة في العمل الأدبي تحمل سياقات ومرجعيات ثقافية مختلفة؛ فالترجمة إعادة خلق النص الإبداعي مع محاولة المترجم الالتزام بالنص الأصلي”.

صالح علماني

هذا الرحيل أيضًا يجب أن يكون خارج إطار خيانة النص، فالنص الأصلي دائمًا يكون رحيل أحد الطرفين نهايته الطبيعية! رحل علماني وبقي أثره على كل كتاب ترجمه وكل أزرة لوحة حاسوبه أو ألته الكاتبة.

هذه العلاقة اليومية التي جمعت بين أنامل علماني ولوحة آلته الكاتبة أو حاسوبه ونصوصٍ مختلفة؛ لمدة لا تقل عن 10 ساعات، كان يتبعها 5 جولات من القراءة للتعرف أكثر على شخصيات النص الأصلي، بل مصاحبتها، ترجمة مباشرة على شاشة الكمبيوتر، وكان نتاجها أكثر من 100 عملٍ أدبي مترجم.

عندما ينتهي علماني الذي عمل مترجمًا في سفارة كوبا بدمشق من الترجمة، يقرأ نصه مستمتعًا بصوتٍ عالٍ؛ يسمع موسيقى الجمل بميزانٍ دقيقٍ لم يعتاد أن يُخطأ.

إقرأ أيضا
أمركة السينما

بين شخصيات ماركيز، وبارجاس، وخوسيه ساراماجو وسطور نيرودا وآخرين، عاش علماني الذي حصل على جائزة “خيراردو دي كريمونا” الدولية للترجمة عام 2015.

صالح علماني

عام 2016 نال الرجل الذي ترجم أسطر “مائة عام من العزلة، الحب في زمن الكوليرا، قصة موت معلن، عشتُ لأروي، ذاكرة غانياتي الحزينات” جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولية للترجمة عام 2016.

سيرة علماني تقول إنه كان رجلًا متواضعًا فـ “لم يأت ليلقي خطابًا” وأن الوفاء للكلمة ترجمه هو مجهودًا وأفعالًا لا مجرد حضور يشبه العدم وكلمات… سيرته تقول “من الممكن أن نرحل كي لا نخون النص الأصلي ومعنى كلماته”.. لكن من يدرك هذا؟!

مصادر: (1)، (2)، (3)، (4)

الكاتب

  • صالح علماني محمد الموجي

    محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
1
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان